نخر العظام
نخر العظام حالة يحدث فيها موت لأنسجة العظام نتيجة نقص في تدفق الدم إلى العظام، ومع استمرار هذا النقص وفشل عمليات إصلاح الأنسجة تنهار العظام في النهاية بعد حدوث فواصل صغيرة أو كسور صغيرة في ما بينها، ويُعرَف نخر العظم أيضًا باسم نخر الأوعية الدموية والنخر الإقفاري، ويؤثر في عظم الفخذ، لكنّه يؤثّر أيضًا في عظام أخرى في الجسم؛ بما في ذلك الرّكبتين، والكتفين، والكاحلين، والمفاصل الأخرى المختلفة. [١]
كما يُعدّ نخر العظم في الفك حالةً مختلفةً لا علاقة لها بنخر العظام، ومع تقدّم حالة نخر العظام قد تحدث إعاقة في الحركة، ومع ذلك في الحالات القليلة تلتئم العظام أو تصبح محميّةً من أي ضرر آخر، وفي هذه الحالات تبدو الأعراض قليلةً أو معدومةً.[١]
أعراض نخر العظام
إنّ عظام مفصل الورك من أكثر العظام تأثرًا بمرض نخر العظام، كما يؤثّر أيضًا في الركبة، وفي كثير من الأحيان يؤثّر في عظام الكتف، والمعصم، والكاحل، والقدم، واليد، وفي مراحله المبّكرة قد لا يسبّب مرض نخر العظام ظهور أيّ علامات، وعندما تموت خلايا الدم ويتقدّم المرض قد تحدث الأعراض بهذا الترتيب تقريبًا:[٢]
- ألم خفيف أو شديد في المفصل المصاب أو حوله.
- ألم في الفخذ ينتشر إلى الرّكبة.
- الألم الذي يحدث عند وضع الوزن على الورك أو الركبة.
- آلام المفاصل الشديدة، بما فيه الكفاية للحدّ من الحركة.
- شدّة الألم قد تزيد بصورة كبيرة بسبب حدوث فواصل صغيرة في العظام تسمّى الكسور الدقيقة، ممّا يسبب انهيار العظام، وفي نهاية الأمر قد ينهار المفصل ويحدث التهاب المفاصل.
يختلف الوقت بين ظهور الأعراض الأولى وعدم القدرة على تحريك المفصل، وتتراوح هذه المدّة من بضعة أشهر إلى أكثر من سنة، وقد تظهر الأعراض على الجهتين، وهذا يعني إصابة العظم نفسه على جانبي الجسم، وفي حال تطوّر مرض نخر العظام في الفكّ فإنّ الأعراض تظهر على العظام في عظم الفك مصاحبةً للألم أو القيح أو كليهما.[٢]
أسباب نخر العظام
يحدث نخر العظام عندما يتوقّف تدفّق الدم إلى العظام أو يقلّ، وعلى الرّغم من أنّ سبب توقّف تدفق الدم إلى العظام عند 25% من الأشخاص المصابين بنخر العظام لا يبدو معروفًا، لكن قد يبدو سبب توقّف تدفق الدم إلى العظام من الآتي:[٣]
- إصابة في المفصل أو العظام: قد تؤدّي بعض الإصابات؛ مثل: خلع المفصل إلى إتلاف في الأوعية الدموية المحيطة، وعلاج السرطان الإشعاعي يضعف العظام، ويُتلف الأوعية الدموية التي تتعرّض له.
- الرواسب الدهنية في الأوعية الدموية: التي تغلق الأوعية الدموية الصغيرة، ممّا قد يقلّل من تدفّق الدّم إلى العظام.
- بعض الأمراض: ومنها: أنيميا الخلايا المنجلية، ومرض غوشيه تقلل من تدفّق الدّم نحو العظام.
كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بمرض نخر العظام، ومنها ما يأتي:
- التعرض لإصابة: إذ تؤدّي بعض الإصابات؛ مثل: خلع الورك أو الكسور إلى حدوث تلف في الأوعية الدموية المجاورة، وهذا قد يؤدّي إلى نقصان تدفّق الدّم إلى العظام.
- استخدام الستيرويد: حيث استخدام جرعات عالية من الأدوية الستيرويديّة -مثل بريدنيزون- السبب الأكثر شيوعًا لحدوث مرض نخر العظام، وإنّ السبب الدّقيق الذي يفسّر حدوث ذلك غير معروف، غير أنّه توجد فرضيّة واحدة هي أنّ أدوية الكورتيكوستيرويدات قد تزيد من مستويات الدهون في الدم، وهذا يقلّل من تدفّق الدم إلى العظام.
- الاستخدام المفرط للمواد الكحولية: إذ إنّ تناول المواد الكحولية بإفراط يوميًا ولعدة سنوات قد يسبّب تراكم الدهون في الأوعية الدموية، ممّا قد يؤدّي إلى نقص تدفق الدم إلى العظام.
- استخدام البايوفسفونيت: الاستخدام المُطوّل للأدوية التي تزيد من كثافة العظام قد يبدو أحد عوامل الخطر لحدوث مرض نخر العظام، وتحدث هذه المضاعفات النادرة عند الأشخاص الذين حصلوا على هذه الأدوية بهدف علاج السرطان؛ مثل: الورم النقوي المتعدّد، وسرطان الثدي النقيلي.
- علاجات طبية معينة: حيث العلاج الإشعاعي للسرطان يُضعِف العظام، كما أنّ زراعة الأعضاء -خاصّةً الكلى- قد تؤدّي إلى نخر الأوعية الدموية.
علاج نخر العظام
توجد مجموعة من الوسائل لعلاج المصاب بنخر العظام، ومن أهمها ما يأتي ذكره:
- الأدوية، إذ تُستخدَم الأدوية في التقليل من أعراض النخر اللاوعائي في المراحل المبكرة، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٣]
- الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، يساعد هذا النوع من الأدوية في تخفيف الألم الناتج من النخر اللاوعائي، وتشتمل على الأيبوبروفين أو نابروكسين صوديوم.
- أدوية هشاشة العظام، تساعد هذه الأدوية في منع تطوّر حالة النخر اللاوعائي؛ مثل: أليندرونات.
- أدوية خفض الكولسترول، إذ تقلل هذه الأدوية مستويَي الكولسترول والدهون في دم المصاب، مما يحمي من انسداد الأوعية الدموية، الذي يسبب الإصابة بالنخر اللاوعائي.
- مضادات التخثر، إذا كان الشخص يعاني من اضطراب تجلط الدم؛ فإنّ مُميّعات الدم تمنع تجلط الدم في الأوعية الدموية التي تُغذّي العظام؛ مثل: وارفارين.
- الجراحة، توجد بعض الحالات التي تلزم إجراء عملية جراحة للمصاب بها، وتشمل: [٣]
- تخفيف الضغط على العضلات الأساسية، تعتمد هذه الطريقة على التقليل من الضغط والألم من خلال إزالة جزء من الطبقة الداخلية للعظام، كما تساعد في تحفيز إنتاج نسيج عظمي صحي، وأوعية دموية جديدة.
- زراعة العظام، يؤخذ في هذا الإجراء جزء من العظام السليمة في الجسم، ويساعد هذا الإجراء في تقوية العظام المصابة بالنخر اللاوعائي.
- إعادة تشكيل العظام، إذ يُزال جزء من المفصل في شكل مثلث من الأعلى أو الأسفل، مما يساعد في التقليل من الوزن على العظام التالفة.
- استبدال أحد المفاصل، توجد بعض الحالات التي يلزم فيها استبدال أجزاء من البلاستيك أو المعادن مكان الأجزاء المصابة من المفصل.
- العلاج الطبي الجديد، يُعدّ هذا إجراءً جديدًا قد يناسب المرحلة المبكِّرة من النخر اللاوعائي لعظام الورك، إذ تؤخذ الخلايا الجذعية من نخاع العظام، ثم تُزال عظام الورك الميت، وتُزرَع الخلايا الجذعية مكانها، مما يساعد في نمو عظام جديدة.
المراجع
- ^ أ ب "Osteonecrosis (ON)", clevelandclinic,10-12-2017، Retrieved 27-7-2019. Edited.
- ^ أ ب Sandy McDowell (2-8-2017), "Everything You Should Know About Avascular Necrosis (Osteonecrosis)"، healthline, Retrieved 26-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (5-5-2018), "Avascular necrosis"، mayoclinic, Retrieved 27-7-2019. Edited.