محتويات
ما هي الحالة التي تصيب العصب الخامس؟
العصب الخامس أو ما يُعرف بالعصب ثلاثي التوائم (Trigeminal nerve) هو العصب المسؤول عن نقل معلومات الإحساس من الوجه إلى الدماغ، وتُعرف الحالة الصحية التي تؤثر على هذا العصب بألم العصب الخامس (Trigeminal neuralgia)، وهو عبارة عن ألم مستمر يؤثر على هذا العصب، يصفه المصابين وكأنه صدمة كهربائية، وفي بعض الحالات قد يكون شديدًا، وتؤثر هذه الحالة على النساء أكثر من الرجال، ويزداد معدل حدوثه عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، ولحسن الحظ، يوجد العديد من خيارات العلاج المتاحة لألم العصب الخامس،[١][٢] وفي هذا المقال سنتحدث عن هذه الخيارات بتفاصيل أكثر.
كيف يمكن علاج اضطراب العصب الخامس بالأدوية؟
في البداية تجدر الإشارة إلى أن الأدوية المسكنة للألم مثل الباراسيتامول (Paracetamol) لا تُعدّ فعالة لسيطرة على ألم العصب الخامس، إذ لابد من استخدام الأدوية المضادة للتشنج التي تُستخدم في علاج الصرع للسيطرة على هذا الألم، إذ يمكن لهذه الأدوية أن تخفف من ألم الأعصاب من خلال إبطاء السيالات العصبية في الأعصاب وتقليل قدرتها على إرسال رسائل الألم، كما أنه يجب استخدام هذه الأدوية بانتظام لسيطرة على الألم وليس عند الحاجة، ولكن يمكن إيقافها عند توقف حدوث نوبات الألم، ويجب أن يحدد الطبيب الجرعة من المناسبة من هذه الادوية، إذ عادةً ما يبدأ بجرعة منخفضة ويزيدها تدريجيًا مع الوقت، ثم بعد أن تهدأ النوبات يبدأ بتخفيف الجرعة على مدار عدة أسابيع وليس فجأةً، وتتضمن الأدوية المضادة للتشنجات التي تُستخدم لعلاج ألم العصب الخامس ما يأتي:[٣]
كاربامازيبين (Carbamazepine)
وهو الدواء الوحيد المرخض للاستخدام لعلاج ألم العصب الخامس في المملكة المتحدة، ولكن لسوء الحظ، يمكن أن يكون هذا الدواء فعالًا للغاية في البداية، ثم تتناقص فعاليته مع مرور الوقت، وعادةً يصف الطبيب الكاربامازيبين بجرعة منخفضة مرة أو مرتين يوميًا، ثم يزيد الجرعة تدريجيًا حتى 4 مرات يوميًا، وذلك لتخفيف الآلام بطريقة فعالة، إلا أن من سلبيات هذا الدواء أنه يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية، التي تجعل من الصعب على بعض الأشخاص استخدامه، ويُفضل استشارة الطبيب عندما يعاني الشخص من هذه الآثار الجانبية بطريقة مزعجة وطويلة، ومنها ما يأتي:[٣]
- التعب والنعاس والدوخة.
- الشعور بعدم ثبات القدمين.
- الشعور بالمرض.
- الرؤية المزدوجة.
- صعوبة في التركيز ومشاكل في الذاكرة.
- انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى.
- تفاعلات حساسية الجلد.
أدوية أخرى
للأسف، كما ذكرنا أعلاه أن فعالية دواء الكاربامازبين تقل مع مرور الوقت، لذلك في هذه الحالة، وفي حال كان يتسبب في أعراض جانبية لا يمكن احتمالها، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوية أخرى، إلا أن هذه الأدوية غير مرخصة لهذا الاستخدام، وهذا يعني أنه لم يُجرى عليها الدراسات الكافية للتأكد من فعاليتها وأمانها لحالات ألم العصب الخامس، ولكن يمكن أن يستخدمها الطبيب إذا رأى أن فوائدها تفوق مضارها المحتملة، ومن هذه الأدوية التي يمكن أن يستخدمها أطباء الاعصاب لعلاج ألم العصب الخامس ما يأتي:[٣]
- اوكسكاربازيبين (oxcarbazepine).
- لاموتريجين (lamotrigine).
- جابابنتين (gabapentin).
- بريجابالين (pregabalin).
- باكلوفين (baclofen).
هل تستدعي حالة العصب الخامس اللجوء إلى الإجراءات الجراحية؟
نعم، فعلى الرغم من أن الأدوية تُعدّ خط العلاج الأول لحالات ألم العصب الخامس، إلا أنه في حال لم تكن الأدوية فعالة واستمر الألم على الرغم من استخدامها، فقد تكون الجراحة هي الخيار المناسب، ومن الخيارات الجراحية التي قد يلجأ إليها الطبيب لعلاج ألم العصب الخامس ما يأتي:[٤]
تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة (Microvascular Decompression)
وهو الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج حالات ألم العصب الخامس، وخلال هذا الإجراء يقوم الجراح بعمل شق صغير خلف الأذن ويحفر ثقبًا صغيرًا في الجمجمة، ثم باستخدام التصوير المجهري، يبحث عن العصب الخامس، وفي معظم الحالات، يوجد وعاء دموي يضغط على هذا العصب، ويقوم بتحريك هذا الوعاء الدموي بعيدًا عن العصب ووضع حشوة مصنوعة من لباد التفلون، ويساعد ذلك في تخفيف الألم بشكل دائم تقريبًا، ويُعدّ هذا الإجراء شديد التوغل وعملية جراحية كبرى، ويتمتع بنسبة نجاح تصل إلى 80%.[٤]
الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما (Gamma Knife Radiosurgery)
وهو إجراء جراحي أقل توغلًا، فسكين جاما هي جهاز يُطلق حزم إشعاع دقيقة ومحكومة لأهداف معينة داخل الجمجمة، بما في ذلك الدماغ والأعصاب المرتبطة به، لعلاج ألم العصب الخامس توجيه حزم الإشعاع إلى هذا العصب إذ يدخل إلى جذع الدماغ، وتحتاج الاستجابة كي تظهر عند المرضى أربعة إلى 12 أسبوع، لكن بعض المرضى يحتاجون إلى ما يصل إلى ستة إلى 12 شهرًا للاستجابة الكاملة.[٤]
تجويف الترددات الراديوية (Radiofrequency Lesioning)
يُعدّ هذا الإجراء خيارًا للمرضى الذين يعانون من ألم شديد، ولا يمكن إجراء جراحة مفتوحة لهم، كما أنه خيارًا للأشخاص الذين يعانون من التصلب اللويحي، ويجرى ذلك من خلال استخدام قطب كهربائي يتم إدخاله من خلال الخد لتسخين العصب وإتلافه لمنع إشارات الألم من الانتقال إلى الدماغ، ويوفر هذا الإجراء تسكين فوري للألم عند 90% من المصابين.[٤]
ما هي الطرق الطبية الأخرى لعلاج العصب الخامس؟
بالإضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه، يمكن أن تساعد بعض التمارين المعتدلة الشدة في التخفيف من ألم العصب الخامس، فعلى الرغم من أنه لم تُجرى دراسات حول طبيعية التمارين التي قد تكون مفيدة في هذه الحالة، إلا أنه وجد أنه في حالات الآلام المزمنة الأخرى تكون التمارين الهوائية مفيدة في تحسين الألم، إذ تتسبب هذه التمارين في إفراز الجسم لمواد كيميائية تسمى الإندورفين، والتي تمنع الألم بشكل طبيعي. ومع ذلك، يجب الاعتدال في الممارسة هذه التمارين، إذ من الممكن أن تتسبب في تفاقم الألم، ويجب دائمًا استشارة الطبيب قبل ممارسة أي تمارين رياضية.[٥]
هل توجد علاجات بديلة تخفف من أعراض العصب الخامس؟
نعم، يوجد بعض العلاجات البديلة التي يمكن أن تساعد في التخفيف من ألم العصب الخامس، إلا أنه يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تجربة أي منها، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[٢]
- العلاج بالوخز بالإبر الصينية، وهي من العلاجات الصينية التي تستخدم إبر رفيعة لموازنة الطاقة في الجسم.
- العلاج بالروائح، وفيه تُستخدم زيوت نباتية ذات روائح مثل النعناع والخزامى وغيرها للشفاء.
- تمارين التأمل واليوغا.
- الارتجاع البيولوجي (Biofeedback)، وهو علاج يساعد في التعلم كيفية التحكم في الجسم لتقليل الألم.
- تقويم العمود الفقري.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (26/7/2017), "Trigeminal neuralgia", mayoclinic, Retrieved 7/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Trigeminal Neuralgia"، webmd، Retrived 7/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Trigeminal neuralgia", nhs, 6/8/2019, Retrieved 7/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Dr. Edward Chang , "Trigeminal Neuralgia Treatments", ucsfhealth, Retrieved 7/3/2021. Edited.
- ↑ DR. JONATHAN H. SMITH RESPONDS:, "Does physical exercise affect trigeminal neuralgia pain?", brainandlife, Retrieved 7/3/2021. Edited.