متلازمة كلاينفلتر
تُعدّ متلازمة كلاينفلتر مرضًا وراثيًا تنجم عنه ولادة أطفال ذكور يحملون نسخة إضافية من كروموسوم إكس في خلاياهم، ويتميز الأطفال الذين يحملون هذا المرض بأنهم يملكون خصيتين أصغر حجمًا مقارنة بالأطفال الطبيعيين، وتبرز أهمية الخصية بكونها مصدر إنتاج هرمون التستوستيرون، لذلك يكون هذا الهرمون أقل من المعتاد عند الأطفال المصابين بمتلازمة كلاينفلتر. وهرمون التستوستيرون هو المسؤول عن الصفات الذكورية في جسم الإنسان؛ إذ يحفز نمو السمات الجنسية لدى الذكور؛ متل: نمو شعر الجسم، ونمو العضلات، ويؤدي نقص هذا الهرمون إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات في جسم المريض، فيعاني المريض من نمو الثدي، وصغر حجم أعضاء التناسل، وعدم نمو شعر الوجه والجسم بشكل طبيعي، كما تؤدي هذه الحالة إلى عدم قدرة الأشخاص الحاملين للمرض على الإنجاب، وفي الكثير من الحالات قد لا يعرف الشخص المصاب بأنه حامل للمرض إلا عند معاناته من الصعوبة في الإنجاب، ولا يوجد علاج يشفي من متلازمة كلاينفلتر، لكن يُسيطَر على الأعراض عن طريق الرعاية الصحية المناسبة، ويعيش معظم الأشخاص المصابين بالمرض حياة طبيعية سليمة، ولم يُعرف حتى الوقت الحاضر سبب حدوث هذا المرض، إلّا أنّ بعض العلماء يشيرون إلى أنّ هذا المرض يحدث بشكل عشوائي، كما يظنّ بعضهم أنّ كبر أعمار الأمهات يرفع من خطر الإصابة بهذا المرض.[١][٢]
أعراض متلازمة كلاينفلتر
تختلف أعراض متلازمة كلاينفلتر بشكل كبير بين الأشخاص الحاملين لهذا المرض، حيث الكثير من المصابين بهذا المرض لا يعانون إلا من أعراض بسيطة وقليلة، كما لا يلاحظ الشخص الإصابة بالمرض إلا عند بلوغه مرحلة النضوج، لكن يعاني بعضهم من الكثير من الأعراض التي تؤثر بشكل كبير وملحوظ في نموه ومنظره العام، وتُقسّم أعراض متلازمة كلاينفلتر اعتمادًا على العمر وفق ما يأتي:[٣]
- أعراض متلازمة كلاينفلتر عند الأطفال الرضع، إذ يعاني الأطفال الرضع المصابون بهذا المرض من عديد الأعراض، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:
- ضعف في نمو العضلات.
- تأخر تطوّر حركة الطفل، إذ يحتاج الطفل إلى مدة أطول ليعتاد على الجلوس، والزحف، والمشي.
- تأخر في تطوّر مهارات اللغة.
- تميز شخصية الطفل بالهدوء، وسهولة الانقياد.
- صعوبة في عملية الولادة؛ مثل: عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن.
- أعراض المرض لدى الأولاد ومن في سن البلوغ، إذ يعاني الأطفال الأكبر سنًا من الأعراض التالية:
- طول بنية الجسم أكثر من المعتاد، إذ يمتلك الأولاد المصابون بهذا المرض أرجلًا طويلة، وجذوعًا أقصر، وأوراكًا أكبر مقارنة بالأولاد الطبيعيين.
- تأخر مرحلة البلوغ.
- نمو العضلات بشكل أقل، وعدم نمو الشعر في الوجه والجسم بشكل طبيعي مقارنة بباقي الأولاد من الفئة العمرية ذاتها.
- صغر حجم الخصيتين، وصغر حجم الأعضاء التناسلية.
- نمو الثدي بشكل غير طبيعي.
- ليونة العظام.
- انخفاض في مستويات الطاقة.
- زيادة شعور الطفل بالخجل.
- عدم القدرة على التعبير عن الأفكار، وانخفاض القدرة على التواصل مع أشخاص أخرين.
- صعوبات في تعلم مهارات اللغة؛ مثل: القراءة، أو الكتابة، أو التهجّي، وصعوبة أيضًا في تعلم الرياضيات.
- أعراض المرض لدى الرجال:
- تدني مستوى الحيوانات المنوية، أو عدم وجودها على الإطلاق لدى الأشخاص المصابين.
- انخفاض الرغبة الجنسية، وصغر حجم أعضاء التناسل.
- زيادة الطول بشكل أكبر من المعدل الطبيعي، مع وجود ضعف في العظام.
- عدم نمو شعر الوجه الجسم بشكل طبيعي، وتضخم الثدي بشكل كبير.
- زيادة تكوّن الدهون في منطقة البطن، وانخفاض مستوى نمو العضلات.
علاج متلازمة كلاينفلتر
لا يوجد حتى الآن أي علاج يشفي بشكل كامل من متلازمة كلاينفلتر، لكن يُسيطَر على الأعراض المصاحبة لهذا المرض، ويلعب التشخيص المبكر دورًا مهمًا للغاية في منع حدوث الأعراض، لكنّ العلاج يحقق العديد من الفوائد في أية مرحلة عمرية، وتشمل طرق العلاج ما يأتي:[٤]
- العلاج باستبدال التستوستيرون، يعطى التستوستيرون في شكل حقن، أو حبوب، أو رقعة على الجلد، ويحسّن هذا العلاج من نمو الشعر، وقوة الجسم، ومستويَي التركيز والطاقة، ولا بد من بدء العلاج في مرحلة مبكرة عند بداية مرحلة البلوغ، مما يمنع من حدوث التأثيرات الدائمة التي تنجم عن هذا المرض، لكنّ هذا العلاج لا يساعد في زيادة حجم الخصيتين، أو تحسين الخصوبة.
- علاج العقم، يعاني معظم الأشخاص المصابون بمتلازمة كلاينفلتر من العقم؛ لعدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة، ولا تعني معاناة الشخص من العقم أنه لا يملك حيوانات منوية، إذ يملك نصف المصابين بالعقم حيوانات منوية، وتُستخدَم طرق حقن الحيوانات المنوية داخل الجسم عند الأشخاص الذين يملكون الحد الأدنى من الحيوانات المنوية؛ إذ تؤخذ الحيوانات المنوية من خصية الشخص المصاب وتُحقَن مباشرة في البويضة.
- العناية النفسية، حيث التعامل مع أعراض هذا المرض أمر شديد الصعوبة على الشخص المصاب، لذلك يُساعَد في هذا عن طريق مراجعة الأخصائي النفسي، ويُفضّل أن يكون الطبيب النفسي ذكرًا أيضًا؛ ذلك لعدم وضع المزيد من الضغوطات على المريض.
المراجع
- ↑ Stephanie Watson (23-5-2017), "Everything You Should Know About Klinefelter Syndrome"، HEALTHLINE, Retrieved 27-6-2019. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (28-12-2018), "What is Klinefelter Syndrome?"، webmd, Retrieved 27-6-2019. Edited.
- ↑ mayoclinicstaff (4-10-2016), "Klinefelter syndrome"، mayoclinic, Retrieved 27-6-2019.
- ↑ Kanna Ingleson (2-7-2017), "Klinefelter syndrome: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 27-6-2019. Edited.