ألم الثدي وعلاقته بتكيس المبايض

كتابة:
ألم الثدي وعلاقته بتكيس المبايض

ما هو تكيس المبايض؟

تتراوح نسبة إصابة النساء بمُتلازمة المبيض مُتعدّد الجُريبات أو ما يُعرف بتكيّس المبايض (Polycystic ovary syndrome PCOS) ما بين 2.2-22.7%، للفئة العُمريّة ما بين 15-44 عامًا، وباعتباره السنّ الذي تتوقّع فيه النساء للحمل والإنجاب فقد تُواجه المُصابات بهذا المرض صعوبة في ذلك؛ نظرًا لاضطراب عددٍ من الهرمونات في أجسامهنّ، الناجم عن اختلال عملية الإباضة، واضطراب مواعيد الدورة الشهريّة؛ لارتفاع نسبة هرمون الأندروجين الذكوريّ، لينتج عن ذلك عدّة علامات وأعراض تُعاني منها المُصابات، فهل يعد الشعور بألمٍ في الثدي من أعراض تكيس المبايض؟ وهل يُمكن أن يكون ألم الثدي خطرًا أكبر ممّا يبدو عليه؟هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال.[١]


هل ألم الثدي من أعراض تكيس المبايض؟

في كثير من الأحيان قد لا تُلاحظ النساء وجود أيّ أعراض أو علامات واضحة تُشير لإصابتها بتكيّس المبايض، وبعضهنّ يكتشفن ذلك فقط عند مواجهة صعوبة في الحمل والإنجاب، وحتّى عند ظهورها فلا تتضمّن الأعراض الأكثر شيوعًا ألمًا في الثدي،[١] ولكن في بعض الحالات الأقلّ انتشارًا قد تُلاحظ بعض المُصابات وجود كُتل تحت الثدي تتسبّب بالألم والحكّة فيه، بما يُعرَف بالتهاب الغُدد العرقيّة القيحيّ (Hidradenitis suppurativa)، وتستمرّ هذه الكتل لعدّة أيام أو أشهر، وقد تتّسع لتنتشر في أماكن أُخرى؛ مثل ظهورها تحت الإبط، أو ما بين الفخذين، أو خلف الأذنين، أو ما بين أسفل البطن وأعلى الفخذ، بالقرب من الغدد العرقيّة، وحتى الآن لم يتم تحديد سبب حدوث الالتهاب بالضبط، كما أنّه لا يوجد علاج يشفي بشكل تام من هذا المرض، ومُعظم الخيارات العلاجيّة المتوفرة تهدف للتخفيف من أعراضه أو تمنع تفاقمها لدى المُصابين.[٢][٣]

ومن ناحية أُخرى؛ فقد تشعر المُصابة بألم الثدي لسببٍ غير مُباشر، إذ لا يكون الألم نتيجة إصابتها بتكيّس المبايض، وإنّما لحدوث أحد مُضاعفاته الناجمة عن اختلال الهرمونات في جسمها، مثلما يحدث في حال الإصابة بمرض الثدي الكيسيّ الليفيّ (Fibrocystic breast disease)، الناجم عن اختلال نسبة هرمونيّ الإستروجين والبروجيسترون، ما يتسبّب في ظهور كُتل مُؤلمة في الثدي، تتفاوت في شدّة ألمها ما بين الطفيف إلى الشديد للغاية، بالتزامن مع الشعور بالألم عند لمس الثدي، أو الحكّة في حلمته، ويُعالَج الثدي الكيسيّ الليفيّ بمُضادات الالتهاب وبعض الفيتامينات والأدوية الهرمونيّة، التي تختلف وفق كلّ حالة على حدة.[٤]


ما هي أعراض الإصابة بتكيس المبايض؟

تختلف أعراض الإصابة بتكيّس المبايض ما بين سيّدة وأُخرى، إلا أنّها عادًة ما تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٥][١]


  • النزيف الشديد وقت الدورة الشهريّة، ويرجع ذلك لأنّ بطانة الرحم تدوم لفترة أطول لدى المُصابات، ما يتسبّب بنزف أكبر عند انسلاخها في أيام الدورة الشهريّة.
  • زيادة الوزن، وهو ما يُمكن مُلاحظته لدى 80% من المُصابات بتكيّس المبايض.
  • الصداع، الناجم عن التقلّبات الهرمونيّة المُصاحبة للمرض.
  • الشعور بألم في منطقة الحوض، واضطراب في مواعيد الدورة الشهريّة، الناجم عن اختلال الإباضة لدى المُصابات من النساء، حتّى أنّ بعضهنّ قد لا يتجاوز عدد مرات دورتهم الشهريّة 8 مرّات فقط طيلة السنة.
  • فرط نموّ الشعر على الجسم، بما فيه الوجه، أو الظهر، أو الصدر والبطن.
  • ظهور حبّ الشباب، الناجم عن زيادة الهرمونات الذكريّة لدى المُصابات، مما يجعل الجلد دُهنيًّا أكثر، ويُعرّضه لظهور الحبوب والبثور خصوصًا على الوجه والظهر والصدر.
  • ظهور بُقع غامقة على الجلد، وبالأخصّ في مناطق الثنيات في الجسم؛ مثل المنطقة ما بين أسفل البطن وأعلى الفخذ، والرقبة، وأسفل الثديين.
  • ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثيّة.
  • الشعور بالإعياء والتعب العام، وارتفاع نسبة هرمونات التوتّر، والمُعاناة من القلق والاكتئاب.
  • الإصابة بالسكّري من النوع الثاني.


هل يتحسن ألم الثدي خلال علاج تكيس المبايض؟

بالنسبة لألم الثدي الناجم عن الإصابة بالتهاب الغدد العرقيّة القيحيّ، فعلى الرغم من عدم وجود دواءٍ شافٍ له إلا أنّ العلاجات المُتاحة له تُقلّل بشكلٍ جيّد من شدّة الأعراض، التي تتضمّن ألم الثدي، وتتضمّن هذه العلاجات ما يُعطى عادًة لعلاج تكيّس المبايض نفسه؛ مثل العلاج الهرمونيّ بأقراص منع الحمل، أو بدواء السبيرانولاكتون (Spironolactone)، أو أقراص الريتينويد الفمويّة، أو الميتفورمين، بالتزامن مع نظام غذائيّ صحيٍّ مُناسب، والامتناع عن التدخين.[٣][٢]

أما في حال كان ألم الثدي ناجمًا عن مرض الثدي الكيسيّ الليفيّ فيُوصى حينها بتناول علاجات تكيّس المبايض، التي تتضمّن العلاجات الدوائيّة والتعديلات على نمط الحياة والتغذية، التي تُساعد في التقليل من أعراضه والشفاء منه، والتخلّص من ألم الثدي الناجم عنه.[٤]


متى يمكن أن يكون ألم الثدي مؤشرًا صحيًا خطرًا؟

عادًة ما يكون ألم الثدي مُصاحبًا للعديد من التقلّبات الهرمونيّة التي تمرّ بها الأنثى عند البلوغ، أو عند اقتراب موعد الدورة الشهريّة، أو في سنّ انقطاعالدورة الشهرية عند انقطاع الدورة الشهريّة، أو حتّى عند تغيّر وزنها أو تعرّضها لإصابة ما، وجميع تلك الأمور لا تدعو للقلق ولا تؤثّر على الصحّة، إلا أنّ ألم الثدي قد يُشير لوجود مُشكلة أكثر جديّّة وخطورة، تربطها النساء في كثير من الأحيان بخوفهنّ من سرطان الثدي، ولذا يُوصى بمُراجعة الطبيب في أقرب فُرصة في حال لم يرتبط ألم الثدي بأيّ أسباب واضحة، أو إن تزامن مع واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:[٦]


  • ظهور طفح جلديّ أو تقرّحات على الثدي، أو على الحلمة.
  • تغيّر شكل إحدى الثديين عن الآخر، أو تغيّر حجمه أو مظهره الخارجيّ.
  • الشعور بألم في الحلمة عند لمسها.
  • خروج إفرازات من الحلمة.
  • حلمة الثدي الغائرة للداخل.
  • تجعّد جلد الثدي.
  • تورّم العُقد الليمفاويّة الموجودة تحت الإبط.
  • تورّم إحدى الذراعين.
  • فُقدان الوزن غير المُفسّر.


تنويه: يُوصي الأطباء دائمًا بمُراجعة العيادات والمراكز الصحيّة في حال الشعور بأيّ ألم في الثدي، سواء أكان في إحدى الثديين أم في كلاهما، وخصوصًا إن استمرّ الألم لفترة طويلة وتزامن مع المُعاناة من أعراض أُخرى تُثير القلق للمُصابة؛ لإجراء الفحوصات اللازمة وتشخيص السبب بالضبط، واستبعاد أن يكون السبب إصابتها بسرطان الثدي.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Stephanie Watson (29/3/2019), "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): Symptoms, Causes, and Treatment", healthline, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب Vanessa Ngan, "Polycystic ovary syndrome", dermnetnz, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Hidradenitis Suppurativa", webmd, 2/10/2020, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب "ANOTHER CONCERN FOR WOMEN WITH PCOS: FIBROCYSTIC BREAST DISEASE", fenfuro, 22/3/2017, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  5. Lori Smith (5/1/2018), "What is polycystic ovary syndrome?", medicalnewstoday, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  6. "Breast Pain", healthgrades, 21/12/2018, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  7. "Why Do My Breasts Hurt?", webmd, 30/1/2019, Retrieved 18/12/2020. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×