النحو العربي
علم النحو هو علم يبحث في أصول تكوين الجمل والقواعد الإعرابية، فهو يحدد وظيفة الكلمة في الجملة وحالتها الإعرابية والتغيرات التي تطرأ عليها بتغير موقعها، وعرّف ابن جني النحو بقوله: هو انتحاء سمات كلام العرب في تصريفه وإعرابه من إفراد وتثنية وجمع وتقديم وتأخير، ومن أهمّ أسباب انشاء علم النحو هو اتساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول غير العرب في الإسلام، ممّا أدى إلى نشوء اللحن في اللغة، فأسرع العلماء إلى تقعيد القواعد وتقويم اعوجاج الألسنة.[١]
أفعال القلوب في النحو
أفعال القلوب في النحو وهي من أخوات ظنَّ، وهي أفعال تتعدى إلى مفعولين يعني أنها تنصب مفعول به أول ومفعول به ثانٍ، وسميت بذلك لأنها أفعال تُدرك بالقلب والإحساس الباطن، ولا يلزم أن تنصب كل أفعال القلوب مفعولين فمنها ما ينصب مفعول به واحد مثل: عرف وفهم، ومنها ما لا ينصب مفاعيلًا فيكون الفعل لازمًا مثل: حزن وجبن،[٢]، وتنقسم إلى قسمين هما:
- أفعال اليقين: وهي أفعال تدل على اليقين وقطع الشك،
- أفعال الرجحان: وهي أفعال تستخدم عند وجود دليلين متساويين، وعدم معرفة أيهما أرجح فهي تدل على الشك.[٣]
ومن أفعال القلوب في النحو التي تنصب مفعولين:[٤]
- رأى: وهي لا تعني الرؤية البصرية، بل القلبية، فهي لا تفيد المشاهدة، وتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: رأيت رجلًا من بعيد فحسبته صديقي الذي كنت أنتظره.
- علم: ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر وهي تفيد العلم القلبي، مثل: علمتُ زيدًا متفوقًا.
- درى: بمعنى علم وتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.
- وَجدَ: وتأتي بمعنى اليقين والاعتقاد، مثل: وجد الطالبُ الامتحانَ سهلًا.
- ظنَّ: تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: ظننتُ الجوَّ ماطرًا.
- خالَ وحسبَ وزعم: بمعنى ظنَّ وتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: خال المهندسُ البناءَ مكتملًا، وأيضًا: حسبتُ الأمرَ سهلًا.
أمثلة على أفعال القلوب في النحو
تسمى أفعال القلوب في النحو بأفعال الشك واليقين والرجحان، وكلها تدرك معانيها بالقلب، يعني أنها لا تدرك بالحواس، وهناك عدد من الأمثلة سواء في القرآن الكريم أو من كلام العرب ومن هذه الأمثلة:
- {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا}.[٥]
- أَظُنُّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
- الساعةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}.[٦]
- تَحْسَبُوهُ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
- الهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول.
- شرًا: مفعول به ثانٍ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- {وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}.[٧]
- وَجَدْنَا: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين.
- أكثرهم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، وهم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه
المراجع
- ↑ "نحو عربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "أفعال القلوب"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأفعال القلبية"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "شرح ظن وأخواتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 36.
- ↑ سورة النور، آية: 11.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 102.