أقسام الصفة في اللغة العربية

كتابة:
أقسام الصفة في اللغة العربية

التوابع في اللغة العربية

إنّ الصفة والموصوف لفظان مترابطان متلازمان في اللغة العربية، ومن البدهي أن يكونا متلازمين مترابطين وذلك لأنهما أحد أنواع التوابع في اللغة العربية، وفي تعريف التوابع يقال إنها أسماء تتبع ما قبلها في الإعراب؛ أي إنها تشابه الكلمة التي قبلها في الرفع أو النصب أو الجر، وهذا هو سبب تسميتها بالتوابع، والصفة هي أحد التوابع، أما بقية التوابع في اللغة العربية فهي العطف، والبدل، والتوكيد، وإنّ الاسم الذي يسبق التابع يطلق عليه علماء النحو الاسم المتبوع، وفي الصفة والموصوف تفاصيل كثيرة تتعلق بمطابقة الصفة للموصوف في أمور عدة، وأقسام الصفة في اللغة العربية، وأبرز أحكام الصفة التي اتفق عليها علماء النحو، وهذا ما سيتضح في فقر هذا المقال.[١]

تعريف الصفة

إنّ الحديث عن أي معلومة أو قاعدة أو بحث في علم النحو لا بد أن يبدأ أولًا بتعريف هذا البحث أو المفهوم؛ إذ إن التعريف هو الباب الرئيس الذي منه يمكن الولوج إلى تفاصيل أي بحث، وفي الصفة وقبل الحديث عن أقسام الصفة في اللغة العربية وأحكامها وشواهدها، لا بد من إظهار تعريفها كما نصّ عليه علماء النحو في كتبهم مراجعهم، وفي تعريف الصفة ورد الكثير من الكلام، ولكن كله يتفق في أمر مهم وهو أنها اسم يتبع ما قبله.[٢]

وهذا الاسم؛ أي الصفة، يُذكر في الجملة ليبين صفة ما قبله، ويحددها، ولا بد أن يكون تابعًا للاسم الذي قبله في الإعراب، ومما لا يخفى على أحد أن الاسم الذي يسبق الصفة يسمى موصوفًا، والبعض يطلق عليها اسم النعت والاسم الذي قبلها منعوتًا، وبعض العلماء يرى أنه ثمة فوارق بين النعت والصفة، والبعض يرى أنها مترادفات لا خلاف في التسمية بأي منها.[٢]

أقسام الصفة في اللغة العربية

إنّ الصفة في اللغة العربية لها أقسام، وهذه الأقسام متعددة، منها ما يتعلق بأصل الصفة من ناحية الاشتقاق، ومنها ما يتعلق بعلاقتها بالموصوف، وفي هذ الفقرة ستُعرض أقسام الصفة في اللغة العربية من ناحية علاقتها بالمتبوع الذي قبلها، وهي على قسمين، أو نوعين:[٣]

  • الصفة أو النعت الحقيقي: ومما يرد في تعريفه أنع تابع يبين صفة الاسم المتبوع قبله؛ أي الموصوف، وهو يعود على الموصوف مباشرة، ولذلك سُمي بالصفة أو النعت الحقيقي، مثل قولهم "جاء الطفلُ الصغيرُ" فالصغيرُ نعت حقيقي للطفل.
  • الصفة أو النعت السببي: هو القسم الثاني من أقسام الصفة في اللغة العربية وهو المتمم للمتبوع قبله، ولكن لا يبين صفة المتبوع بل يبين صفة شيء يتعلق بالمتبوع، ولذلك سمي سببيًا؛ لأنه يبين صفة شيء له سبب بالمتبوع، مثل قولهم "جاء الطفلُ المخلصُ أبوه" فالإخلاص هو نعت للأب، وليس للطفل، ولذلك سمي سببيًا لأنه متعلق بسبب المنعوت لا المنعوت نفسه.

أحكام الصفة في اللغة العربية

بناء على ما ورد من تفريق بين قسمين من أقسام الصفة في اللغة العربية، لا بُدّ أن تختلف الأحكام المتعلقة بالصفة بناء على اختلاف هذه الأقسام، فالوصف أو النعت الحقيقي، له أحكام تختلف عن أحكام الوصف أو النعت السببي، ولا سيما فيما يتعلق بتبعيته للاسم الموصوف أو المتبوع، وهذه الأحكام هي:[٤]

  • النعت الحقيقي: من المعروف عند الحديث عن الصفة وللموصوف أنه لا بد من التطابق بينهما، وبعد أن تبينت أقسام الصفة في اللغة العربية لا بد من توضيح أحكام كل قسم على حدة، والنعت الحقيقي لا بد أن يكون مطابقًا لمنعوته أي المتبوع قبله في علامة الإعراب، والتذكير أو التأنيث، والإفراد أو التثنية أو الجمع، التعريف أو التنكير.
  • النعت السببي: في النعت السببي تختلف أحكام المطابقة عما ورد في النعت الحقيقي، فمن المفروض أن يوافق النعت منعوته في أمرين فقط، هما علامة الإعراب، والتعريف أو التنكير، وهذا يدل على أن النعت السببي تابع لما قبله في اللفظ فقط، أما في المعنى فهو نعت للاسم الذي بعده.

أمثلة على الصفة

إنّ الأمثلة والشواهد على أقسام الصفة في اللغة العربية كثيرة ومتعددة، وفي نهاية المقال ستعرض الأمثلة والشواهد لكل من النوعين مع تفصيل كل منها وتوضيح الفرق بين النوعين من ناحية مطابقته للمنعوت، سواء كان حقيقيًا أم سببيًا، وهذه الشواهد تتنوع بين الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والأبيات الشعرية، ومنها:

  • قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[٥] كلمة الفاسقين نعت أو صفة لكلمة القوم، وهو نعت حقيقي وذلك لأنه يصف المتبوع قبله، وهو مطابق له في علامة الإعراب، والتعريف، والجمع، والتذكير.
  • قوله تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ۚ ذَٰلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ}W[٦] كلمة يسير نعت حقيقي، وذلك لأنها تصف المتبوع قبلها، وهو حشر، والصفة طابقت الموصوف في علامة الإعراب، والتذكير، والتنكير، والإفراد.
  • قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}[٧] الظلمِ هي نعت سببي؛ وذلك لأنها من حيث اللفظ هي نعت للقرية، أما في المعنى فهي نعت لما هو سبب للقرية وهو كلمة أهلُها، وقد طابقت الصفة الموصوف في التعريف، وعلامة الإعراب، وهذا ما يوافق أحكام النعت السببي.
  • قول علي بن أبي طالب:[٨]

لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا

إن الجمال جمال العلم والأدب

الصفة هنا وقعت جملة فعلية وهو جملة "تزيننا" وهو نعت لكلمة أثواب، وتقديره "أثواب مزينة" فهو مطابق لما قبله، وفق أحكام النعت الحقيقي.

المراجع

  1. "تابع (عربية)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "نعت"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019. بتصرّف.
  3. "إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 19"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019. بتصرّف.
  4. "النعت السببي والحقيقي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة المنافقون، آية: 6.
  6. سورة ق، آية: 44.
  7. سورة النساء، آية: 75.
  8. "ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019.
5724 مشاهدة
للأعلى للسفل
×