ألم الرأس للأطفال

كتابة:
ألم الرأس للأطفال

ألم رأس الطفل

من المتعارف عليه بين الناس إصابة الأشخاص البالغين بالصداع، ومع ذلك فمن ناحية طبية يُعدّ الصداع من المشكلات الشائعة بين الناس والتي تصيب كل الأشخاص بما فيهم الأطفال، وهذا المقال يُذكر أسباب إصابة الطفل بالصداع وطرق علاجه منه.

يُعدّ صداع الأطفال نادر الحدوث؛ إذ إنّه يصيب الأطفال مرّة واحدة على الأقل في العام الواحد، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا الصداع غالبًا مختلف عن النوع الذي يصيب البالغين، وغالبًا ما تبدو مدّته أقصر لدى الأطفال من البالغين؛ كالصداع النصفي، ويبدأ لدى الأطفال فجأة ويرافقه تعب وإرهاق وخروج القيء، ويؤثر في البطن، ويسبب ألمًا، وهو العَارض الأكثر شيوعًا لصداع الأطفال، وما يميّزه أنّه يزول بسرعة؛ فقد يختفي بعد نصف ساعة فقط.[١]


أسباب ألم الرأس للأطفال

ألم الرأس لدى الأطفال ليس خطيرًا عادة، ويصيبهم نتيجة العديد من الأسباب، والتي تتضمن الآتي:[٢]

  • العوامل الوراثية: يزيد وجود إصابات لدى أحد أفراد العائلة بالصداع، بشكل خاص الصداع النصفي، احتمال إصابة الأطفال به.
  • الأغذية والمشروبات: توضع بعض المواد الحافظة، كالنترات، في بعض أنواع اللحوم؛ كلحم الهوت دوغ، والتي تؤدي إلى الإصابة بالصداع، وقد تؤدي الكميات الكبيرة من الكافيين في الشوكولاتة والقهوة والشاي والصودا أو الغلوتامات أحادية الصوديوم في بعض أنواع الأغذية إلى إصابة الطفل بألم في الرأس.
  • العدوى: من أكثر العوامل المسببة لألم رأس الطفل الإصابة بعدوى؛ كالإنفلونزا، والتهاب الجيوب الأنفية، وعدوى الأذن، بالإضافة إلى التهاب السحايا أو التهاب الدماغ علمًا أنّها من النادر أن تحدث، لكنها تسبب الصداع أيضًا.
  • إصابات الرأس: على الرغم من أنّ إصابات رأس الطفل خفيفة، لكنّها تسبب الألم؛ كتلقي الطفل ضربة على الرأس، أو سقوطه بقوة على الرأس، ومن الضروري في هذه الحالة مراجعة الطبيب.
  • العوامل النفسية: يحدث هذا الصداع نتيجة التوتر أو القلق بسبب المشكلات مع الأصدقاء أو الأبوين أو المعلمين، وقد يصاب بعض الأطفال بالاكتئاب نتيجة ألم الرأس، وكونه من الصعب عليهم التمييز ما بين مشاعر الوحدة والحزن.
  • أمراض الدماغ: وتتضمن ورم الدماغ أو الخراج أو النزيف، والتي تؤدي إلى الضغط على الدماغ مسببةً صداعًا مزمنًا، ويرافق ذلك ظهور العديد من العوارض؛ كاضطرابات الرؤية، والدوخة، وعدم التناسق في العضلات.


تشخيص إصابة الطفل بألم رأس

يُشخّص الأطباء الطفل مصابًا بالصداع من خلال إجراء العديد من الفحوصات التي تتضمن الآتي:[٣]

  • البدء بالفحص البدني للطفل، كما يسأل الطبيب مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بالتاريخ الطبي للطفل، بالإضافة إلى بعض الأسئلة عن وقت حدوث الصداع وموقعه ومدّته وعوامل تؤدي إلى حدوثه؛ كتغييرات في وضعية الجسم، أو إحداث تغيير في أنماط الحياة، وهل توجد مشكلة في نوم الطفل، أو أنّه مصاب بالإجهاد العاطفي، وهل تعرّض لصدمة أو ضربة على الرأس، وإذا كان نوع الصداع مرتبطًا بالعوامل الوراثية أو ناتجًا من التوتر أو الضغط العصبي فيكتفي الطبيب بهذا الاختبار، أمّا إذا لم توضَّح الأسباب فيُجري اختبارات أخرى.
  • تحليل الدّم: فيه يكشف الطبيب عن مستويات الحديد ومستويات الفيرتين ووظائف الغدة الدرقية.
  • اختبارات التصوير: يُنفّذ الطبيب تصويرًا بالرنين المغناطيسي؛ وفيه يستخدم المغناطيسات الكبيرة والترددات اللاسلكية والكمبيوتر بهدف إنتاج صورة مفصّلة لأعضاء الجسم الداخلية، وقد يُجري تصويرًا بالأشعة المقطعية والتصوير المقطعي المحوسب؛ لإيجاد صور مفصلة لأي جزء من أجزاء الجسم؛ كالدهون والعضلات والعظام. وتُعدّ الأشعة المقطعية أفضل بكثير من الأشعة السينية.
  • اختبار مخطط النوم: هذا الاختبار ليس مؤلمًا وينفّذه الطبيب في مختبر النوم، وفيه يسجّل معدّل التنفس وحركة العضلات ويلجأ الطبيب إلى هذا الاختبار عندما يصاب الطفل باضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم أو مشكلات أخرى تسبب الصداع ومرتبطة بالنوم.


متى يصبح ألم رأس الطفل خطيرًا؟

لا يختلف الأمر كثيرًا عن البالغين؛ أي إنّ الصداع لدى الأطفال والصداع عند البالغين لا يُعدّان حالتين مرضيتين خطيرتين، ويتعالج المصابون منزليًا أو يُحَدّ من الإصابة بها من خلال اتباع بعض التدابير، ومع ذلك، لا بُدّ من مراجعة الطبيب عندما لا تُجدي العلاجات المنزلية والمسكنات نفعًا، وعندما يعيق الصداع ممارسة الطفل لأنشطته الحياتية بشكل طبيعي.[١]


علاج الأطفال من ألم الرأس للأطفال

يجرى علاج الطفل من الصداع عبر تنفيذ العديد من الخيارات التي تتضمن الآتي:[٤]

  • العلاجات الدّوائية: تُستخدَم الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية منزليًا، بما فيها الباراسيتامول والأيبوبروفين، والتي تخفف بشكل كبير من الصداع، ومن الضروري تجنب إعطاء الطفل الأسبرين على الرغم من السماح بإعطائه للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، لكنه قد يسبب بعض المضاعفات؛ كمتلازمة راي، وتُستخدَم الأدوية التي تحتاج إلى استشارة طبية؛ كالتريبتان، والذي يُستعمل للأطفال الذين يبلغون من العمر 6 سنوات فأكثر، وقد يصف الطبيب الأدوية المضادة للغثيان إذا ترافق الصداع مع الغثيان. ومن الجدير بالذّكر للآباء أنّ الاستخدام المفرط للأدوية المسكّنة لعلّه يؤدي مع مرور الوقت إلى إفقاد هذه الأدوية فاعليتها، وربما يؤدي إلى حدوث الكثير من الآثار الجانبية.
  • العلاجات السلوكية: يزيد الضغط العاطفي والنفسي من حدّة الصداع بالإضافة إلى اضطرابات الصحة العقلية الأخرى؛ كـالاكتئاب؛ لذا فإنّ الطبيب يوصي بالعلاجات السلوكية؛ كالعلاج السلوكي المعرفي، والذي يهدف إلى تعليم الطفل كيفية التعامل مع القلق والتوتر والحد منهما، ويتضمن هذا العلاج العلاج بالتحدّث، بالإضافة إلى تمارين الاسترخاء، والتي تشتمل على التنفس العميق واليوغا والتأمل واسترخاء العضلات التدريجي، والذي يبدأ بشد عضلة واحدة في الجسم ثمّ إرخائها، والأطفال كبار العمر يتعلّمون تمارين الاسترخاء منزليًا، وتتضمن العلاجات السلوكية تمارين الارتجاع البيولوجي، والذي هدفه التعامل مع الاستجابات الجسدية للحد من الألم.
  • إجراء تغييرات في نمط الحياة: تتضمن هذه التغييرات حصول الطفل على الراحة والاسترخاء من خلال تشجعيه على الجلوس والنوم في غرفة هادئة مظلمة؛ كون النوم يعين على التخفيف من صداع الأطفال، وتُستخدَم الكمادات الباردة وتوضع على مقدّمة الرأس، بالإضافة إلى تناول الوجبات الغذائية الخفيفة، خاصة إذا مرّ وقت طويل ولم يتناول الطفل أي شي، وعدم أكله لوقت طويل يؤدي إلى الإصابة بالصداع.


المراجع

  1. ^ أ ب NHS staff (2018-5-25), "Headaches in children"، NHS , Retrieved 2020-7-24. Edited.
  2. mayo clinic staff (2019-12-21), "Headaches in children"، mayo clinic, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  3. hopkinsmedicine staff, "Headaches in Children"، hopkinsmedicine, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  4. mayo clinic staff (2019-12-21), "Headaches in children"، mayo clinic, Retrieved 2020-7-24. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×