محتويات
أقوال عمر بن عبد العزيز
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، وهو أحد الخلفاء الأمويّين، وُلد في المدينة المنورة، واشتُهر بعدله وزهده، وكان يحرص على طلب العلم،[١] وله العديد من الأقوال المشهورة بين الناس، والمذكورة في كتب العلماء، وفي المقال الآتي ذكر أبرز أقواله:
أقواله في الموت والاستعداد للآخرة
امتلأت الكتب بأقوال عمر بن عبد العزيز ونصائحه -رحمه الله- وعظاته، ومن ذلك حديثه عن الموت والاستعداد للقاء الله، وفيما يأتي ذكر أهم أقواله في ذلك:
- قال -رحمه الله- في جنازة عن أهل القبور: إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم.
- سل غنيهم: ما بقي من غناه؟ وسل فقيرهم: ما بقي من فقره؟ واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرنه وسلهم عن الجلود الرقيقة والوجوه الحسنة والأجساد الناعمة ما صنع بها الديدان تحت الأكفان وأكلت اللحان وعفرت الوجوه ومحت المحاسن وكسرت الفقاره وبانت الأعضاء ومزقت الأشلاء.
- أين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ وكأنهم ما وطئوا فراشا ولا وضعوا هنا متكا ولا غرسوا شجرا ولا أنزلوهم من اللحد قرارا أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟
- قد حيل بينهم وبين العمل وفارقوا الأحبة وكم من ناعم وناعمة أضحوا ووجوههم بالية وأجسادهم من أعناقهم بائنة أوصالهم ممزقة وقد سالت الحدق على الوجنات وامتلأت الأفواه دما وصديدا ودبت دواب الأرض في أجسادهم ففرقت أعضاءهم ثم لم يلبثوا إلا يسيرا حتى عادت العظام وميما.
- يا ساكن القبر غدا ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمارك الينعة؟ وأين رقاق ثيابك؟ وأين طيبك ونحورك؟ وأين كسوتك لصيفك لشتائك؟
- إنكَ إن استشعرتَ ذكرَ الموتِ في ليلِكَ أو نهارِكَ؛ بغَّضَ إليكَ كلَّ فانٍ وحبَّبَ إليكَ كلَّ باقٍ.
- أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى، وإن لكم معادا يحكم الله بينكم فيه، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السماوات والأرض.
- اعلموا أن الأمان غدا لمن يخاف اليوم وباع قليلا بكثير وفانيا بباق.
أقواله في الخوف من الله
من أقوال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في الخوف من الله -تعالى- ما يأتي:
- قيل لعمر بن عبد العزيز: ما كان بدء إنابتك؟ قال: أردت ضرب غلام لي، فقال لي: اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة.
- قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أميناً لا تغتال، وحرساً إذا صلّيت لا تغتال، وتنحّ عن الطّاعون، قال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.
- من خاف الله أخاف الله منه كلّ شيء، ومن لم يخف الله خاف من كلّ شيء.
أقواله في التقوى والتقرب إلى الله
من أقواله -رحمه الله- في التقوى والتقرب إلى الله ما يأتي:
- ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير.
- قال له رجل أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله وإيثاره تخف عنك المؤونة، وتحسن لك من الله المعونة.
- من تعبَّد بغير علمٍ كان ما يُفسدُ أكثر مما يصلحُ، ومن عدَّ كلامهُ من عمله قلَّ كلامُهُ إلا فيما يعنيهِ، ومن جعلَ دينهُ غرضًا للخصومات أكثر تنقلهُ.
- اجتنبوا الاشتغال عند حضرة الصلاة، فمن أضاعها فهو لما سواها من شعائر الإسلام أشد تضييعا.
بكائه وكلامه عندما ولي أمر الأمة
قالت زوجته فاطمة: دخلت يومًا عليه وهو جالس في مصلاه واضعًا يده على خده ودموعه تسيل على خديه، فقلت: ما لك؟ فقال: ويحك يا فاطمة، إني قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور.
والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي -عز وجل- سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي، فبكيت.
نصائحه للولاة وأصحاب المناصب
كان عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كثيراً ما ينصح الولاء وأصحاب الولاة والأعمال، ومن نصائحه ما يأتي:
- لا ينبغي للرجل أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال: يكون عالما قبل أن يستعمل، مستشيرا لأهل العلم، ملقيا للرثّع، منصفا للخصم، محتملا للأئمة.
- أي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو دميم.
- كتب بعض العمال إلى عمر بن عبد العزيز يستأذنه فى مرمّة مدينته -أي سور يحصّنها-، فوقّع عمر أسفل كتابه: ابنها بالعدل، ونقّ طرقها من الظلم.
أقواله عن الرحمة بالخلق
من أقواله -رحمه الله- في الرحمة ما يأتي:
- إذا عدت المرضى فلا تنع إليهم الموتى.
- انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
- من أراد أن يَصحبَنا فلْيَصحبْنا بِخمسٍ: يُوصل إلينا حاجة مَن لا تصل إلينا حاجته، ويدلّنا على العدل إلى مالا نَهتدي إليه، ويكون عوناً لنا على الحق، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس، ولا يغتاب عندنا أحدا.
أقوال أخرى متنوّعة
هناك أقوال أخرى متنوّعة لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله-، ومنها ما يأتي:
- قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع.
- القلوبُ أوعيةٌ للأسْرارِ، والشِّفاهُ أقفالها والألسنُ مفاتيحُها، فلْيَحْفظ كلُّ امْرئٍ مِفتاحَ سِرِّه.
- لا تقطع قريباً وإن كفر، ولا تأمن عدواً وإن شكر.
- إِنَّ النَّاسَ لَوْ كَانُوا إِذَا كَبِرَ عَلَيْهِمْ أَمْرٌ تَرَكُوهُ مَا قَامَ دِينٌ وَلَا دُنْيَا.
- ما قرن شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة.
- لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
- ما أنعم اللهُ على عبدٍ نعمةً، فانتزعَها منه، فعاضه مكانها الصبر، إلاَّ كان ما عوَّضه خيراً مما انتزعهُ.
- أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس.
- لا تودن عاقا، كيف يودك وقد عق أباه؟! وكذا قاطع الرحم.
- ما وجدت في إمارتي هذه شيئا ألذ من حق وافق هوى.
- قيدوا نعم آلله بشكر الله.
- إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.
- إن نفسي تواقة، وإنها لم تُعط من الدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أُعطيَت ما لا أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل منه -يعني الجنة-.
- دخل جرير بن عثمان الرحبي مع أبيه على عمر بن عبد العزيز، فسأله عمر عن حال ابنه، ثم قال له: علمه الفقه الأكبر، قال: وما الفقه الأكبر؟ قال: القناعة وكف الأذى.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1998)، موجز دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة 1)، الإمارات :مركز الشارقة للإبداع الفكري، صفحة 7502، جزء 24. بتصرّف.