ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل

كتابة:
ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل

هل من الطبيعي معاناتي من ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل؟

تواجه المرأة خلال الحمل صعوبات وتحدّيات متنوعة، كلها تهون في سبيل التقاء طفلها الجميل بعد انقضاء هذه المرحلة، إذ إلى جانب التعب، والإرهاق الجسدي، وتورّم الجسم، وغيرها من الأعراض الأخرى، من الطبيعي أنْ تعاني المرأة الحامل من ألم الظهر مع تقدم الحمل والوصول للشهر الثامن أو الفترة الأخيرة من الحمل، فهو يرتبط غالبًا بالتغيرات الجسديّة التي تحدث خلال هذه الفترة، لذا، سنذكر في هذا المقال بعض من أسباب ألم الظهر خلال االشهر الثامن من الحمل أو الفترة الأخيرة من الحمل، وكيفيّة تخفيف حِدّة الألم، وغيرها من المعلومات ذات الأهميّة.[١][٢]


ما هي أسباب ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل؟

كما بينّا سابقًا، فإنَّ ألم الظهر في الشهر الثامن أو الجزء الأخير من الحمل يعدّ من المشكلات الطبيعيَّة التي قد تواجهها المرأة الحامل، والتي يمكن تفسير حدوثها بناءً على عدد من التغيرات المصاحبة للحمل، ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز أسباب ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل:[١]

  • اكتساب الوزن: فالوزن الذي تكتسبه المرأة مع تقدم الحمل ونموّ الجنين، قد يساهم في الضغط على منطقة أسفل الظهر، ممَّا يحفِّز الشعور بآلام الظهر والمفاصل.
  • الانحناء للخلف: مع نموّ الطفل وزيادة حجم البطن، تزداد قوّة الجذب المؤثرة في الجزء الأمامي من الجسم، لذا، تبدأ وضعيّة جسد المرأة بالتأقلم مع هذا التغيّر بالانحناء إلى الخلف، وهذا من شأنه أنْ يزيد من الضغط والجهد المؤثر على عضلات الظهر، الأمر الذي قد ينجم عنه تيبس العضلات وألم أسفل الظهر.
  • انفصال العضلات (Muscle separation): في الجزء الأوسط من البطن، توجد أشرطة متوازية من العضلات المُمتدّة، والمسؤولة عن تثبيت العمود الفقري ودعم الظهر، ومع نموّ الجنين في الرحم وضغطه على عضلات البطن، تتعرَّض هذه العضلات للشدّ والانفصال، وهو ما يطلق عليه انفراق العضلة المستقيمة (Diastasis recti)؛ وهي الحالة التي تزيد من مخاطر تعرّض المرأة للإصابات، أوألم أسفل الظهر.
  • ارتخاء الأربطة: استعدادًا للولادة، يحدث ارتخاء وانفكاك في أربطة الجسم، الأمر الذي قد يُصاحبه انزعاجًا في منطقة الحوض والورك، وألمًا في الظهر.[٢]


نصائح لتخفيف ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل

تُعدّ آلام الظهر في الشهر الثامن شائعةً بين النساء الحوامل، ولكن بدرجات متفاوتة، وفي هذا الجانب، ثمّة مجموعة من النّصائح المفيدة التي قد تساهم في تخفيف آلام الظّهر خلال الحمل، نذكر منها الآتي:[٣]

  • تجنّب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، واختيار الأحذية ذات الكعب المنخفض التي تحتوي على تقوّس ملائم، ولا تكون مسطّحة على الأرض، فمن المحتمل أنْ تكون أحذية الكعب العالي سببًا في تعزيز اضطراب توازن جسد المرأة الحامل وتزيد من احتماليّة سقوطها.
  • رفع الأشياء الخفيفة عن الأرض بالطريقة الصّحيحة، ويكون ذلك باتخاذ وضعيّة القرفصاء، ثمّ حمل الثقل والصّعود تدريجيًا دون ثني الخصر، مع الانتباه إلى تجنّب رفع الأشياء الثّقيلة.
  • التمرّن على البقاء في وضعيّة مناسبة، والتي تتمثّل في الوقوف باستقامة، ورفع الصّدر عاليًا، مع الحفاظ على استرخاء الكتفين والجسم، كما يوصَى باختيار الوضعيَّة المناسبة والحَذِرة أثناء الجلوس، ومن الجيّد اختيار الكرسي الدّاعم للظهر، أو وضع وسادة صغيرة خلف الجزء السّفلي من الظهر.
  • ممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام، فالنّشاط البدني المُنتَظم خلال الحمل يُساهم في تعزيز قوّة الظهر، وربما يقلّل من آلامه، ولكنْ يجب الأخذ بالاعتبار استشارة الطبيب قبل الشروع بممارسة أيْ تمارين أو أنشطة خلال الحمل، وبكل الأحوال، يمكن للمرأة الحامل ممارسة رياضة المشي، وبعض التمارين المائيّة، والتّمارين الرّياضية الخاصّة بالحوامل.
  • النّوم على الجزء الجانبيّ من الجسم وليس على الظهر، مع ثني الركبتين، ويُنصح بوضع الوسادة بين الرّكبتين، وأسفل البطن، وخلف الظهر.
  • استشارة الطبيب حول إمكانيّة تناول مسكن للألم آمن خلال فترة الحمل، كالباراسيتامول (Paracetamol).[٢]
  • التقليل من التوتر قدر الإمكان، ويمكن تحقيق ذلك بممارسة اليوغا، والتأمل، وغيرها من التقنيات التي تساعد على الاسترخاء.[١]
  • الحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم.[١]


هل يوجد حالات صحية قد تسبب ألم الظهر في الشهر الثامن؟

أجل، بعض المشكلات التي قد تواجهها المرأة الحامل قد تُثير آلام الظهر لديها، كالتهاب المسالك البوليّة، والولادة المبكرة، وهذا يؤكد على ضرورة مراجعة الطبيب في الحالات التي من المحتمل أنْ تعاني فيها المرأة من اضطرابات شديدة خلال الحمل،[٣] وسنذكر في الآتي نبذة عن هذه المشكلات والأعراض المصاحبة لها إلى جانب ألم الظهر:

  • الولادة المبكرة: إلى جانب ألم أسفل الظهر، قد تعاني المرأة من أعراض أخرى تستدعي طلب الرعاية الطبيّة فورًا؛ كالضغط الشديد في الحوض، ونزول سائل مائي من المهبل، والمعاناة من ألم شديد ومستمرّ في المعدة، وتقيؤ حادّ أو مستمرّ، والشعور بالألم أثناء التبول، وحدوث الانقباضات أكثر من خمس مرات خلال الساعة الواحدة، وتورم الوجه أو اليدين.[٤]
  • عدوى المسالك البولية: تعدّ هذه العدوى شائعة خلال الحمل، خاصةً وأنَّ الجنين يضغط على المثانة والقناة البوليّة، ممَّا يسبب احتباس البكتيريا في القناة البوليّة أو تسرب البول، وربما يعود الأمر أيضًا إلى تغير طبيعة القناة البوليّة عند الحامل. وعمومًا، قد يُصاحب عدوى المسالك البوليّة ظهور أعراض عِدة، من أبرزها: المعاناة من ألم أسفل الظهر، وكثرة التبوّل، والشعور بالألم أو الحرقة أثناء التبوّل، والإصابة بالحمّى، والمعاناة من الغثيان أو التقيؤ، وتكرار التبوّل، ونزول البول ضبابيًّا أو مصحوبًا بالدم.[٥]


متى يستدعي ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل مراجعة الطبيب؟

يتوجّب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب عندما تعاني آلامًا في الظهر خلال الشهر الثامن أو الجزء الثالث من الحمل لاستبعاد حدوث الولادة، وبشكلٍ عام، تكون زيارة الطبيب ضروريّة في حالات معينة من ألم الظهر، والتي تكون مصحوبة بالآتي:[٦]

  • المعاناة من ألم الظهر الشديد في الشهر الثامن من الحمل.
  • الشعور بالألم في أحد جانبيّ الجسم أو كليهما.
  • فقدان الشعور في إحدى الساقين أو في كليهما، أو في الأعضاء التناسليَّة، أو المؤخرة.
  • المعاناة من الحمّى، أو النزيف المهبلي، أو الألم أثناء التبول.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Jamie Eske (25/2/2019), "What to know about back pain in pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Is backache normal during the third trimester of pregnancy?", webmd, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Back pain during pregnancy: 7 tips for relief", mayoclinic, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  4. "Pregnancy: The eighth month", aboutkidshealth, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  5. Chaunie Brusie (7/1/2017), "How to Treat a UTI During Pregnancy", healthline, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  6. "Back pain in pregnancy", nhs, Retrieved 1/2/2021. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×