أفضل الأضاحي بالترتيب

كتابة:
أفضل الأضاحي بالترتيب


أفضل الأضاحي بالترتيب

اتفق العلماء على أن الأضحية لا تصح إلا من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، ولكن تعددت آراؤهم في أفضل الأضاحي على ثلاثة أقوال؛ بيّانها فيما يأتي:[١]

القول الأول: الأفضل الضأن ثم البقر ثم الإبل

هذا قول المالكية، وقد ورد عن بعضهم أن أفضلها الغنم ثم الإبل ثم البقر، وذلك لأن لحمها طيّب؛ واستدل أصحاب هذا القول بالآية الكريمة: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)؛[٢]وذلك لأن الذبح العظيم هو الكبش، ولم يرد هذا الوصف لغيره، ويراد بمعنى الذبح العظيم أنه ضخم الجثة وسمين، وذلك هو الكبش، كما استدلوا على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اختار في الأضاحي الغنم، والله اختارها فداءً للذبيح.[٣] 


كما احتجوا بحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم عندما قال-: (خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن)،[٤] وقد كرر رسول الله ذبح الغنم للأضحية عاماً بعد عام؛ فلو كان التضحية بالإبل والبقر أفضل لفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لا يقوم إلا بما هو أفضل.


القول الثاني: الإبل ثم البقر ثم الضأن ثم المعز

وهذا عند كل من الشافعية والحنابلة وبعض المالكية؛ وذلك لكثرة اللحم بقصد التوسعة على الفقراء، واستدلوا بذلك من حديث رسول الله عن يوم الجمعة: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشاً أقرن..).[٥]


كما استدلوا بالآية القرآنية: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ)،[٦] فقالوا إن البدنة أعظم من البقرة، والبقرة أعظم من الشاة، فالله -تعالى- يقول: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٧]ومنه أن التضحية بالإبل أفضل من البقرة؛ لأن الرسول قدّمها على البقرة، وبما أنه ذبح يُتقرب به لله -تعالى- كانت البدنة فيه أفضل كالهدي، كما أن البدن أكثر ثمناً ولحماً ونفعاً.[٣] 


القول الثالث: أكثرها لحماً وأطيبها هو الأفضل

وهذا عند الحنفية، فالشاة أفضل من سُبع البقرة، فإن كان سُبع البقرة أكثر لحماً، فهو أفضل، وإذا استويا في اللحم والقيمة، فأفضلها هو الأطيب، وإذا اختلفا فالفاضل أولى، وقد احتج الحنفية بما ورد بالحديث الضعيف، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنها).[٨][٣]


أفضل الأضحية

جاء عن الفقهاء بعض المفاضلات في الأضاحي، منها ما يأتي:[١]

  • الكبش أفضل الغنم

فقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَ أو نِعْمَتِ الأُضحيَةُ الجذَعُ من الضأْنِ).[٩]

  • الذّكر أفضل من الأنثى عند الشافعية.
  • السمينة أفضل من غير السمينة

وذلك بدليل قوله -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[١٠] فقد جاء في معنى تعظيم: أي تسمين وتحسين.

  • البيضاء أفضل من السوداء والغبراء

وذلك بدليل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحّى بكبشين أملحين، والأملح هو الأبيض.



المراجع

  1. ^ أ ب وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2720-2722. بتصرّف.
  2. سورة الصافات، آية:107
  3. ^ أ ب ت حسام الدين عفانة، المفصل في أحكام الأضحية، صفحة 95-97. بتصرّف.
  4. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:3156، سكت عنه فهو صالح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:881، صحيح.
  6. سورة الحج، آية:36
  7. سورة الحج، آية:32
  8. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن رجل، الصفحة أو الرقم:1362، ضعفه الألباني.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1499، حسن غريب.
  10. سورة الحج، آية:32
3318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×