أعمار أنبياء الله

كتابة:
أعمار أنبياء الله

النبوّة في الإسلام

النبوّة في الإسلام لُغةً مشتقّة من النّبأ؛ وهو الإخبار، وتعني أيضًا العلوّ والارتفاع، وأمّا اصطلاحًا فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّ الذي يُختارُ ليحمل النبوّة يُسمّى النّبي، وهو مُكلّفٌ بتبليغ رسالة رسول قبله، ولذلك فإنّ كلّ رسولٍ هو نبيٌّ بالضّرورة، ولكن ليس كلّ نبيّ رسولًا؛ فالرّسول حامل رسالة، والرّسالة تقتضي النّبوّة، ولكنّ النّبيّ هو مُكمِّلٌ لطريق الرّسول الذي أُرسِلَ قبله، ويتناول هذا المقال في فقراته القادمة الأنبياء، وكذلك أعمار أنبياء اللّٰه -عليهم السلام-.[١]

أنبياء اللّٰه

قبل التعرف على أعمار أنبياء الله، يجب معرفة أن الأنبياء هم رجالٌ قد اختارهم اللّٰه سبحانه ليوصلوا رسالاته إلى بني البشر، بدليل قوله تعالى في سورة النّحل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ}،[٢] ومهمّة الأنبياء والرّسل هي هداية النّاس، ودعوته إلى شريعة اللّٰه سبحانه التي تقتضي عبادته وحده لا شريك له، ونبذ ما كانوا يعبدون من البشر أو الأوثان أو الجمادات أو ما شابه ذلك، وكذلك دعوتهم إلى الفضائل والأخلاق الحسنة ونهيهم عن المنكرات والمحرّمات، وقد جاء في السُّنّة أنّ الرّسل ثلاثمئة وبضعة عشر كما أخرج الإمام أحمد في مُسنده، ولكنّ المذكورين في القرآن هم خمسة وعشرون فقط، وهم بالتّرتيب:[٣]

  • آدم -عليه السّلام-.
  • إدريس -عليه السّلام-.
  • نوح -عليه السّلام-.
  • هود -عليه السّلام-.
  • صالح -عليه السّلام-.
  • إبراهيم -عليه السّلام-.
  • لوط -عليه السّلام-.
  • إسماعيل -عليه السّلام-.
  • إسحاق -عليه السّلام-.
  • يعقوب -عليه السّلام-.
  • يوسف -عليه السّلام-.
  • أيّوب -عليه السّلام-.
  • شعيب -عليه السّلام-.
  • موسى -عليه السّلام-.
  • هارون -عليه السّلام-.
  • ذو الكفل -عليه السّلام-.
  • داود -عليه السّلام-.
  • سليمان -عليه السّلام-.
  • إلياس -عليه السّلام-.
  • إليسع -عليه السّلام-.
  • يونس -عليه السّلام-.
  • زكريّا -عليه السّلام-.
  • يحيى -عليه السّلام-.
  • عيسى -عليه السّلام-.
  • محمّد -صلّى اللّٰه عليه وعلى الأنبياء قبله وسلَّم تسليمًا كثيرًا-.

أعمار أنبياء اللّٰه

إنّ البحث عن أعمار أنبياء الله -عليهم الصّلاة والسّلام- هو أمر حقيق بالدّراسة والبحث والتّقصّي، وكذلك قراءة قصصهم وقصص أقوامهم، وأخذ العبرة منهم، وبعد البحث تبيّن أنّ أعمار أنبياء الله -عليهم الصلاة والسلام- هو موضوع لا يمكن الجزم به كثيرًا، ولكن لابد من الوقوف على نتائج البحث، وتوصّل هذا البحث إلى النتائج الأتية:[٤]

  • آدم عليه السّلام: جاء في الحديث: "لما خلق اللهُ آدمَ مسح ظهرَه، فسقط من ظهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالقُها من ذُرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ، وجعل بين عَيْنَيْ كلِّ إنسانٍ منهم وَبِيصًا من نورٍ، ثم عرضهم على آدمَ، فقال: أَيْ رَبِّ! مَن هؤلاءِ؟ قال: هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فرأى رجلًا منهم، فأعجبه وَبِيصُ ما بينَ عَيْنَيْهِ، فقال: أَيْ رَبِّ! مَن هذا؟ فقال: هذا رجلٌ من آخِرِ الأممِ من ذُرِّيَّتِكَ-يُقالُ له: داوُدُ-فقال: رَبِّ! كم جَعَلْتَ عُمْرَه؟ قال: سِتِّينَ سنةً، قال: أَيْ رَبِّ! زِدْهُ من عُمْرِي أربعينَ سنةً، فلما قُضِيَ عُمْرُ آدمَ جاءه مَلَكُ الموتِ، فقال: أَوَلَمْ يَبْقَ من عُمْرِي أربَعونَ سنةً؟ قال: أَوَلَمْ تُعْطِها ابنَك داودَ؟! قال: فجَحَد آدمُ، فجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُه، ونَسِيَ آدمُ، فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، وخَطِئَ آدمُ، فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُه".[٥]
  • نوح عليه السّلام: من المعلوم أنّ نوحًا -عليه السّلام- قد لبث في قومه يدعوهم إلى اللّٰه سبحانه ألف سنة إلّا خمسين عامًا، وهذا ورد في القرآن الكريم، ولكنّ أهل العلم اختلفوا في عمره الكامل؛ فلا يُعقل أن يكون قد بُعث وهو في المهد ومات فور انتهاء دعوته! ولا بدّ أن له عمرًا قبل البعثة وعمرًا قد عاشه بعد الدّعوة، وآراء أهل العلم في ذلك كثيرة ومتضاربة، ومنها قول ابن عبّاس -رضي اللّٰه عنهما- إنّ نوحًا -عليه السّلام- قد بُعِثَ وهو ابن مئتين وخمسين، ولبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلّا خمسين عامًا، وعاش بعد الطّوفان مئتي سنة.
  • سليمان بن داود -عليهما السّلام-: ذكر الحاكم في مستدركه أنّ سليمان بن داود قد عاش سبعمئة سنة وستّة أشهر.
  • موسى بن عمران -عليه السّلام-: ذكر الحافظ ابن حجر أنّ موسى -عليه السّلام- قد عاش مئة وعشرين عامًا.
  • محمّد -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-: ثبت في حديث أمّ المؤمنين عائشة ابنة الصدّيق -رضي اللّٰه عنهما- أنّ رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- قد مات وهو ابن ثلاث وستّين سنة.[٦]

وأمّا ما يرد في الشّابكة عن أعمار الأنبياء فلا يُصدَّق من دون دليل، ولا يُكذَّب من دون دليل، واللّٰه سبحانه وحده أعلم بالصّواب.

المراجع

  1. "مفهوم النبوة في الإسلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
  2. سورة النحل، آية: 43.
  3. "النبوة في الإسلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
  4. "ترتيب الأنبياء والرسل وأعمارهم"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3076، حسن صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أمّ المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 4466، صحيح.
3820 مشاهدة
للأعلى للسفل
×