ألفاظ المدح والذم

كتابة:
ألفاظ المدح والذم

ألفاظ المدح والذم

تحتوي اللغة العربية على العديد من الألفاظ التي تدلّ في معناها على المدح عند الإعجاب بشي ما واستحسانه، أو تدلّ على الذم عند احتقار شيء غير مُستحسن أو غير مُحبب للمُتكلم،[١] وهذه الألفاظ هي كالآتي:[٢]

  • نِعْمَ وبِئسَ.
  • حبذا ولا حبذا.
  • ساء.
  • الفعل الذي على وزن "فَعُل".


لفظا المدح والذم "نِعْمَ وبِئْسَ"

يأتي الفعل "نِعْمَ" لغرض المدح، بينما يأتي الفعل" بِئْس" لغرض الذم، ومن أحكام هذين الفعلين ما يأتي:

  • يعتبر الفعل "نعم" و"بئس" فعل ماضٍ جامد، بمعنى لا يُصاغ فعل الأمر والمضارع منهما بل تلزم صيغة الفعل الماضي ويبنيان على الفتح.[٣]
  • يتصل هذان الفعلان بتاء التأنيث الساكنة، وذلك كما في قولنا "نعمت المرأة - بئست العاصية"، ودخول التاء الساكنة لا يحصل في أفعال المدح والذم الأخرى.[٣]
  • يكون الفاعل هنا؛ إمّا معرّفا بأل أو نكرة مضافة أو الاسم الموصول ما، وذلك نحو: "نَعْمَ الرجلُ - بئسِ عدونا - نِعْمَ ما تصنع".[٤]
  • يعرب الفعلان "نِعْمَ وبئس" مع فاعلهما في محل رفع خبر مقدم.[٥]


لفظا المدح والذم "حبَّ أو لا حبّ"

يُستخدم اللفظ "حبّ" في المدح إذا كان مُثبتاً غير منفي، وعندما يستعمل للذم يُسبق اللفظ بحرف النفي "لا"، ومن أحكام هذا اللفظ ما يأتي:[٦]

  • يكثر اتصال هذا اللفظ باسم الإشارة "ذا" فيكون فاعلاً له، فإذا كان اللفظ مثبتاً أقول" حَبَّذا"، بينما إذا كان اللفظ منفياً فيقال "لا حبذا".
  • يُعرب هذا اللفظ مع فاعله في محل رفع خبر مُقدم تماماً كالأفعال السابقة.


لفظ الذم "ساء"

يأتي اللفظ "ساء" في الجملة ليدلّ على الذم، فوظيفته هي كوظيفة الفعل"بِئْس"، فيأتي هذا اللفظ ماضياً جامداً مبنياً على الفتح، وقد يكون فاعله معرفاً بأل كما في"ساء العملُ السرقة، أو يُحذف فاعله ويأتي تمييزه عوضاً عنه كما في "ساء عملاً السرقة".[٧]


ألفاظ المدح والذم من الفعل الثلاثي الذي وزنه "فَعُلَ"

يُمكن أن يأتي الفعل الثلاثي على وزن (فَعُل) كما في الأفعال "حَسُن - خَبُث - صَلُح"، فتأخذ هذه الأفعال نفس أحكام ألفاظ المدح والذم من حيث كونها أفعالًا جامدة وما بعدها يكون فاعلاً لها.[٨]


أمثلة على ألفاظ المدح والذم

من الأمثلة على ألفاظ المدح والذم ما يأتي:

  • قال الله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}.[٩]
  • قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.[١٠]
  • حبَّذا الكرم عند العرب.
  • لا حبذا النفاق.
  • ساء الطالب الكسول أو ساء طالباً الكسول.
  • حَسُنَ الصديق سعد.
  • خَبُث العدو الشيطان.
  • قال الله تعالى: {أُولئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.[١١]
  • قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.[١٢]


المراجع

  1. عاطف محيسن ، دروس في اللغة العربية، صفحة 80. بتصرّف.
  2. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 310-316. بتصرّف.
  3. ^ أ ب كمال الدين النحوي ، أسرار العربية، صفحة 90. بتصرّف.
  4. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 311-312. بتصرّف.
  5. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 310. بتصرّف.
  6. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 314-315. بتصرّف.
  7. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 313-314. بتصرّف.
  8. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 316. بتصرّف.
  9. سورة النحل ، آية:30
  10. سورة التحريم ، آية:9
  11. سورة آل عمران ، آية:136
  12. سورة الحجرات ، آية:11
3704 مشاهدة
للأعلى للسفل
×