أعراض نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

كتابة:
أعراض نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

نزيف الدماغ

إنّ نزيف الدماغ -أو بالتحديد ما يُعرف طبيًا باسم النزف ضمن البطينات الدماغية Intraventricular hemorrhage أو IVH- هو حدوث النزف الدموي ضمن الأجزاء المليئة بالسائل ضمن الدماغ، وبينما يُعدّ النزف المحدود ضمن البطينات من الحالات غير الشائعة، إلّا أن النزف المرافق لـIVH ضمن الدماغ أو النزف تحت الشبكة العنكبوتية يُعدّ أمرًا أكثر شيوعًا من بين النزوف العفوية ضمن القحف، ويحدث هذا الأمر نتيجة للعديد من الأسباب والعوامل، منها ما هو متعلّق بأسباب جهازية مثل ارتفاع التوتر الشرياني، ومنها ما هو موضعي بسبب خلل في التوعية في أحد الأوعية الموجودة في الدماغ، ومن الممكن أن يحدث نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة خصوصًا مّن يعانون من الخداجة. [١]

نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

لا يختلف تعريف نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة بتعريفه عن النزيف ضمن البطينات بشكل عام، فهو من الحالات المشاهدة خصوصًا عند الأطفال الخدّج، وهم الأطفال الذين ولِدوا قبل الأسبوع الحملي 37، وكلّما صغر حجم الطفل وقلّ نموّه ازدادت نسبة إصابته بهذا النزف، وذلك لأن الأوعية الدموية الموجودة في دماغ الطفل الخديج غير متطورة بشكل كامل، وضعيفة وهشّة بشكل كبير، فهي من الحالات التي يندر حدوثها عند الأطفال الذين ولدوا بتمام الحمل، وإن حدثت عندهم فإنّها غالبًا ما تكون محصورةً في الأيام الأولى بعد الولادة فقط، كما أنّها من الحالات النادرة الحدوث بعد شهر واحد من الولادة مهما كان العمر الحملي، كما يُعدّ IVH من الحالات التي تحدث بشكل رئيس عند الخدّج الذين قد عانوا من حالات الشدّة أثناء الولادة أو بعدها، مثل متلازمة الشدّة التنفسية وارتفاع التوتر الشرياني والريح الصدريّة، كما يمكنها أن تحدث عند الأطفال السليمين الخدّج الذين لم يولدوا بأيّ إصابة رضّية. [٢]

أعراض نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

بحسب آلية حدوث النزف ضمن البطينات الدماغية عند الأطفال حديثي الولادة، فإنّ الدم يمكن أن يتراكم في هذه البطينات أو خارجها مؤدّيًا إلى الضغط على الخلايا العصبية الدماغية، ممّا يفقدها وظيفتها، خصوصًا عند استمرار هذه الحالة أو ارتفاع درجتها، ولذلك فإنّ الأعراض التي يمكن مشاهدتها تتفاوت بين أعراض الحالة الأساسية من ارتفاع للتوتر الشرياني ومتلازمة الشدّة التنفسية وغيرها، وبين أعراض النزيف الدماغي وتلف الخلايا العصبية، والتي تتضمّن بدورها ما يأتي: [٣]

  • انخفاض تعداد الكريات الحمراء، أو فقر الدّم.
  • التورّم أو التوذّم في مناطق معينة من الدماغ.
  • البكاء عالي الطبقة.
  • انخفاض معدّل ضربات القلب.
  • نوبات من توقّف التنفس.
  • اختلاجات.
  • صعوبة القيام بعملية المصّ عند الإرضاع.

تشخيص نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

يعتمد تشخيص الطبيب في حالات نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة على معرفة القصة السريرية والقيام بالفحص الجسدي الكامل والحصول على الصور الشعاعية المناسبة، والتي تتضمّن إجراء الإيكو لرأس الطفل، والذي يستطيع تحديد كمّية النزف الحاصلة ومكانها في الرأس، كما يمكن أن يساعد في تحديد درجة النزيف ضمن البطينات، وكلّما كانت الدرجة أعلى كانت الأذية أكبر على الطفل، وكانت الاختلاطات بالتالي أهمّ وأخطر، وتتضمّن درجات النزيف ضمن البطينات عند الأطفال ما يأتي:[٣]

  • الدرجة الأولى: يحدث النزيف في منطقة صغيرة من البطينات ضمن البطينات.
  • الدرجة الثانية: يحدث النزيف داخل البطينات الدماغية.
  • الدرجة الثالثة: تكون كمية النزيف واضحة وكبيرة لدرجة أنّها توسِّع من البطينات الدماغية.
  • الدرجة الرابعة: يتجاوز النزيف البطينات الدماغية وينتشر إلى النسيج الدماغي المحيط بالبطينات.

وتُعدّ الدرجتان الأولى والثانية من الحالات الخفيفة والتي لا تترافق عادة مع أعراض واختلاطات بعيدة المدى، بينما تملك الدرجتان الثالثة والرابعة احتمالية حدوث النتائج الخطيرة على المدى البعيد.

علاج نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

لا يُوجد علاج طبي فعّال لحالات نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة، فكلّ ما قد يسعى إليه الفريق الطبي هو إبقاء الرضيع في حالة مستقرّة قدر الإمكان ومعالجة الأعراض واحدًا تلو الآخر؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للطبيب أن يقوم بنقل الدم للرضيع للمساعدة في تحسين انخفاض الضغط الشرياني أو حالة فقر الدم، وعند تطوّر حالة الاستسقاء الدماغي -والتي تتمثّل بكبر رأس الطفل نتيجة لزيادة الضغط ضمن القحف بالإضافة إلى عدم التحام الدروز القحفية التي تصل بين عظام الجمجمة المختلفة- فإنّه يمكن أن يُجرى ما يُعرف بالبزل القطني للسائل الدماغي الشوكي، والذي يعني تفريغ السائل الدماغي الشوكي الذي يوجد في الحيّز بين الدماغ والنخاع الشوكي من جهة، وبين السحايا المحيطة بهذه العناصر العصبية من جهة أخرى، ويتمّ هذا التفريغ بحذر شديد خصوصًا عند الخدّج، وقد يحتاج الطفل لإجراء عملية تحويلة أو شنط دماغي بيرتواني لتفريغ هذا السائل بشكل مستمر عند الحاجة المتكرّرة لذلك. [٢]

الوقاية من نزيف الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة

إنّ الحوامل الذين يملكون احتمالية كبيرة لحدوث الولادة في وقت باكر، يمكن أن يتمّ إعطاؤهنّ الأدوية التي تساعد في إنضاج الرئتين عند الجنين، وذلك في محاولة لتجهيز الوليد للحياة خارج الرحم قدر الإمكان، وهذه الأدوية تتضمّن الستيروئيدات، وهي تخفض من خطر حدوث النزف ضمن البطينات الدماغية، كما يمكن إعطاء الأمّهات الذين يتناولون الأدوية التي تزيد من نسبة حدوث هذه المشكلة فيتامين K قبل الولادة، ويملك الأطفال الذين لا يخضعون للقص المباشر والسريع للحبل السري بعد الولادة احتمالية أقل لتطوير IVH، كما يملك الأطفال الذين ولدوا في المستشفى ووحدات عناية الأطفال المركّزة فرصة أكبر للنجاة من هذا الاختلاط نظرًا لعدم الحاجة لنقلهم إلى المستشفى عند حدوث أيّ مشكلة. [٤]

المراجع

  1. "Intraventricular hemorrhage", www.uptodate.com, Retrieved 21-06-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Intraventricular Hemorrhage", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 21-06-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Brain Problems in the Premature Baby", www.healthline.com, Retrieved 21-06-2019. Edited.
  4. "Intraventricular hemorrhage of the newborn", medlineplus.gov, Retrieved 21-06-2019. Edited.
4585 مشاهدة
للأعلى للسفل
×