أقسام السنة النبوية
السنة النبوية: هي كُل ما أُضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفة خَلْقِية أو خُلُقية، وفيما يأتي بيان أقسام السنّة النبوية:
السنة القولية
- تعريف
هي أقوال النبي -صللاى الله عليه وسلم- التي قالها في أماكن وأوقات مختلفة ولأغراض شتَّى.[١]
- حجيتها
هي مصدر من مصادر التشريع، ويجب العمل بها إذا كان يُقصد بها بيان الأحكام الشرعية أو تشريعها، أما إذا كانت أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمور دنيوية لا علاقة لها بالتشريع، ولا تختص به، مثل: تأبير النخل؛ فهي هُنا ليست مصدراً من مصادر التشريع، ولا يجب العمل بها.[١]
وحجية السنة القولية أقوى من حجية السنة الفعلية والتقريرية، وهذا الأمر يفيدنا إذا رأينا تعارضاً ظاهرياً لقول من أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- مع فعله، ولم نستطع الجمع بينهما.[٢]
- أمثلة عليها
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).[٣]
السنة الفعلية
- تعريفها
أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- التي أراد بها بيان الأحكام الشرعية وتبليغها عن الله -سبحانه وتعالى-، مثل: أداء شعائر الحج.[٤]
- أقسامها وحكم الاقتداء بها: ليست كل أفعال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشريعاً يجب علينا الالتزام بها، بل هي تختلف حسب وصفها، وتنقسم إلى ما يأتي:[٤]
- القسم الأول: أفعال تصدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمقتضى طبيعته البشرية، مثل: أكله وشربه ونومه، كحبّه أكل الثريد وذراع الشاة، فلا يجب على الأُمّة أن تقتدي به في هذه الأمور إذا لم يقصد بها التشريع؛ لأن مصدرها إنسانيته -صلى الله عليه وسلم- وليست رسالته، لكن فعل هذه الأمور حسن وجميل لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعلها.
- القسم الثاني: أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- بمقتضى خبرته وتجاربه في الشؤون الدنيوية؛ مثل تنظيمه للجيوش، وإدارته المعارك، وتجارته، فهذه أيضاً ليست من التشريع، وهذا مثل نزوله -صلى الله عليه وسلم- في مكان ما في غزوة بدر، فأشار عليه أحد صحابته بتغيير المكان لمكان أفضل؛ فغيَّره -صلى الله عليه وسلم-، فلو كان وحياً ما غيره -صلى الله عليه وسلم-.
- القسم الثالث: أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- الخاصة به؛ كزواجه بأكثر من أربع، وصيامه أياماً صياماً متواصلاً بدون إفطار بينهما، وهذه لا يجوز لأحد أن يقتدي فيها بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن هذه الأفعال خاصة به.
- القسم الرابع: أفعال تصدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لبيان الأحكام الشرعية والتبليغ عن الله -تعالى-، فهذه يجب الالتزام بها، وهذه مثل: أدائه للصلاة والحج.
السنة التقريرية
- تعريفها
هو ما صدر عن صحابي أو أكثر من أقوالٍ أو أفعالٍ عَلِم بها رسول الله -عليه الصلاة السلام- فسكت عنها ولم ينكرها، أو وافقها وأظهر استحسانه لها.[٥]
- أمثلة عليها: من الأمثلة على السنّة التقريرة ما يأتي:
- أكل الصحابة الضب أمام النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسكت ولم ينكر عليهم ذلك.
- إقراره -صلى الله عليه وسلم- للصحابي عمرو بن العاص الذي صلّى بالقوم في غزوة ذات السلاسل بعد أن تطهّر من الجنابة بالتيمّم بسبب عذرٍ؛ وهو شدة البرد.[٥]
المراجع
- ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، كتاب أصول الدعوة، صفحة 254. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، كتاب تيسير أصول الفقه للمبتدئين، صفحة 8- 11. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
- ^ أ ب عبد الوهاب خلاف، كتاب علم أصول الفقه، صفحة 43-44. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 20-236.