أعراض مرض باركنسون

كتابة:
أعراض مرض باركنسون

مرض باركنسون

يُعدّ مرض باركنسون -يُشار إلأيه أحيانًا باسم الرعاش- من الاضطراب العصبيّة التقدمية التي تتطوّر تدريجيًّا لدى الأشخاص المصابين، وأولى علاماته هي التعرّض لمشكلات في الحركة؛ إذ إنّ العضلات تتحرّك بطريقة متناسقة بتأثير من أحد المواد الكيميائية في الدماغ، تُسمّى بالدوبامين، وعادةً ما ينتج الدوبامين في جزء من الدماغ يُسمّى بالمادة السوداء، وعند الإصابة بمرض باركنسون، تبدأ الخلايا في المادة السوداء بالموت، وبالتالي تبدأ مستوات الدوبامين بالانخفاض، وعند انخفاضها بنسبة تتراوح بين 60-80%، تبدأ أعراض مرض باركنسون بالظّهور على الشخص المصاب، وتجدر الإشارة إلى أنذَه لا يوجد علاج حتى الآن متوفر لعلاج مرض باركنسون نهائيًا.[١]


أعراض مرض باركنسون

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر عند الإصابة بمرض باركنسون، وقد تكون العلامات المُبكرة خفيفة ومن الصّعب ملاحظتها، وغالبًا ما تبدأ الأعراض في جانب واحد من الجسم، وتظلّ أسوأ على هذا الجانب، حتى بعد أن تبدأ الأعراض في التّأثير على كلا الجانبين، ويمكن بيان أكثر أعراض مرض باركنسون شيوعًا على النحو الآتي:[٢]

  • الرعشة، عادةً ما تبدأ الرّعشة في إحدى الأطراف، تحديدًا في اليدين أو الأصابع، فقد يلاحظ الشخص حركة الأصابع وكأنه يلف قرص بين الإبهام والسبابة، وأحيانًا تهتزّ اليد وترتعش في أثناء الراحة أيضًا.
  • تباطؤ الحركة، بمرور الوقت، قد يؤدّي مرض باركنسون إلى إبطاء الحركة عامّةً مع تقدم المرض، ممّا يجعل القيام بالمهام البسيطة صعبة، وتستغرق وقتًا طويلاً؛ إذ تصبح الخطوات أقصر عند المشي، وقد يواجه الشخص أيضًا صعوبةً في النهوض عن الكرسي، ومن الممكن أن يضطرّ الشخص إلى سحب قدميه أثناء المشي.
  • تصلب العضلات، فقد يحدث تصلّب العضلات في أيّ جزء من الجسم، وتكون العضلات المتصلبة قاسية ومؤلمة كثيرًا، وقد تحدّ من حركة المصاب.
  • عدم القدرة على الوقوف والتوازن، فقد يواجه المصاب مشكلات في الوقوف، إذ قد ينحني الجسم عند الوقوف بصورة غير طبيعية، أو يواجه مشكلات في التوازن، نتيجة لمرض باركنسون.
  • فقدان حركات الجسم التلقائية، إذ تصبح قدرة الشخص المصاب منخفضة في أداء حركات لا تحتاج إلى الوعي، بما في ذلك؛ الابتسام، أو تأرجح الذراعيّن أثناء المشي.
  • تغيّر الكلام، فقد يتكلم المصاب إمّا ببطء أو بسرعة كبيرة أو قد يكون الكلام برتابة ونمطية، ويتردد عند النطق.
  • تغيرات في خط الكتابة، فقد يعاني المصاب من صعوية في الكتابة، وقد يظهر الخط صغيرًا.


أسباب مرض باركنسون

إنّ السبب الرئيسي لمرض باركنسون ما زال غير معروفًا، إذ يبدأ بموت أجزاء من خلايا الدماغ، وتوجد أسباب قد تؤدّي إلى موت خلايا الدماغ، التي تشكّل سببًا رئيسيًّا لمرض باركنسون وهي:[٣]

  • مستويات الدوبامين المنخفضة، إذ تنخفض مستويات الناقل العصبي الدوبامين في الدماغ، بسبب موت الخلايا المسؤولة عن تصنيعه في الدماغ، ويكون الدوبامين مسؤولًا عن إرسال الرسائل إلى جزء الدماغ الذي يتحكم في الحركة المتناسقة للجسم، وبالتالي فإنّ انخفاض مستوى الدوبامين يؤدي إلى صعوبة السيطرة على الحركة، ومع زيادة انخفاض مستوى الدوبامين لدى المصاب، وتصبح الأعراض أكثر سوءاً.
  • المستويات المنخفضة للنورإيبنيفرين، وهو ناقل عصبي تنتجه النهايات العصبية، وهو مهم في التحكم بحركة الجسم التّلقائيّة، مثل؛ الدورة الدموية، وعند الإصابة بمرض باركنسون تموت النهايات العصبية التي تنتجه، ممّا يؤدي إلى مشكلات مثل؛ الإرهاق، والإمساك، وانخفاض ضغط الدم الإنتصابي، الذي يؤدي إلى الشعور بالدوران، أو فقدان الوعي عند الوقوف.
  • أجسام ليوي، وهي كتل بروتينية في الدماغ تتشكل عند الأشخاص المُصابين بمرض الباركنسون، وتتواجد أيضاً عند الإصابة بالخرف.
  • العوامل الوراثية، يوجد عدة عوامل وراثية تؤدي إلى مرض باركنسون، لكنها غير محددة، وقد تكون أقوى عندما تتزامن العوامل الوراثية مع العوامل البيئية المُسبِّبة للمرض، وتتضمّن العوامل البيئيّة؛ التعرّض للسموم، مثل؛ المبيدات الحشرية، والمعادن، وغيرها من الملوّثات.
  • عوامل المناعة الذاتية؛ إذ يمكن أنّ يوجد صلة وراثيّة محتملة بين مرض باركنسون وأمراض المناعة الذاتية، مثل؛ التهاب المفاصل الروماتويدي.


عوامل خطر مرض باركنسون

بالرغم من أن السبب الرئيسي لمرض باركنسون ما زال غير معروفًا، إلا أنّه توجد حالات قد تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتتضمّن هذه الحالات:[١]

  • الجنس: إذ يكون الرجال أكثر عرضةً للإصابة بمرض باركنسون بمرّة ونصف عن النساء.
  • العرق: الأشخاص ذوي البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون من الأفارقة الأمريكيون أو الآسيويين.
  • العمر: يظهر الباركنسون عادة بين سن 50 و 60 عامًا، ولايحدث قبل 40 عامًا إلا بنسبة 5-10%.
  • السموم: التعرض لبعض السموم قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
  • إصابة الرأس: الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات في الرأس، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
  • العوامل الوراثية: يزداد خطر الإصابة في حال إصابة أفراد العائلة المقربين بمرض باركنسون.


تشخيص مرض باركنسون

لا توجد طريقة محددة لتشخيص مرض باركنسون؛ إذ يوجد عدد من الاختبارات التشخيصيّة، فمن الصّعب إجراء تشخيص دقيق لمرض باركنسون في مراحله المبكرة، وعند تشخيصه يجب أن توجد على الأقل اثنين من الأعراض الرئيسية الأربعة بمرض باركنسون وهي؛ الرعشة، وبطء الحركة، وتصلب العضلات، وعدم القدرة على التوازن.[٤]


علاج مرض باركنسون

تتضمن علاجات مرض باركنسون ما يأتي:[٥][٢]

  • العلاجات الدوائيّة: يوجد العديد من الأدوية المُستخدمة في علاج مرض باركنسون، ويمكن بيان بعضها على النحو الآتي:
    • ليفودوبا-كاربيدوبا: وهو من أكثر أدوية مرض باركنسون فعاليّة واستخدامًا، يُساعد على تعويض كمية النقص من مادة الدوبامين في الجسم، إذ يتحول الليفودوبا إلى الدوبامين داخل الجسم، لكن له بعض الآثار الجانبيّة، كالغثيان أو الدوار.
    • الأدوية المضادة للكولين: تُساعد هذه الأدوية على التخفيف من الرُعاش، والاهتزازالمرتبط بالمرض، ومن هذه الأدوية: بنزاتروبين، وترايهيكسفينيدل، ويوجد لها بعض الآثار الجانبيّة منها: ضعف الذاكرة، والارتباك، والهلوسة، والإمساك، وجفاف الفم، وقلة التبول.
    • 'أمانتادين: إذ يُساعد هذا الدواء في التخفيف من أعراض مرض باركنسون في المرحلة المبكّرة، كما والسّيطرة على خلل الحركة المرتبط بالمرض، وعادةً ما يُعطى هذا الدواء مع أدوية كاربيدوبا وليفودوبا.
  • العلاج بتغيير أسلوب الحياة: توجد العديد من الطّرق والإجراءات التي يمكن اتّباعها للتّخفيف من أعراض مرض باركنسون، ومنها:
    • ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، وذلك لتقوية العضلات وزيادة مرونتها، كما تُقلل الرياضة من الشعور بالاكتئاب والقلق.
    • تناول الطعام الصحيّ للمساعدة في التخفيف من أعراض المرض، فمثلًا تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف الغذائيّة، وتناول السوائل يُقلل من معاناة المريض من الإمساك.
    • اتباع التدابير المناسبة للوقاية من التعرّض للسقوط قدر الإمكان.
    • اللجوء إلى العلاج الوظيفيّ، وذلك بهدف تسهيل القدرة على أداء النّشاطات اليوميّة، كتناول الطعام، وارتداء الملابس، والكتابة.
  • الجراحة: عن طريق إجراء جراحة تحفيز الدماغ العميق مثلًا.


مضاعفات مرض باركنسون

يصاحب مرض باركنسون بالغالب مشكلات إضافية قابلة للعلاج، مثل:[٢]

  • صعوبات التفكير، قد يواجه المصاب مشكلات في الإدراك، وصعوبات في التفكير، وتحدث في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون، مثل هذه المشاكل المعرفية ليست سريعة الاستجابة للأدوية.
  • الاكتئاب والتغيرات العاطفية، قد يواجه المصاب الاكتئاب في المراحل المبكرة جدًا، ولذا فإنّ تلقّي علاج الاكتئاب يمكن أن يُسهّل التعامل مع التحديات الأخرى لمرض الباركنسون، وأيضًا التغييرات العاطفية، مثل الخوف، أو القلق، أو فقدان الدافع.
  • مشكلات البلع، وهي من الصعوبات في المراحل المتقدمة من مرض الباركنسون، بسبب تراكم االلعاب في الفم، ممّا يؤدي إلى إبطاء البلع، وسيلان اللعاب.
  • صعوبة المضغ، إذ يؤثّر مرض باركنسون على عضلات الفك، فيجعل المضغ صعبًا، ومن الممكن أن يؤدي إلى الاختناق وسوء التغذية.
  • اضطرابات النوم، يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من اضطرابات النوم، بما في ذلك؛ الاستيقاظًا متكررًا طوال الليل، والاستيقاظ مبكراً أو النوم أثناء النهار.
  • مشكلات المثانة، قد يسبب مرض باركنسون مشكلات في المثانه، مثل؛ عدم القدرة على التحكم في البول، أو صعوبة في التبول.
  • الإمساك، يصاب العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بالإمساك، بسبب تباطؤ حركة الجهاز الهضمي.
  • تغيرات في ضغط الدم، فقد يشعر المصاب فجأة بالدوار عند الوقوف بسبب انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
  • مشكلات في حاسة الشم، قد يواجه المصاب صعوبة في تحديد بعض الروائح أو الفرق بين الروائح.
  • الإعياء، يفقد الكثير من المصابين بمرض باركنسون الطاقة، ويعانون من التعب، خاصة في آخر اليوم.
  • الضعف الجنسي، يتعرض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، لانخفاض في الرغبة الجنسية أو الأداء الجنسي.


المراجع

  1. ^ أ ب Nancy Hammond, MD (15-1-2019), "Everything You Want to Know About Parkinson’s Disease"، www.healthline.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Parkinson's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  3. Yvette Brazier, Nancy Carteron (19-10-2018), "Parkinson's disease and its causes"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  4. "Diagnosis", www.parkinson.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  5. "Parkinson's disease", www.nhs.uk, Retrieved 2019-2-6. Edited.
7366 مشاهدة
للأعلى للسفل
×