أكثر ما يدخل الناس الجنة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سُئِلَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ قَالَ: تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ)،[١] وقد قال ابن القيّم عن سبب جمع الحديث للتقوى وحسن الخلق: "جمع بينهما لأنَّ تقوى الله تصلِح ما بين العبد وبين ربِّه، وحسن الخلق يصلِح ما بينه وبين خلقه"،[٢] وبذلك يفوز المسلم بالجنَّة.
تقوى الله
التقوى اصطلاحاً: هي "أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربِّه من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً من ذلك، وهو فعل الطاعات واجتناب المعاصي".[٣] ومن فضائل تقوى الله ما يأتي:[٤]
- جعل الله -عزَّ وجل- التقوى طريقاً للجنّة
قال -تعالى-: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ).[٥]
- بالتقوى يرث المتقون الجنّة
قال -تعالى-: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا).[٦]
- بالتقوى ينال المتقون نِعْم الدرجات
قال الله -تعالى-: (وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).[٧]
- يُؤتي الله المتقين ما يشاؤون
قال -تعالى-: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي الله الْمُتَّقِينَ).[٨]
- هذا وهناك الكثير من الآيات الكريمة التي ذكر فيها الله -عزَّ وجلَّ- جزاء المتقين بدخول الجنةّ والبعد عن النيران.
حسن الخلق
معنى حسن الخلق اصطلاحاً كما قال القزوينيّ- رحمه الله-: "سلامة النّفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال، وقد يكون ذلك متعلّق في ذات الله -تعالى-، وقد يكون فيما بين الناس".[٩] وقد تكفّل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن حَسُنَ خلقه ببيتٍ في الجنة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحقّاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه)،[١٠] وبحسن الخلق يُحرَّم صاحبه عن النار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم عليه النار؟ على كُلِّ قريب هيّن سهل).[١١][١٢]
أسباب دخول الجنة
يجدر بالذكر أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- جعل سبب دخول الجنّة برحمته لا بأعمالنا، وهذا من كمال عدله ورحمته، لكنّ تفاضل درجات الجنَّة يكون بأعمالنا، وقد جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قاربوا وسدِّدوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: يا رسول الله، ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل).[١٣][١٤]
وقد جعل الله -تعالى- الإيمان به وبرسوله وكذلك الجهاد بأنواعه؛ بالمال والنفس في سبيله أسباباً لدخول جنته، والنجاة من النار، فقال -جلّ وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٥][١٦]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1615.
- ↑ ابن علان، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، نور التقوى و ظلمات المعاصي في ضوء الكتاب و السنة، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، نور التقوى و ظلمات المعاصي في ضوء الكتاب و السنة، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:15
- ↑ سورة مريم، آية:63
- ↑ سورة النحل، آية:30
- ↑ سورة النحل، آية:31
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 570. بتصرّف.
- ↑ رواه الالباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:273، حسن لغيره.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن ابن مسعود، الصفحة أو الرقم:2488.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب و السنة، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2816، صحيح.
- ↑ عبدالرحمن بن وهف القحطاني، الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ سورة الصف، آية:10
- ↑ عبدالرحمن بن وهف القحطاني، الجنة و النار من الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 125. بتصرّف.