أفضل الأعمال الصالحة في رمضان

قيام الليل

كيف يكون قيام الليل في رمضان؟

اتفقّ الفقهاء على استحباب مضاعفة الأعمال الصالحة في الأيّام العشر الاواخر، وذلك تأسّيًا برسول الله صلى الله عليْه وسلّم، بأنّه كان إذا ما حلّت العشر الأواخر من شهر رمضان، اجتهد في قيام الليْل، ويدرك المسلم فضل قيام الليْل بقضاء ساعة من الليل في الصلاة، فلا يشترط استغراق الليل كلّه،^[١] والأجر المترتب على قيام المسلم لليالي رمضان مغفرة ما تقدم وما تأخّر من ذنبه، وذلك للأثر الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وصلاة التراويح يتحقق بها قيام الليل، وذلك حسب قول الفقهاء.^[٢]

هل هناك فضل مخصوص لقيام الليل في رمضان؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: صلاة التهجد في رمضان: فضلها وكيفيتها

الاعتكاف

ما الأثر العائد على المسلم باعتكافه في رمضان؟

اتّفق العلماء على تأكيد استحباب الاعتكاف بالمسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، وللمسلم إذا نوى ذلك أن يدخل المسجد في ليلة الواحد والعشرين من رمضان قبل غروب الشمس، ويبيت ليلة العيد في المسجد، فيذهب لصلاة العيد من موضع اعتكافه من المسجد، وتكون صفة الاعتكاف بالمكوث في المسجد، فالحكمة في الاعتكاف ما فيه من تسليم المسلم نفسه بالكليّة لله تعالى، وإبعاد النفس عن كل ما يلهيها من متاع الدنيا وزينتها، فالاعتكاف سنّة مؤكّدة في جميع أوقات السنة.^[٣]

والاعتكاف في رمضان أفضل من غيره من الأوقات، وآكد في العشر الاواخر من الشهر الكريم، فيحرص المسلم على أن يدرك ما في هذا الشهر الكريم من مضاعفة أجر فيبدأ الاعتكاف في شهر رمضان، ويحرص بالذات على العشر الأواخر، لما في الاعتكاف من صيانة للنفس عن ما نهى الله عنه، وأرجى لأن يحيي ليلة القدر، فيدرك فضل كل من شهر رمضان وليلة القدر بالتحديد.^[٤]

هل هناك فضل مخصوص للاعتكاف في رمضان؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: فضل الاعتكاف في شهر رمضان

الصدقة

ما الحكمة من تسمية الصدقة بهذا الإسم؟

ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه التطوّع، للتقرّب من الله تعالى، ووجه تسميتها لإشعارها بصدق نيّة المتطوّع، والحكمة من مشروعيّة الصدقة؛ ما فيها من إعانة للضعيف، وإغاثة العاجز، وفيها تطبيق المسلم لحق شكر الله -تعالى- على ما رزقه من المال والنعم،^[٥]وأداء الصدقة في شهر رمضان أجره مؤكد وأكثر من أدائها في غير رمضان، لما فيها من مضاعفة للأجر، وإعانة على الصوْم، فيكثر المسلم من دفع الصدقات المالية والعينية، فيخفف عن الناس ما بهم من ضيق، مهما كان مقدارها قليل، فأجرها عظيم ومضاعف في -موسم الطاعة- شهر رمضان.^[٦]

إطعام الطعام

لمن يتم تقديم الطعام؟

يسنّ للمسلم إطعام أقاربه، والفقراء والمساكين واليتامى، وإطعام الغريب إذا حلّ ضيفًا أو كان محتاجًا، ولما في فضل الإطعام من أجر فقد حثّت الشريعة الإسلاميّة في عديد من المناسبات على بذل الطعام للغيْر، من مثل التوزيع من الأضحية، ودفع الكفارات، و إطعام أهل الميّت، والنكاح، والزواج، والعقيقة، فيحرص المسلم في شهر رمضان على إدراك فضل إطعام الطعام، فيبذل ما يستطيع في هذا الباب، من تقديمه للأقارب محتاجين وغير محتاجين، و المساكين المحتاجين لأقل القليل من المساعدات عينية ونقديّة.^[٧]

كما يمكنك التعرّف على فضل إطعام الطعام في رمضان بالاطلاع على هذا المقال: فضل إطعام الطعام في شهر رمضان

صلاة التراويح

هل يمكن أن يصلي المرء منفردًا؟

وهي قيام شهر رمضان، وتؤدّى مثنى مثنى، وسمّيت بهذا الاسم لأنّ الصحابة كانوا يجلسون بعد صلاة أربع ركعات، للاستراحة، اتّفق الفقهاء على سنّيتها، فقال كل من المذهب الحنفي والحنبلي، وبعض من المالكيّة بأنّها سنّة مؤكدة،^[٨] وفي فضلها، فيكفّي أنّها سبب لمغفرة ما تقدّم من ذنوب العبد، وفي فضلها بأدائها جماعة مع الإمام، فيكتب له أجر قيام ليلة كاملة،^[٩] فيحرص المسلم على اغتنام أدائها، فهي بمثابة قيام الليل، ويحرص على أن يؤديها جماعة، فإن لم يتسنّى له أداؤها جماعةً، فيحرص على أن يؤديها بمفرده، ليدرك فضلها قدر استطاعته.^[١٠]

برّ الوالدين

كيف تكون طاعة الوالدين؟

وبشمل بر الوالدين كل معاني الإحسان، واللين، واللطف مع الوالديْن، فأمر الله تعالى وجوب الإحسان إلى الوالدين، قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}،^[١١] ويكون برّ الوالديْن بالتلطّف معهما والإثناء على ما قدّموه من جهد له، ومنادتهما بما يحبّان من ألفاظ، طاعتهما في جميع ما يأمرانه به -دام أنّه في حدود الشرع- ولا يحاذيهما في المشي، فضلًا على التقدّم عليهما، ويحرص على ألّا تكون نظراته حادّة إذا ما انزعج الابن من امر ما، أو أن يعلُ صوته بحضرتهما.^[١٢]

ويكون ذلك في شهر رمضان بمساعدتهما والإثناء على جهد الأم والأب، وعدم التذمّر من طعامها، مرافقتهما في صلاة التراويح، عدم إظهار الضجر والتأفف أمامهما جرّاء مشقّة الصوْم، فالأصل أن بر الإنسان لوالديْه يزداد في شهر رمضان.^[١٣]

صلة الأرحام

ما هي مظاهر صلة الرحم؟

صلة الأرحام نوع من الإحسان يحرص المسلم على الإتيان به في كل وقت من السنة، وتحديدًا في شهر رمضان، لما في هذا الشهر من مضاعفة الأجر، وتتحقق صلة الرحم بعدة أمور؛ أقلها السلام والتزاور، ومعاونتهم في ما يحتاجونه، وقضاء حوائجهم، وإعطائهم ما يحتاجونه من المال، وعدم التغافل عن ما يحتاجونه من أمور، فالأجر المترتب على صلة الرحم يحث المسلم على عدم ترك الإحسان إليهم؛ من زيادة الأجر، البركة في الرزق، والأجر المتحصّل له حتّى بعد موته، للأثر الطيّب الّذي يتركه بين أقاربه.^[١٤]

كيف تكون صلة الرحم في رمضان؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: كيفية صلة الرحم في شهر رمضان

الدعاء

ما هي آداب الداء؟

تتجلى أهمية الدعاء في أنه يعتبر علامة دالّة على مدى صلة العبد بربّه، فالدعاء عبادة،^[١٥] والعبادة في رمضان مؤكّد استحبابها في شهر رمضان، فهو شهر الطاعات والقربات، فيخلص المسلم في دعائه لأنْ يوفّقه الله تعالى لكل عمل صالح، ولإدراك فضيلة الشهر، وفضيلة العشر الأواخر منه، لما للعمل الصالح من أجر مضاعف في رمضان.^[١٦]

فالطاعات هي هداية من الله عزّ وجل، فيخلص المسلم بالدعاء بأن يوفقه لاستثمار الشهر الكريم بكل ما يرضيه،^[١٧] ولا يغفل المسلم عن استحضار آداب الدعاء،^[١٨] من مثل: اختيار أوقات الفضيلة للدعاء مثل الثلث الاخير من الليل، عند إقامة الصلوات، استقبال القبلة، الإلحاح في الدعاء، خفت الصوت أثناء الدعاء.^[١٨]

ذكر الله تعالى

ما الفضل المترتب على الذكر؟

الإتيان بالذكر مستحب، لما فيه إشغال اللسان بالله تعالى، وإبعاد للمسلم عن الغفلة والنسيان، فأمر الله تعالى به وأثنى على أهل الذكر،^[١٩] والإكثار من الذكر مندوب، ويكون تطبيق ذلك بإتيان المسلم للأذكار عقب الصلاوت المفروضة، وباستيقاظه من النوم، وأدعية الصباح والمساء، وبالدخول والخروج من المنزل، وبالغداة والعشيّ، وفي شتّى الاحوال، وعلّق الشوكاني بأن الإكثار من ذكر الله متحققة على من يواظب على ذكر الله تعالى، فأحب الاعمال إلى الله -تعالى- أدومها، حتّى وإنْ قلَّت.^[٢٠]

فيحرص المسلم على استثمار شهر رمضان لأنه موسم طاعة وقرب، فيتنوع بإتيان الأعمال الصالحة، ومن ذلك ذكر الله تعالى في معظم وقته، كالأوقات المخصوصة أو في الأوقات التي لا ينشغل فيها المسلم بعبادة مخصوصة من صلاة وقيام واعتكاف، فحينها يشغل لسانه بذكر الله تعالى.^[٢١]

إحياء ليلة القدر

ما العلامات الدالة على ليلة القدر؟

اتّفق العلماء على أنّ ليلة القدر، باقية إلى يوم القيامة، وتكون في ليلة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان،^[٢١] ويكون تحرّي ليلة القدر في العشر الاواخر، وفي بعض الروايات في الليالي الفرديّة منها، ويكون إحياء الليلة، بقراءة القرآن، والصلاة والذكر والتدبر في خلق الله تعالى والدعاء، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، والفضل المترتب على إحياء ليلة القدر هو غفران كل ما تقدّم من ذنوب المسلم،

فهي ليلة نزول القرآن الكريم، ولليلة القدر بعض العلامات الدالة على أنّ الليلة التي انقضت كانت ليلة قدر أم لا، مثل: تكون شمس ليلة القدر أشبه بالبدر لا شعاع لها، وتكون السماء صافية بلجاء.^[٢٢]

قراءة القرآن الكريم

ما آداب قراءة القرآن؟

يتمثل الأثر المترتب على المسلم المداوم على قراءة القرآن الكريم، ومن يجعل له وردًا يوميًّا للاختلاء مع صفحات كتاب الله تعالى، فيظهر أثر ذلك جليًّا في الأثر الإيماني على سلوك المسلم، وفي كوْنه أكثر امتثالًا للمنهج القرآني، أكثر اقتداءًا برسول الله صلّى الله عليه وسلم، إذ أنّه كان -صلى الله عليْه وسلّم- قرآنًا يمشي على الأرض، وفي سبيل ذلك للمسلم أن يمتثل آدابًا خلال تلاوته للقرآن الكريم، من مثل كوْنه على طهارة تامّة، في اللباس والمكان، تفريغ ما في ذهنه من مشاغل الحياة ليكون قادرًا على الخشوع ، إذ أنّ ذلك مساعد على البكاء من خشية الله تعالى، عدا عن منزلة الكرام البررة المعدّة لمن يداوم على تدبّره.^[٢٣]

ويستحب للمسلم الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان، فجبريل عليه السلام كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان مرّتيْن،^[٢٤] وبالأخص أن القرآن الكريم نزل في ليلة القدر.^[٢٥]

للتعرّف إلى فضل قراءة القرآن الكريم قم بالاطلاع على هذا المقال: فضل  قراءة القرآن الكريم

الصلاة

ما مكانة الصلاة في الإسلام؟

تعتبر الصلاة آكد الأمور بعد الإتيان بالشهادتيْن، فقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من ترك الصلاة كافرًا، فهي أوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، حجر أساس الدين، إن صلحت صلح دين المسلم، وإن فسدت فسد دين المسلم،^[٢٦] وأهميتها تكمن في أنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}،^[٢٧] فالأثر المترتب هذا كفيل بأن نبذل من أجله جهدنا، فنحرص في رمضان -وفي غيره- على الإتيان بالخشوع على أتمّ وجه، واستحضار الوقوف بين يدي الله تعالى، وتدبّر معاني الفاتحة، وما يُقرأ من سورة بعدها، فهذا كلّه معين للمسلم على خشوعه في الصلاة، ولهذا أثر كبير في التقرب من الله تعالى في موسم رمضان، ولما من ذلك من ّإعانة على الصوم وعلى إتيان الأعمال الصالحة في رمضان.^[٢٨]

مساعدة المحتاج

ما مجالات مساعدة المحتاج؟

يتنوع نطاق تقديم المساعدة للمحتاج في الوقت الّذي تعسّرت عليه حاجته، فتشمل تقديم المساعدة للقريب والفقير والمسكين،^[٢٩] أو من تعسّر عليْه قضاء أمر له، وكان الشخص بإمكانه تقديم العون لذلك المسلم، فقد حثّت الشريعة على السعي في قضاء حاجات الناس، وآكد ما يكون ذلك في شهر رمضان، فهو شهر الخير والطاعات والتكاتف فيما بين الناس.^[٢٩][٣٠]

المكوث في المسجد

ما الأثر الإيماني المترتب على المكوث في المسجد؟

يعتبر المكوث في المسجد سببًا لتقوية إيمان المسلم، لما في ذلك تهيئة للمسلم على تفريغ النفس من مشاغل الحياة، والتفكّر في الله تعالى وفي الحكمة من وجوده في هذه الحياة، وذلم مؤدّ بالضرورة لتحسين باطن المسلم، مما يتأثر سلوكه إيجابًا، ويمكن تطبيق هذا بالمكوث في المسجد في رمضان ما بين الصلوات، أو الإفطار فيه في شهر رمضان المبارك، وقيام الليل فيه، فينطبق عليه قول الله تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.^[٣١][٣٢]

العمرة

ما حكم العمرة؟

ذهب المالكيّة وأكثر الحنفيّة إلى أنّ أداء العمرة سنّة مؤكّدة، وذهب البعض من الحنفيّة، على أنّ أداء العمرة واجبة على المسلم في العمر مرة واحدة، وذهب الحنابلة والأظهر عند الشافعيّة على أنّها فرض في العمر مرّة واحدة، فيتمثّل فضل العمرة بأن دعاء المعتمر مقبول، وإن استغفر غُفِر له،^[٣٣] وقال الحنفيّة بأنّ الإتيان بالعمرة في شهر رمضان مندوب، فالعمرة في رمضان تعادل أجر حج،^[٣٤] فأجر العمرة في رمضان تعدل حجّة، وذلك لشدة ما يلاقيه المعتمر الصائم من مشقة وعناء، ولما في هذه الأيّام من فضل، فيحرص المسلم على أن يأت بالعمرة تحديدًا في شهر رمضان.^[٢١]

الصلاة على النبي

ما المقصود بالصّلاة على النّبي؟

الصلاة على النبي محمّد -صلّى الله عليْه وسلّم- يُقصد بها الدعاء له والتعظيم من أمره، ولا خلاف بين العلماء على مشروعيّة الصلاة على النّبي، لدليل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،^[٣٥] وتستحب الصلاة عليْه -صلّى الله عليْه وسلّم- في جميع الأوقات، وتتأكد في مواطن عدّة، مثل يوم الجمعة، شهر رمضان، عند النوم، عند الدعاء، عند إجابة المؤذن، أول النهار وآخره،^[٣٦] فالأصل في شهر رمضان زيادة العبادة والتقرب من الله تعالى، فيستثمر المسلم الوقت الذي لا ينشغل فيه بعبادة مخصوصة من صلاة وقيام، فيشغل لسانه بالصلاة على خير الأنام.^[٣٧]

وقيل في أفضل صيغ الصلاة على النبيّ، الصيغة التالية: "اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وعلَى آلِ محمَّدٍ ، كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ وبارِك علَى محمَّدٍ وعلَى آلِ محمَّدٍ كَما بارَكتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ".^[٣٨][٣٩]

ما الأثر المترتب على دوام تكرار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: فوائد تكرار الصلاة على النبي

تعلّم القرآن وتعليمه

ما الاجر المترتب على تعليم القرآن؟

يحرص المسلم على تعلّم القرآن الكريم، من خلال تعلّم أحكام تجويده، ومعانيه، وتدبّره، فينال بذلك الفضل العظيم، لأن ذلك يعدّ أثرًا لتعظيمه لكلام الله تعالى، ولا يكتفى بذلك بل يفضل أن يتعدى نفعه، فيقوم بتعليم الآخرين ما كان قد تعلّمه من القرآن، من أحكام ومعان ومواعظ، وإنشاء حلقات حفظ للقرآن ومدارسته وتفسيره، فجعل رسول الله صلّى اله عليه وسلّم الخيريّة فيمن شغل وقته بتعلّم القرآن، ونشر ما تعلّمه للآخرين، ولما في ذلك من أثر في منع انتشار البدع وتحصين للمجتمع المسلم،^[٤٠] وشهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم، فيحرص المسلم على الانشغال بكتاب الله وبتعليمه فيتتبع كل صور مدارسته في الشهر الكريم.

كما يمكنك التعرّف على أبرز طرق تعليم القرآن الكريم بالاطلاع على هذا المقال: طرق تعليم القرآن الكريم

مقابلة الإساءة بالإحسان

ما الصفة التي تعين على مقابلة الإساءة بالإحسان؟

تتمثل هذه الصفة جليًّا في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- مع قومه، ولا يوفقّ لهذه الخصلة، إلّا من عوّد نفسه على الصبر، فكان من الصابرين، الّذين وفقوا إلى منزلة عظيمة عند الله تعالى، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}،^[٤١] فيحرص المسلم في شهر رمضان على تنمية خصلة الصبر فيه، لما في ذلك من آثار إيجابيّة عائدة عليه، أهمها ارتقاء منزلته عند الله تعالى، بالإضافة لتمكّنه من مقابلة السيئة بالحسنة،^[٤٢] ومن صور مقابلته بالأحسان على من يسيء له في الشهر الكريم وفي غيره؛ ضبط انفعالاته عند الغضب، الإحسان لمن أساء إليه، أو كظم غيظه، وتقليل كلامه عند الغضب.^[٤٣]

العطف على المساكين

من هو المسكين؟

للعلماء في مقصود المسكين عدّة أقوال، فذهب الحنفيّة والمالكيّة على أنّ المسكين هو من لا يملك شيئًا، وقال الشافعيّة أنّه من يملك مالًا لا يكفي حاجته، وقال الحنابلة، بأنّه من يجد معظم حاجته دون كسب منه، فلا خلاف ما بين الفقهاء على أنّ المسكين يعتبر مصرفًا من المصارف الّذين تؤدّى لهم الزكاة، قال الله تعالى:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ}،^[٤٤] فيكون العطف عليهم بالنفقة عليهم، توفير ما يحتاجونه، وإطعامهم، الوقف الخيري لهم، إعطائهم من الغنائم، إعطائهم من صدقة الفطر ومن مال الزكاة، وصور العطف على المسكين تتأكد أكثر في رمضان، فيقتفي المسلم أثر كل صورة للإحسان إليهم، ويؤديّها بأكمل وجه.^[٤٥]

كما يمكنك الاستفادة من هذا الموضوع المتعلق بالفقراء والمساكين بالاطلاع على هذا المقال: موضوع عن الفقراء والمساكين

قراءة كتب تفسير القرآن الكريم

ما الأثر الإيماني العائد من القراءة في كتب التفسير؟

كلام الله تعالى بحره عميق، وفهمه دقيق، بذل العلماء جهدهم في إخراج مصنّفات يتجلى فيها الفهم الدقيق لكلام الله تعالى، فقد حصّلوا الكثير من العلوم في سبيل ذلك، فيحرص المسلم في شهر رمضان على تخصيص ورد يوميّ له للقراءة في كتاب منكتب التفسير فيكون أقرب من كلام الله تعالى، وأعظم أثرًا في تدبّره أثناء تلاوته للقرآن الكريم، فيظهر أثر ذلك جليًّا في تقوى المسلم، وسلوكه، فيخرج من رمضان وهو مؤدّ لحق بسيط من حقوق كتاب الله تعالى.^[٤٦]

للتعرّف إلى أفضل كتب التفسير يمكنك الاطلاع على هذا المقال: أفضل كتب التفسير للمبتدئين

المراجع

1. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة، صفحة 117. بتصرّف.
2. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفهيّة الكويتيّة، صفحة 123. بتصرّف.
3. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة، صفحة 207-209. بتصرّف.
4. ↑ محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 3344. بتصرّف.
5. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 322-324. بتصرّف.
6. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة، صفحة 342. بتصرّف.
7. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 119-121. بتصرّف.
8. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة، صفحة 135-137. بتصرّف.
9. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 473. بتصرّف.
10. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة، صفحة 143. بتصرّف.
11. ↑ سورة الإسراء، آية:23
12. ↑ مجموعة من الملفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 69-65. بتصرّف.
13. ↑ راغب السرجاني، دروس الدكتور راغب السرجاني، صفحة 10. بتصرّف.
14. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 81-85. بتصرّف.
15. ↑ عائض القرني، دروس للشيخ عائض القرني، صفحة 6. بتصرّف.
16. ↑ عبدالله القصير، كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 60. بتصرّف.
17. ↑ ابن عثيمين، كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 164. بتصرّف.
18. ^ ^{أ ب} مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 261-265.
19. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتية، صفحة 222-223. بتصرّف.
20. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفهية الكويتية، صفحة 256-257. بتصرّف.
21. ^ ^{أ ب ت} مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتية، صفحة 116. بتصرّف.
22. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 367-369. بتصرّف.
23. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 34-36. بتصرّف.
24. ↑ أبو بكر الجزائري، أيسر التفاسير للجزائري، صفحة 599. بتصرّف.
25. ↑ عبدالحي يوسف، دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 5. بتصرّف.
26. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 51-53. بتصرّف.
27. ↑ سورة العنكبوت ، آية:45
28. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب خطب مختارة، صفحة 171. بتصرّف.
29. ^ ^{أ ب} المقريزي، كتاب رسائل المقريزي، صفحة 112. بتصرّف.
30. ↑ محمد عزة دروزة، التفسير الحديث، صفحة 379. بتصرّف.
31. ↑ سورة النور، آية:37
32. ↑ نبيل العوضي، دروس نبيل العوضي، صفحة 11. بتصرّف.
33. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القهيّة الكويتية، صفحة 313-315. بتصرّف.
34. ↑ مدموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 324. بتصرّف.
35. ↑ سورة الاحزاب، آية:56
36. ↑ محمد زينو، كتاب مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 440. بتصرّف.
37. ↑ راغب السرجاني، دروس الدكتور راغب السرجاني، صفحة 10. بتصرّف.
38. ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن طلحة بن عبيدالله ، الصفحة أو الرقم:521، صحيح.
39. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفهية، صفحة 234-237. بتصرّف.
40. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 38. بتصرّف.
41. ↑ سورة فصلت، آية:35
42. ↑ محمد الخطيب، اوضح التفاسير، صفحة 587. بتصرّف.
43. ↑ أحمد الأهدل، كتاب الأخلاق الزكية في آداب الطالب المرضية، صفحة 97. بتصرّف.
44. ↑ سورة الحج، آية:60
45. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 297-299. بتصرّف.
46. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 37-39. بتصرّف.