محتويات
غدر الزمان
ما أصعب غدر الزمان فإنّه يحرق قلب الإنسان، ويجعله غير قادر على تصديق أيّ أحد من الذين حوله، فالزمان إذا غدر بالإنسان قد يتخلى عن أصحابه وأحبته، وقد يتعلم من تلك التجربة الكثير، كما أحضرنا لكم باقة من أقوال وحكم عن غدر الزمان قد تعبّر عن هذه الحالة.
أقوال وحكم عن غدر الزمان
- أكثر الناس لؤماً هو ذلك الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده، وهو من يغدر بك وأنت بحاجته.
- الحب الصادق كالقمر عندما يكون بدرًا والكسوف هو نهايته عندما يلاقي غدراً من زمانه.
- إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك.. وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلًا.. فلا تبحث عن آخر أطفأه، وإذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة.. فلا تسعَ لمن غرس في قلبك سهمًا ومضى.
- لا تيأس إذا تعثرت أقدامك، وسقطت بسبب غدر زمانك.. فسوف تخرج من ذلك الامتحان وأنت أكثر تماسكًا وقوة، والله مع الصابرين.
- قاطعت أفكاري وهربت مني حروفي، ما أعرفه أن زماني قد غدر بي، ويجبرني على تجرع الحزن كلما تذكرت تلك اللحظات، فتأسرني وتقذف بي في بحر عميق لا ساحل له.
أبيات شعرية عن غدر الزمان
قصيدة لا تأمنن غدر الزمان العادي
قصيدة لا تأمنن غدر الزَّمان العادي للشاعر إبراهيم أطيمش، اسمه إبراهيم بن الشيخ مهدي القرشي الشهير بأطيمش، وهو شاعر عراقي ولد عام 1875م في الشطرة، وقد تعلم في بلدة الشطرة القرآن الكريم وحفظ الشعر، ومن بعد ذلك انتقل إلى النجف في العراق وتلقى تعليمه على يد كبار من الشيوخ أمثال: عبد الكريم الجزائري، وجواد البلاغي، وقد توفي في النجف عام 1941م.
لا تأمنن غدر الزَّمان العادي من
- بعد نازلةٍ بخير عماد
هيهات أن يصفو الزمان وخلقه
- سقم الكرام وصحة الأوغاد
وإذا صفا لذوي المكارم صبحه
- أمسى فرنق صفوه لنكاد
عادي الكرام من الأنام كأنه
- والحتف قد كانا على ميعاد
شلت يد الدهر الخؤون فإنها
- ذهبت من العلياء بالأمجاد
بمحمد أودى الردى فكأنما
- أودى الوجود بمقلة الإيجاد
وانجاب عن أفق الهداية بدرها ال
- موفي السنا فخبا ضياء النادي
لا الروض والماء المعين خلافه
- عذباً إلى الرواد والوراد
كلا ولا عين الهدى من بعده
- عن سهدها اكتحلت بميل رقاد
أسفاً على علم الإمامة والتقى
- يسري الذبول لقده المياد
نفذت سهام الدهر فيه وليتها
- من قبل معطفه أحس فؤادي
يا ناعي الشرع الشريف ومعدن الد
- دين الحنيف ومقصد الوقاد
أوحشت ربع العلم حتى لم يكن
- من رائح فيه ولا من غاد
ونعيت للأفق الرفيع كواكب الش
- شرف المنيع وكل بدر هادي
وقرت سمع المكرمات بنعي من
- أضحى لبيت المجد خير سناد
يا من به إبل الرجاء تناقلت في
- هذهب الأوهام والأنجاد
أربع على ضلع فقد ذهب الردى
- من آمريه ببغية المرتاد
من بعده لولا الندى لبقي الرجا
- كرماً وينقع من غليل الصاد
فهو الذي كانت مواهب فضله
- للناس كلأطوق في الأجياد
لمعت بأفق الفضل غر صفاته
- شهباً لها الجوزا من الحساد
فيه تزينت المنابر واغتدت
- من قبله مخضرة الأعواد
وتدفقاً من علمه ونواله
- بحران للطلاب والوفاد
ما انفك ما بين البرية مفرداً
- سام على الأشباه والأنداد
يحكي النسيم بخلقه لكنه
- بالحلم كالجبل المنيف العادي
قد ساد بالتقوى العباد وإنه
- زين العباد وزينة العباد
إن كان جيد الدهر أضحى عاطلاً
- حلاه من كفيه بالأرقاد
أودى من العليا فما سلك الورى
- من بعد غيبته سبيل رشاد
ومضى نقي العرض غير مدنس
- حسن الخلائق طيب الأبراد
يا بدر أوج العلم عن أفق العلى
- كيف انتقلت لدارة الألحاد
ورمت سنا علياك وهو مشعشع
- كف المنايا السود بالإخماد
فعليك يا زاكي النقيبة لم أزل
- دون الورى أرقاً حليف سهاد
أنى وددت بأن يكون على الثرى
- من دون شخصك مضجعي ومهادي
صاب شربت به المنية قد غدا
- مستعذب الإصدار والإبراد
يا منقذ الأحكام بعدك لم يكن
- في الناس للأحكام من نقاد
ما خص فادحك الغري وإنما
- سارت نوادبه بكل بلاد
أبكي إلى المحراب بعدك يكتسي
- من بعد زهرته ثياب حداد
يا ميتاً أحيى تقاه وعلمه
- علم الأثمة في تقي السجاد
قصيدة غدر الزمان وليته لم يغدر
قصيدة غدرَ الزمان وليته لم يغدر للشاعر عبد الصمد بن المعذل، اسمه عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم العبدي القيسي أبو القاسم، وهو شاعر فحل من شعراء العصر العباسي ولد عام 240 هجرياً في البصرة، وقد اشتهر الشاعر عبد الصمد بن المعذل بشعر الهجاء، وكان دائماً شديد المعارضة.
غدرَ الزمان وليته لم يغدر
- وحدا بشهر الصوم فطر المفطرِ
وثوتِ بقلبك يا محمد لوعة
- تمرى بوادرَ دمعك المتحدرِ
وتقسمتك صبابتان لبينه
- أسفُ المشوق وخلة المتفكرِ
فاستبقِ عينك واحش قلبكَ ياسَهُ
- واقرا السلام على خوان المنذرِ
سقياً لدهرك إذ تروح يومه
- والشمس في علياء لم تتهورِ
حتى تنيخ بكلكل متزاور
- وتمد بعلوما قموص الحنجرِ
وترود منك على الخوان أنامل
- تدع الخوان سراب فاع مقفرِ
ويحَ الصحاف من ابن فراش إذا
- أنحى عليها كالهِزَبْرِ الهَيْصَرِ
ذو دُرْبة ٍ طَبّ إذا لمعت له
- بشر الخوان بدا بحلِّ المئزرِ
ود ابن فراش وفراش معا
- لو أن شهر الصوم مدة أشهرِ
يزري على الإسلام قلة صبره
- وتراه يحمد عدة المتنصرِ
لا تهلكن على الصيام صبابة ً
- سيعود شهركَ قابلاً فاستبشرِ
لا درَّ درك يا محمد من فتى ً
- شَيْنِ المغيب وغير زَيْنِ المحضرِ
خواطر عن غدر الزمان
الخاطرة الأولى:
إننا أحيانًا قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءًا منا ونصير جزءًا منه.. وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان، ويفقد القدرة على أن يرى غيرها، ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أنّ اللون الأسود جميل.. ولكن الأبيض أجمل منه، وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال، ولكن لون السماء أصفى في زرقته.. فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة.. وابحث عن الوفاء ولو كان متعبًا وشاقًا، وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيدة.. ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها، ولا تبقى أسيراً لحزنك بسبب غدر الزمان، تأقلم مع ما عشت وامضي للأمام.
الخاطرة الثانية:
مهما اشتد ظلام غدر الزمان بك فشمعة واحدة كفيلة بأن تبدد كل هذا الظلام.. ومهما طال الليل فدقيقة واحدة من الفجر كفيلة بأن تنسيك كل هذا الليل.. ومهما طال الحر والجفاء فرشفة من ماء بئر عذب كفيلة بأن تنسيك ما كان فيك من عطش.. وإن ظللت تسير في طريق مليء بالشوك والجفاء والحرارة إذا رأيت واحة مليئة بالورود سوف تنسيك الأشواك، وإن رأيت بحيرة ماء سوف تنسيك ما كان من جفاء، وإن جلست تحت ظل شجرة سوف تنسيك ما كان من حرارة.
رسائل عن غدر الزمان
الرسالة الأولى:
من يحتمل هذه الدنيا؟..
من يحتمل غطرسة المتكبرين والطغاة؟..
من يتحمل آلام الحب المخذول والانتظار الطويل؟..
من يتحمل استحالة العدل وهزيمة الرقة أمام الوحشية؟..
من يتحمل غدر الزمان وكل هذا الظلم؟..
من يحتمل هذه الدنيا؟
الرسالة الثانية:
لا تسألني عن الخيانة وغدر الزمان..
فأنا لا أعتقد أن هناك كلمات قادرة على وصفها..
إذا كنت تحب بصدق فتوكل على الله ولا تفقد الأمل..
وأما إذا كنت كاذبًا فارحل..