أعمال يوم التروية ويوم عرفة الواجبة والمستحبة والمنهي عنها

أعمال يوم التروية

يوم التّروية هو اليوم الثّامن من شهر ذي الحجّة، وقد سُمّي بهذا الاسم لأنّ الحُجّاج كان يرتون من الماء ويُجهّزونه معهم في هذا اليوم،^[١] والأعمال في هذا اليوم منها ما هو واجب، ومنها ما هو مُستحبّ، ومنها ما هو مُكروه، وسنبيّن كُلاً منها على النحو الآتي:

أعمال يوم التروية الواجبة

يجب على جميع الحُجّاج في يوم التّروية الإحرام والاستعداد لأداء مناسك الحجّ؛ فيُحرم كلّ حاجٍّ إن لم يكن مُحرماً، ويُحرم أيضاً من أراد الحجّ من أهل مكّة في هذا اليوم، ويقول: "لبّيك اللهمّ حجّاً"، ثمّ يخرج جميع الحُجّاج مُتوجّهين إلى مِنى. ^[٢]

أعمال يوم التروية المستحبة

يُسنّ لمن عزم على الحجّ في هذا اليوم وأحرم أن يكون إحرامه في وقت الضُّحى، كما يُسنّ له التّطيب والاغتسال عند الإحرام،^[٣] وإلى جانب ذلك يُستحبّ لهم أن ينطلقوا إلى مِنى ويُصلّوا فيها الصّلوات الخمس؛ الظُهر، العصر، المغرب، العشاء، والفجر؛ والذي يُكون فجراً ليوم عرفة.^[٤]

أعمال يوم التروية المنهي عنها

أغلب الأعمال في يوم التّروية تندرج تحت الأحكام الأُخرى من الوجوب والنّدب والكراهة، وأمّا فيما يتعلّق بالأعمال المنهيّ عنها في يوم التّروية فهي مُتعلّقة بالطّواف بعد الإحرام؛ إذ لا يجوز للحاجّ أن يطوف بالبيت الحرام بعد أن يُحرم في يوم التّروية.^[٥]

أعمال يوم عرفة

يوم عرفة يوم فضيل، ويتضمن العديد من الأعمال الواجبة والمستحبة، كما يوجد عدد من الأعمال المنهي عن القيام بها في هذا اليوم المبارك، وبيان هذه الأعمال جميعاً فيما يأتي:

أعمال يوم عرفة الواجبة

يجب على الحاجّ الوقوف في عرفة؛ لأنّه ركنٌ من أركان الحجّ الذّي لا يصحّ به، ومن لم يقف بعرفة لا حجّ له، ويكون مقدار هذا الوقوف وَقتاً يُحقّق المعنى الشّرعي منه ويُتأكّد به من نيّته، كما يجب على الحاجَ الجمع بين اللّيل والنّهار عند وقوفه بعرفة، ومن فاته ذلك وجب عليه دمٌ؛ لأنّه ترك نُسكاً واجباً من مناسك الحج.^[٦]

أعمال يوم عرفة المستحبة

يُستحبّ للحاجّ في يوم عرفة أن يقوم بجملة من الأعمال المسنونة، منها ما يأتي:^[٧]

• أن يخرج من منى مُتوجهاً إلى عرفة بعد طلوع فجر ذلك اليوم، وعندما يَصلها يُسنّ له التّوجه إلى نَمِرَة ويظلّ فيها إلى وقت الزّوال.^[٦]
• أن يغتسل قبل الوقوف بعرفة، شأنها شأن العبادات التي يجتمع فيها المسلمون ويُستحبّ لها الغسل، كعيد الفطر وغيره.
• أن يحرص على حضور خطبة عرفة إن تيسّر له ذلك، والتّي يبيّن فيها الإمام أعمال الحجّ ويوقم بتوضيحها.
• أن يجمع بين صلاتي الظّهر والعصر جمع تقديم، ثمّ يجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير.

أعمال يوم عرفة المنهي عنها

وجب على الحاجّ أن يتجنّب بعضاً من الأمور المكروهة في يوم عرفة، وهي كالآتي:^[٨]

• ترك الإقامة بين الصّلاتين المجموعتين.
• الإحرام بالعمرة في عرفة؛ وقد ذهب إلى كراهة هذا الأمر الحنفية فقط دون غيرهم من الفقهاء.
• الإسراع في السّير، سواء كان الحاجّ راكباً أم ماشياً على قدميه؛ لأنّ الإسراع قد يُسببّ الأذى للحُجّاج بسبب كثرة أعدادهم، ويُلحق بهم الضّرر.
• التّظلل والتّفيء بعرفة.
• صيام يوم عرفة للحاجّ.
• ترك خطبة عرفة إن كان الأمر مُتيسراً، كما يُكره أن تقع الخطبة قبل الزّوال.
• الدّخول إلى عرفة قبل الوقت؛ أي قبل شروق شمس ذلك اليوم.

المراجع

1. ↑ مجد الدين أبو السعادات (1970)، جامع الأصول (الطبعة 1)، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.
2. ↑ أحمد حطيبة، كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 3. بتصرّف.
3. ↑ يوسف القحطاني (2010)، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 2)، القصب:مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 418، جزء 1. بتصرّف.
4. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، مصر:دار الصفوة، صفحة 46، جزء 17. بتصرّف.
5. ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 308. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب} محمد الجامي (1398)، الحج عرفة (الطبعة 11)، السعودية:الجامعة الإسلامية، صفحة 151-153. بتصرّف.
7. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 234-236. بتصرّف.
8. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 329-331، جزء 45. بتصرّف.