الغثيان
يُعدّ الغثيان (Nausea) من المشكلات الشائعة التي قد يعاني منها الجميع خلال حياتهم، ويُعرف بأنّه الشعور بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن مصحوبًا بالرغبة في التقيؤ، ويحدث الغثيان نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب، وبعضها لا يُعدّ خطيرًا، بينما قد يبدو في بعض الحالات علامة على بعض الأمراض الخطيرة، فقد يظهر الغثيان أحد الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام العديد من الأدوية أو أحد أعراض بعض الاضطرابات أو الأمراض، وفي بعض الأحيان قد يؤدي تناول الوجبات الكبيرة أو الدهنية أو السكرية إلى الشعور بالغثيان، وبالإضافة إلى ذلك تعاني الكثير من النساء الحوامل من الغثيان خلال الأشهر الأولى من الحمل، وهو ما يُعرف بالغثيان الصباحي.[١]
أعشاب لعلاج الغثيان
يحدث الغثيان نتيجة مجموعة واسعة من الأسباب؛ لذلك يتمثل العلاج الرئيس في تحديد السبب؛ فقد تبدو بعض العلاجات المنزلية أو العشبية فعّالة في علاج المصاب ببعض أنواع الغثيان، لكن يجب توخي الحذر الشديد بشأن الأدوية التي يستخدمها الشخص فقد تتفاعل بعض الأعشاب مع هذه الأدوية؛ لذلك مهما كان سبب الغثيان فتُفضّل استشارة الطبيب في استخدام العلاجات العشبية، ومن الأعشاب التي تساعد في علاج الغثيان ما يأتي:[٢][٣]
- النعناع، لقد كان النعناع علاجًا تقليديًا شائعًا من الغثيان منذ سنوات عدة، إذ تفيد كلٌّ من أوراقه وزيته في التعامل مع عسر الهضم ومتلازمة القولون العصبي؛ إذ يملك النعناع تأثيرات مهدئة ومخدرة تساعد في إرخاء عضلات المعدة؛ حتى تتمكّن المادة الصفراء من تكسير الدهون، وهذا يساعد في تحريك الطعام أسرع عبر المعدة؛ مما يقلل من الغثيان، وإنّ أكثر طرق استخدام النعناع شيوعًا شرب شاي النعناع، كما أنّه متاح في شكل كبسولات تُعطى عن طريق الفم، ويُستخدَم زيت النعناع العطري علاجًا عطريًا، ولكن يجب مزجه بزيت ناقل لتخفيفه واستخدامه بأمان، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة تجنب استخدام النعناع في حال كان الشخص يعاني من الارتداد المعدي المريئي.
- البابونج، يتمتع البابونج بالعديد من الخصائص الطبية؛ ففي الطب التقليدي كان يُستخدم لإرخاء عضلات الجهاز الهضمي وعلاج بعض الاضطرابات؛ مثل: دوار الحركة والغثيان والتقيؤ والغازات وعسر الهضم، وأشارت نتائج الدراسات الحديثة إلى أنّه فعّال في التخفيف من الغثيان، ومع ذلك، تجب على النساء الحوامل استشارة الطبيب في شرب شاي البابونج، إذ إنّه وغيره من أنواع شاي الأعشاب قد يشكّل شربها خطرًا على الحمل، ويُحضّر شاي البابونج من خلال نقع ملعقة كبيرة من البابونج المجفف في كوب واحد من الماء الساخن لمدة 5-10 دقائق.
- الشمر، عشبة عطرية خضراء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجزر والكرفس والكزبرة والشبت، وقد استُخدِم علاجًا طبيعيًا من العديد من الأمراض؛ بما في ذلك آلام المعدة والإسهال والإمساك، ولًوحِظ أنّ شاي الشمر قد يساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي والتخفيف من بعض الأعراض التي تؤثر فيه؛ مثل: آلام المعدة والغثيان، ويُصنَع شاي الشمر عن طريق إضافة ملعقة صغيرة من بذور الشمر المجفف إلى كوب من الماء الساخن، ويُنقَع لمدة 5-10 دقائق، ثم يُصفّى.
== علاجات نباتية للغثيان ==
إضافة إلى ما ذُكِرَ من علاجات عشبية تتوفّر علاجات نباتية أخرى تُستخدَم لتخفيف حالة الغثيان، ويُذكَر منها:[٢][٣]
- الزنجبيل، يملك الزنجبيل تاريخًا طويلًا في علاج المصابين بالغثيان وآلام المعدة والإسهال، ففي الصين استُخدِم الزنجبيل لعلاج مجموعة متنوعة من مشكلات الجهاز الهضمي لأكثر من 2000 سنة، ولا يُعرَف طريقة عمل الزنجبيل في تخفيف الغثيان، ولكن يُعتَقَد أنّ المكونات النشطة الموجودة فيه، مثل الجينجرول، تؤثر مباشرةً في الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي، وقد أشار المركز الوطني لصحة التكاملية والتكميلية (NCCIH) إلى أنّ الزنجبيل قد يبدو طريقة آمنة لتخفيف أعراض الغثيان عند النساء الحوامل، كما أشير إلى أنّ الزنجبيل علاج فعّال من الغثيان بعد الجراحة والعلاج الكيميائي أيضًا، ويُستهلَك الزنجبيل بطرق عدة؛ إمّا طازجًا في الطهو أو يُشرَب مع الشاي، أو تؤكَل سكاكر الزنجبيل.
- عرق السوس، واحد من الأعشاب التي تتميّز بنكهتها الحلوة، وقد كان يُستخدَم في الطب التقليدي منذ زمن طويل لعلاج المصاب باضطراب الجهاز الهضمي، وقد وجدت نتائج الأبحاث الحديثة أنّ خلاصة عرق السوس تفيد في شفاء قرحة المعدة، والتي تبدو سببًا وراء مجموعة من الأعراض؛ مثل: النفخة وعدم الراحة في المعدة والغثيان والتقيؤ، لكنّه في الوقت نفسه يسبب عرق السوس ظهور بعض الأعراض الجانبية، خاصةً عند استهلاكه بكميات كبيرة، ومنها ارتفاع ضغط الدم؛ لذلك من الأفضل شرب كوب واحد في اليوم، كما تجب استشارة الطبيب في شرب عرق السوس في حال كان الشخص يعاني من أيّ أمراض، وتجب على الحامل استشارة الطبيب أيضًا في شربه.
نصائح تساعد في علاج الغثيان
يُعدّ الغثيان تجربة مزعجة للغاية يرغب الشخص في التخلص منها في أسرع وقت ممكن، وبالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه فقد يساعد اتباع بعض النصائح في التخفيف من الغثيان، ولكن تجب الإشارة هنا إلى ضرورة استشارة الطبيب لمعرفة سبب الغثيان وعلاجه، ومن هذه النصائح ما يأتي:[٤]
- تجنب المشروبات الغازية، فهذه المشروبات، مثل الكولا، تسبب الانتفاخ وتفاقم حالة الغثيان.
- الحفاظ على رطوبة الجسم، إذا كان الغثيان مصحوبًا بالتقيؤ فمن الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال شرب كميات صغيرة من الماء بانتظام، وتناول الأطعمة المالحة أو شرب مشروبات سكرية غير غازية أمر مفيد لتعويض السكريات والأملاح المفقودة عند التقيؤ.
- تجنب الأطعمة الحارة، إنّ اتباع نظام غذائي خفيف قد يساعد في التخفيف من الغثيان، إذ إنّ تناول الأطعمة ذات النكهات القوية قد تسبب الإزعاج للمعدة، وغالبًا ما يستخدم نظام BRAT الغذائي لتخفيف أعراض التسمم الغذائي أو عدوى الجهاز الهضمي، والذي يتضمن الموز والأرز والتفاح والتوست.
- تجنّب الانحناء للأمام وثني البطن، تزيد بعض الأنشطة والمواقف اليومية من الغثيان، وقد يساعد تجنب الانحناء للأمام في تقليل الضغط على المعدة؛ مما يخفّف الأعراض.
- الجلوس في وضعية مستقيمة، يساعد إبقاء الجسم في وضع مستقيم في تسهيل عملية الهضم، وقد يساعد في التخفيف من الغثيان.
- تقليل الحركة، إذ تؤدي الحركة الزائدة إلى تفاقم الغثيان، خاصةً إذا كانت مفاجئة أو شديدة.
- التحكم بالتنفس، إنّ التنفس العميق الذي يُؤخذ ببطء وثبات يساعد في التخفيف من الغثيان، وقد تساعد تمارين التأمل في التحكم بالتّنفس.
- الحصول على هواء نقي، يساهم فتح النافذة أو الخروج في الهواء الطلاق في تقليل الشعور بالغثيان.
المراجع
- ↑ Dr. Ananya Mandal, MD (27-2-2019), "What is Nausea?"، ews-medical, Retrieved 16-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Justin Laube, MD (25-7-2017), "4 Natural Remedies for Nausea"، everydayhealth, Retrieved 16-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Natalie Olsen, R.D., L.D., ACSM EP-C (4-12-2019), "The 6 Best Teas for Nausea"، healthline, Retrieved 16-6-2020. Edited.
- ↑ Aaron Kandola (10-2-2018), "What are the best ways to get rid of nausea?"، medicalnewstoday, Retrieved 16-6-2020. Edited.