محتويات
الجلطة الدماغية
بعض الحالات الصحيّة التي قد نواجهها تستدعي المسارعة إلى طلب العناية الطبيَّة الطارئة دون تردّد أو تأخير، وهو ما ينطبق على حالات الجلطة الدماغيَّة، المتمثِّلة بحدوث إعاقة أو ضعف في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ومنع وصول الأكسجين والمواد الغذائيَّة إلى خلاياه، فسرعة التصرف والاستجابة تُحدث فارقًا حقيقيًّا في مثل هذه الحالات، ولا يتوقَّف الأمر على التعامل مع الأعراض التي تظهر لحظة حدوث الجلطة الدماغية، فقد يُعاني المُصاب من مشكلات وأعراض تظهر بعد ذلك، وبحاجة للرعاية المتواصلة. فما هي هذه الأعراض؟ سنجيب عن هذا السؤال وغيره في هذا المقال.[١][٢]
أعراض جسدية ما بعد الجلطة الدماغية
التعرض للجلطة الدماغيَّة قد يكون مصحوبًا بظهور مجموعة من الأعراض والمشكلات طويلة الأمد، والتي تختلف في طبيعتها وشِدتها من شخصٍ لآخر، لذا نجد أنَّ البعض قد يتعافى منها بشكلٍ أسرع، بينما يكون آخرون بحاجة للدعم فترة أطول. ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز الأعراض الجسدية التي قد تظهر على المُصاب بعد الجلطة الدماغيَّة:[٣]
- الشلل (Paralysis)؛ الذي يُعرف بعدم القدرة على تحريك جزء أو عِدة أجزاء من الجسم، أو أنْ يعاني المُصاب من الضعف الجسدي، أو كِلا المشكلتين في أحد جانبيّ الجسم.
- الشعور بالتنميل أو أيَّة أحاسيس غريبة في الجسم.
- المعاناة من ألم في اليدين والقدمين، وغالبًا ما يزداد هذا الألم سوءًا مع الحركة، أو في حالة تغير درجات الحرارة.
- صعوبة البلع أو مضغ الطعام.
- مواجهة مشكلات في الإبصار، فربما تكون الجلطة الدماغيَّة مسؤولة عن اضطراب أجزاء الدماغ المسؤولة عن استقبال ومُعالجة وتفسير المعلومات التي ترسلها العينين، وقد يُسفر عن ذلك اضطرابات في النظر، ربما تظهر على صورة ازدواج في الرؤية، أو ضعف في مجال رؤية إحدى العينين.[٤]
- مشكلات في الوظيفة الجنسيَّة، فربما يعاني الذكور والإناث من هذه المشكلات بعد التعرض للجلطة الدماغيَّة.[٥]
- الشعور بالإعياء والتعب الجسدي.[٦]
أعراض نفسية ما بعد الجلطة الدماغية
قد يعاني الأفراد بعد التعرض للجلطة الدماغيَّة من أعراض نفسيّة بحاجة للتقيم والمتابعة لمنع تفاقمها أو حدوث مضاعفات أخرى على إثرها، ومن هذه الأعراض:[٤]
- الشعور بالقلق، والذي ربما يظهر على صورة شعور عام بالخوف والقلق، أو يزداد شِدة في بعض الحالات، فيعاني المُصاب من نوبات القلق.
- المُعاناة من الاكتئاب، إذْ يمرّ الفرد بلحظات من فقدان الأمل والبكاء الشديد، والذي قد يُصاحبه الانسحاب من مُمارسة الأنشطة الاجتماعيَّة.
- الشعور بالحيرة، والإحباط، والغضب.
أعراض إدراكية ما بعد الجلطة الدماغية
إلى جانب ما سبق، يوجد بعض الأعراض والمشكلات الإدراكية التي قد تظهر على الشخص بعد إصابته بالجلطة الدماغية، منها:[٥]
- مشكلات الكلام والتواصل مع الآخرين، فأحيانًا يعاني المصاب من مشكلة توضيح أفكاره للآخرين، وصعوبة إيجاد الكلمات، أو القدرة على التحدث بأكثر من كلمة أو جملة في الوقت الواحد، وقد يُعاني المُصاب أيضًا من صعوبة الكلام بسبب تلف العضلات التي تُساعد على التحدث، وعدم حركتها بالطريقة السليمة.
- حدوث تغير في طريقة التفكير.
- سوء إصدار الأحكام على المواقف المختلفة.
- حدوث تغيرات في شكل وسلوكيات النوم.
- اضطراب الذاكرة.
أعراض تظهر في وظيفة الأعضاء ما بعد الجلطة الدماغية
تتأثر بعض وظائف الأعضاء في بعض حالات الجلطة الدماغية، فيعاني المُصاب من أعراض ومشكلات مختلفة، نذكر منها ما يأتي:
- مشكلات التبول والتبرز: ربما تتسبَّب الجلطة الدماغية بحدوث مشكلات في السيطرة على الأمعاء أو المثانة، والتي قد تحدث لوجود أسباب عِدة؛ مثل: عدم ملاحظة المصاب حاجته لاستخدام المرحاض، أو تعرُّض جزء الدماغ الذي يساعد على تسهيل عمل المثانة والأمعاء للتلف جرَّاء حدوث الجلطة، أو وجود مشكلة أو إعاقة فعليّة تحول دون الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب، لذا قد يُعاني المُصاب من أعراض عِدة، مثل:[٥][٤]
- السلس البولي (Urinary incontinence)، والذي يظهر على صورة تكرار الحاجة للتبول، أو وجود مشكلات في تفريغ المثانة.
- فقدان السيطرة على الأمعاء، فيعاني المُصاب من الإمساك أو الإسهال.
- مواجهة صعوبة في البلع: ربما بسبب تلف الأعصاب التي تسيطر على عملية البلع، أو فقدان الانتباه والتشتّت عند تناول الطعام، ومن الأعراض التي قد تُصاحب هذه المشكلات:[٥]
- الشعور بالانزعاج في منطقة الصدر أثناء البلع أو بعد الانتهاء منه.
- خروج الطعام مع السعال بعد الانتهاء من تناوله.
- صدور أصوات قرقرة من الحلق أثناء أو بعد تناول الطعام.
- المُعاناة من الاختناق أو السعال أثناء تناول الطعام أو بعد الانتهاء.
- بطء أثناء تناول الطعام أو مضغه.
نصائح لتسريع التعافي من الجلطة الدماغية
الخضوع لإعادة التأهيل بعد التعرُّض للجلطة الدماغيّة يعدّ خطوة رئيسيّة وهامّة لاستعادة معظم الوظائف والقدرات التي تأثرت بحدوث الجلطة، وبشكلٍ عام، ثمّة مجموعة من النصائح والخطوات التي يُمكن القيام بها لتحسين التعافي بعد الإصابة بالجلطة الدماغيَّة، يُمكن إجمال مجموعة من أبرزها على النحو الآتي:[٧]
- الحرص على اختيار مركز إعادة تأهيل يقدِّم الرعاية المكثفة والحثيثة للمُصاب، فبذلك يُمكن ضمان سرعة التعافي.
- التأقلم مع الأدوية والعلاج لضمان التحسن والتعافي.
- الحدّ من التوتر قدر الإمكان، لذا يوصَى دائمًا بالابتعاد عن المواقف التي تزيد من الضغوطات النفسيّة.
- اتباع تعليمات الطبيب والمُعالِج حول الخطة العلاجيَّة المحدَّدة التي وُضِعت للسيطرة على الحالة الصِّحية، والقيام بأيَّة تمارين منزلية مطلوبة، فعلى الرغم من صعوبة تطبيقها، فإنَّها الوسيلة التي يُمكن من خلالها استرداد الصحة والتعافي.
- الحرص على التفكير بإيجابيَّة، فعلى الرغم من صعوبة التجربة، يوصَى بعدم اليأس والحزن وفقدان الأمل، والنظر إلى الأمور بنظرة إيجابيّة دافعة نحو متابعة ودعم التعافي بصورة أفضل.
- مُمارسة التمارين بحدود معقولة، فعلى الفرد اتباع تعليمات الطبيب أو المُعالِج في مُمارسة التمارين الآمنة دون مبالغة فيها، فقد تزداد فرصة التعرُّض للسقوط في حالة عدم الالتزام بالنظام المحدَّد من قبل الطبيب.
- الحرص على تناول الطعام الصِّحي والمتنوِّع، ذلك الذي يُزود الجسم بكافة العناصر الغذائيّة الضرورية له، فالمُصاب يعاني الضعف الجسدي خاصةً خلال الفترة الأولى بعد الإصابة، وربما يواجه صعوبة في البلع، الأمر الذي يستدعي تقديم الأطعمة اللينة أو السوائل ذات القوام الكثيف لضمان حصوله على التغذية دون مشكلات.
المراجع
- ↑ "Stroke Recovery Timeline", hopkinsmedicine, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "Stroke", mayoclinic, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "Stroke", cdc, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Recovery -Stroke", nhs, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Recovering after stroke", medlineplus, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "Stroke Recovery Timeline", hopkinsmedicine, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "10 Tips for Your Best Stroke Recovery", everydayhealth, Retrieved 22/1/2021. Edited.