أفكار لعمل الخير

كتابة:
أفكار لعمل الخير


أفكار لأعمال خيرية

يبحث الكثير من الناس عن أفكار لفعل الخير من أجل تحصيل أجر وثواب عمل الخير، وتخصيص جزء من مالهم أو وقتهم في سبيل الله، فيكون لهم خير زاد ليوم القيامة، وبعضها لا يتطلب منا الكثير من المال والجهد، بل إخلاص النية لله، وإن فعل الخير يختلف من مكان لآخر، فكل مجتمع له ظروفه التي يعيش بها.


وهناك أمور نبّهنا إليها الإسلام، ويجب الحرص على فعلها، وهناك أمور مستجدّة تظهر مع تغيّر الزمان وتغير الظروف؛ كالمآسي التي تُخلّفها الحروب، فإذا أردتَ التطوع وفعل الخير فانظر حولك، وافعل ما يحتاجه مجتمعك ويناسب بيئة بلدك، ولو كان أمراً غير تقليدي.


والمهم أن يكون أكثر نفعاً، فالبعض يتبرع فقط لبناء المساجد والمساجد كثيرة في بلده، فيكون من الأنفع أن يتبرع لبناء بيوت للمحتاجين أو مراكز طبية خيرية أو مدارس وغيرها، وهذه بعض الأفكار لأعمال خيرية:


كفالة يتيم

اليتيم في الشرع هو: من فقد أباه وهو دون سنّ البلوغ، وتكون كفالة اليتيم برعايته، وتربيته، وضمان سبل العيش الكريمة له، وحفظ ماله إذا كان لديه مال، والإنفاق عليه إذا لم يكن لديه مال.[١] وقد أوصى الله -تعالى- بالإحسان إلى اليتامى في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ).[٢]


وإنّ من أعظم الأعمال الخيرية التي يمكن فعلها هو كفالة اليتيم، وقد أمر رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بكفالة اليتيم وأوصانا بهم، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ: اليتيمُ، والمرأةُ).[٣]


وأوصى بضمّهم إلى بيوت المسلمين، وقال إن خير البيوت هي البيوت التي يتربّى فيها اليتيم ويُحسن إليه، ويجب عدم تركهم بلا راعٍ، فلا ينشؤون تنشئة حسنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا).[٤][٥]


ولمن يكفل ويرعى اليتيم أجر عظيم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ أوِ القائمِ اللَّيلَ الصَّائمِ النَّهارَ)،[٦] وكفالة اليتيم من أبواب الخير التي فتحها الله لنا، فمن كان عنده استطاعة فليبادر إليه، ولا يضيع هذا الأجر العظيم.[٧]


الاهتمام بالمسجد القريب

إنّ من أجمل الأعمال الخيرية وأهمها هو الاهتمام بالمساجد، فالمساجد هي بيوت الله تعالى، وفيها يقضي المسلمون الكثير من الوقت، فلا يضرّ الذهاب إلى المسجد القريب من منزلك وتفقدّه، والنظر فيما ينقصه، وليس من الضروري أن تكون غنياً حتى تتبرّع للمسجد، فربّما ينقص المسجد مناديل أو مواد تنظيف، وربّما تجد لديك بعض الكتب الدينية فتضعها في مكتبة المسجد، ويمكن التبرع بمبرّدات الماء، أو بالتدفئة في الشتاء.[٨]


التبسم في وجه الغير

التبسّم في وجه الغير أحد أعمال الخير والصدقات المجانية التي لن تكلفكَ شيئاً، ولكن أثرها كبير، فالتبسم يجعلك تصل إلى قلوب الآخرين، ويزيل ما بين الناس من الأحقاد، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثير التبسّم لأصحابه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ)،[٩] فالتبسم في وجه الآخرين يعتبر صدقة وهو من الأمور المستحبة.[١٠]


سداد الدين عن المدينين

أحد الأعمال الخيرية التي يؤجر عليها المسلم هي سداد الديون عن المَدينين، وفي هذا الأمر تحقيق لمبدأ التكافل الاجتماعي، وفيه قضاء حوائج الناس وتفريج همومهم، كما أن سداد الديون يدخل في مصارف الزكاة باسم الغارمين، وهم الأشخاص الذين تراكمت ديونهم وعجزوا عن سدادها، وقد يؤدي ذلك إلى حبسهم.


فإذا كنت ممن وسّع الله عليه في رزقه فلا تنسَ حظّ الغارمين من مالك، ولو ساهمت بالقليل، ومن صور هذه المساعدة أن تذهب إلى بقالة الحيّ، وتسد أحد الديون المسجلة في دفتر الديون الذي عنده، وبهذا لن يعلم المدين بالشخص الذي سد دينه ولن يشعر بالإحراج.


ترميم البيوت المتهالكة

البعض لا يملك المال ليتصدق به، لكنه يملك الوقت والمهارة، ومن أعمال الخير التي يستطيع الشخص فعلها هي ترميم البيوت المتهالكة التي عجز أصحابها عن ترميمها، وغالباً يكون الفقراء والمساكين هم من يسكنون هذه البيوت، فمن كانت عنده المهارة في أعمال البناء أو التصليح يستطيع مساعدتهم بجهده ووقته، ومن كان يملك المال يستطيع التبرع من أجل ترميم هذه البيوت، وهذا يدخل في باب التكافل الاجتماعي.


كما توجد العديد من الجمعيات الخيرية التي تجمع المال من أجل هذا الغرض، فعند حلول الشتاء يعاني ساكنو هذه المنازل من سوء الحال بسبب الطقس البارد والأمطار، وغيرهم ممن يسكنون الخيم التي لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، فيجب مساعدتهم من باب الإنسانية ولتحصيل ثواب وفضل مساعدة الفقراء والمساكين.


العناية بمرافق الحدائق العامة

يعدّ الاهتمام بالمرافق العامة مثل الحدائق، والتطوع في تنظيفها، أو إصلاح ما تضرّر منها، أو التبرع لإنشائها، أحد الأعمال الخيرية التي يحصل منها المسلم الأجر والثواب؛ لأنها تخدم العديد من الناس ووُجدت لتلبية الكثير من الحاجات، ولأنها تُعطي مظهراً جميلاً للمدينة، وتعكس حضارتها ورقيّها، وهي أماكن للترويح عن النفس والتقوّي من أجل الاستمرار في العمل والعبادة والحياة.


الاهتمام بالمرافق الصحية للمدارس الشعبية

الاهتمام بالمرافق الصحية في المدارس الشعبية مهم جداً، فهو يؤثر على صحة الطلاب، والاهتمام بهذا الجانب يؤثر على عملية التعليم أيضاً، وربما هو من الأمور المُهملة التي لا ينتبه لها الناس، إلا أن انعكاسه وتأثيره على المجتمع ليس بالأمر الهيّن، وعلى فاعلين الخير التوجّه إلى هذا الأمر، وفعل الأنفع والأصلح للمجتمع.

المراجع

  1. عبد الله بن ناصر بن عبد الله السدحان، فضل كفالة اليتيم، صفحة 11-13. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:36
  3. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2636، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:5304، صحيح.
  5. عبد الله بن ناصر بن عبد الله السدحان، فضل كفالة اليتيم، صفحة 18.
  6. رواه السخاوي، في الأجوبة العلية، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:84، صحيح.
  7. "فضل كفالة اليتيم"، إسلام ويب، 5/6/2000، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022. بتصرّف.
  8. خالد الدرويش، أفكار عملية تملأ بها حياتك اليومية، صفحة 31.
  9. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:474، أخرجه في صحيحه.
  10. راشد العبد الكريم، كتاب الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 371. بتصرّف.
7634 مشاهدة
للأعلى للسفل
×