أفكار جديدة لعمل الخير

كتابة:
أفكار جديدة لعمل الخير


أفكار جديدة لعمل الخير 

مداخل الخير كثيرة لا يُمكن حصرها، وهي في تنوّع دائم، ويؤثّر تغيّر الأزمان والأجيال على أنواع الخير المقدّمة، وفيما يأتي ذكر بعض الأفكار التي فيها نشر للخير بوسائل جديدة:


تصدّق بابتسامتك

إنّ من أيسر الطرق والأساليب للوصول إلى قلوب الآخرين وإزالة أسباب الشحناء أو القطيعة يكون بالتبسّم، فهو من هدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد حثّ على لقاء المسلمين بوجهٍ بشوش؛ فذلك بمقام التصدّق وللمسلم فيه أجر الصدقة، حيث ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ).[١][٢]


وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ)،[٣] حيث إنّ تدريب النفس على السعادة والسرور وطلاقة الوجه أمر يجلب حب الناس والقبول، وبه يتحقّق الأُنس ويُزال العبوس، وقد قالوا قديماً: إنّ التبسّم في أحلك الظروف وأشدّها خطراً يعد من صفات الحزم، والعزيمة، والقوة، كما في ذلك إيضاح للهمة العالية وتحدّي الصعاب.[٤]


المشي في حاجة الغير

جعل المولى -سبحانه وتعالى- الدنيا دار ابتلاءٍ واختبار، فمن النّاس مَن كان اختباره بالحاجة والفقر والضنك، ومنهم مَن كان اختباره بالخير الواسع، يقول المولى -عز وجل- في ذلك: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)،[٥] وما زال الناس في كل العصور يحتاج بعضهم إلى بعض، فترى صاحب الحاجة يطلب المساعدة من أخيه، ويردّها له في غير مرة، فتُفرج بذلك الكروب وينال رضا الله -سبحانه- والأجر والثواب.[٦]


وينبغي على الذين وسع الله -سبحانه وتعالى- عليهم رزقهم أن يقوموا بشكر هذه النعم؛ وذلك بالإحسان إلى الناس وقضاء حاجاتهم، وردّ الفضل إلى المولى -سبحانه وتعالى- بالبذل والعطاء، أو بالإقراض والإمهال؛ لما في ذلك أجرٌ كبير، وثوابٌ جزيل من الله -سبحانه-.[٦]


إِذ ثبت في صحيح مسلم أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الْمُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ).[٧][٦]


وهذا ترغيب منه -صلّى الله عليه وسلّم- بالسير في حاجة الناس، وعدم الامتناع عن ذلك من غير سببٍ مقنعٍ أو واضح؛ فقد توعّد الله -سبحانه- فاعله بالعذاب الأليم، يقول المولى -عز وجل-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).[٨]


وقد ثبت في صحيح البخاري، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ)، وذكر منهم: (وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فيَقولُ اللَّهُ: اليومَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كما مَنَعْتَ فَضْلَ ما لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ).[٩][٦]


إدخال السرور على قلب المسلم

إنّ إدخال السرور على قلب المسلم يعتبر من الأعمال الإيجابيّة التي يزداد بها السرور والابتهاج، وتعمّ به آثار السعادة والرضا بين الناس، وفي ذلك كله تحلّ الطمأنينة والثقة بالشّخص الإيجابي، فيستطيع بذلك التعامل مع الآخرين دون عناء، وتنتشر معاني الحب والاحترام في المجتمع، وتكون النفس أكثر هدوءاً وراحة وسلاماً.[١٠]


ويعتبر هذا العمل الجليل من أعظم الأعمال والطاعات والوسائل التي تقرّب المسلم إلى الله، ويزيد من ارتباط القلوب وتآلفها على المحبّة والخير، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يداعب الصغير والكبير، ويُسعدهم بقوله، وفعله، ومزاحه الذي لم يكن إلّا حقاً.[١١]


نشر الخير على وسائل التواصل الاجتماعي

إنّ وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل منصة هامّة في زماننا هذا، فكم من خبرٍ تعاطف الناس فيه وتكاتفوا على رفع الظلم عمن فيه من خلال هذه المواقع، وكم من إشاعةٍ تمّ تداولها كانت لا تمت إلى الواقع بأيّ صلة، ولهذا كان واجباً على المسلم أن يكون داعياً إلى الخير بأيّ وسيلة وفي أيّ مكان.


إِذ ينشر النافع المفيد، ويحثّ على الأعمال والطاعات، ويبتعد عن لغو الكلام وإطلاق البصر ونشر المقاطع المحرّمة، فكل ذلك إمّا أن يكون شافعاً له شاهداً عليه، أو أن يكون وزراً عليه يوم القيامة بحسب ما ينشره، يقول -سبحانه-: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[١٢]


إنشاء صناديق لمساعدة فقراء الحي

إنّ من وسائل نشر الخير وحثّ الناس عليه التعاون في إنشاء الصناديق التي تساعد فقراء الحيّ على سدّ احتياجاتهم، وتحسين حالتهم، وإدخال السرور على قلوبهم، وخصيصاً في المناسبات الدينيّة التي يكثر فيها إظهار السرور والفرح؛ كالأعياد ومواسم الطاعات في شهر رمضان وغيرها، ويا سعد من لبّى لهفة القلوب وأدخل إليها السعادة.


يقول الله -سبحانه-: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)،[١٣] ويعدّ هذا من باب التعاون على الخير، ولكن لا يجوز إجبار مَن لا ترغب نفسه في ذلك، كما يجب أن يتولّى الأمر من هو ثقة، فيحسن الأسلوب ويتلطّف مع أصحاب المال، ويؤدي الأمانة إلى المحتاجين دون رياء أو منّة.



المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:474، أخرجه في صحيحه.
  2. راشد العبد، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 371-370. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2626، صحيح.
  4. الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات، مع المعلمين، صفحة 97-99. بتصرّف.
  5. سورة الأنبياء، آية:35
  6. ^ أ ب ت ث منقذ السقار، الدين المعاملة، صفحة 198-199. بتصرّف.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2580، صحيح.
  8. سورة الماعون، آية:4-6
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2369، صحيح.
  10. حسين المهدي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 316. بتصرّف.
  11. مازن الفريح، كيف تكسب الناس، صفحة 17-16. بتصرّف.
  12. سورة النور، آية:24
  13. سورة النساء، آية:36
4839 مشاهدة
للأعلى للسفل
×