ألم الورك الأيسر

كتابة:
ألم الورك الأيسر

هل يختلف ألم الورك الأيسر عن الأيمن؟

يُعدّ ألم الورك من الآلام الشائعة، والتي يمكن أن تنتج عن مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، والإصابات المختلفة، ويمكن أن تكون هذه الآلام ناتجة عن وجود مشاكل في مفصل الورك نفسه، مسببة ألمًا أوليًا في الورك، أو قد يكون الألم رجعيًا أو ثانويًا، أي يبدأ من أجزاء أخرى في الجسم، ويمتد إلى الورك، أو يشعر به المريض كأنه يصدر من الورك، كالآلام التي تبدأ في الظهر، أو الفخذ، ويمكن أن يؤثر الألم على جهتي الورك، أو جهة واحدة فقط، وغالبًا ما يكون ألم الورك من جهة واحدة مفاجئًا وحادًا وشديدًا جدًا، بقدر كافٍ لإيقاظ المريض من النوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الحالات التي تتسبّب بألم الورك من جهة واحدة فقط غالبًا ما تكون حالات طارئة، وتتطلّب العلاج الفوري.[١][٢]

ما أسباب ألم الورك؟

يوجد مجموعة من الأسباب والعوامل التي قد ترتبط بألم الورك الأيسر، من ضمنها ما يلي:


أسباب تتعلق بمفاصل الورك

يمكن أن تتسبّب بعض الحالات ألمًا حادًا في جانب واحد من الورك، والذي غالبًا ما يبدأ بشكلٍ مفاجئ وشديد، ومن ضمن هذه الحالات ما يلي:


  • تنخر العظم (Avascular necrosis): يحدث تنخر العظم، أو كما يُعرف بالنخر اللاوعائي، عند انخفاض معدّل تدفق الدم إلى العظام أو انقطاعه، سواءًا بشكلٍ مؤقت أو دائم، مما يؤدي إلى تلف أنسجة العظام وموتها، وبالتالي فقدان العظام الداعمة للورك، ويمكن أن يحدث نتيجةً لحدوث كسر أو خلع في عظام الورك، كما يمكن أن يحدث نتيجةً للاستخدام طويل الأمد لجرعات عالية من الستيرويدات، أو إدمان الكحول، أو كعرض جانبي لبعض العلاجات الكيماوية، وقد يحدث بشكل مفاجىء ودون سبب واشح في بعض الحالات.[٢]


  • كسور الورك: غالبًا ما تكون كسور الورك أكثر شيوعًا لدى كبار السن، والأشخاص المصابين بهشاشة العظام، إذ تُصبح العظام مع تقدّم العمر ضعيفة وهشة، وسهلة الكسر، وغالبًا ما تتسبّب كسور الورك ألمًا حادًا ومفاجئًا في منطقة الورك، وتتطلّب هذه الحالات رعاية طبية فورية، إذ يمكن أن تُسبب بعض المضاعفات كحدوث جلطة دموية في الساق.


  • هشاشة عظام الورك العابرة: (Idiopathic transient osteoporosis) وهي حالة نادرة تحدث بشكلٍ مفاجئ لأسبابٍ مجهولة، تتمثّل بحدوث فقدانًا مؤقتًا لعظام الجزء العلوي من عظم الفخذ، مما يتسبّب بألم مفاجئ يزداد سوءًا مع المشي والأنشطة الأخرى، وغالبًا ما يتفاقم الألم مع مرور الوقت، وقد يعيق الحركة والمشي في بعض الحالات، وعادةً ما تبدأ الأعراض المؤلمة بالتحسّن تدريجيًا، إلى أن تختفي في غضون 6 إلى 12 شهرًا، لتعود عظام الورك إلى طبيعتها، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة لدى النساء خلال فترة الحمل.[٢][٣]


  • إصابات العضلة القطنية: والتي يمكن أن تحدث بسبب ممارسة بعض التمارين الرياضية، كالركض، والركل، وغالبًا ما يكون الألم من أمام وجانبي قناة الفخذ.[٢]
  • التهاب المفاصل: يُعدّ التهاب المفاصل خاصة الالتهابي أو من نوع نوع الفُصال العظمي (Osteoarthritis) السبب الأكثر شيوعًا لحالات ألم الورك، لا سيما الألم طويل الأمد، إذ يمكن أن يتسبّب التهاب المفاصل بالألم الحاد، والمزمن في منطقة الورك، والذي قد تتراجع معه قدرة المُصاب على المشي والحركة.[٤]


أسباب أخرى

يوجد مجموعة من الأسباب الأخرى التي قد تتسبّب بألم الورك الأيسر، من ضمنها:


  • التهاب حويصلة الورك (Trochanteric bursitis): وهي حالة مرضية تحدث عند إصابة أو التهاب الجراب أو حويصلة الورك، وهو كيس مملوء بالسوائل، يقع بالقرب من مفصل الورك، بين أنسجة العظام والعضلات والأوتار، يمكن أن تحدث حالات التهاب حويصلة الورك نتيجةً لإصابة الورك، أو إجهاد المفاصل، وتسبّب هذه الحالة بالشعور بألم حادّ في الجانب الأيسر عند إصابة الحويصلات في الجهة اليُسرى، وبالرغم من أنّ الألم ينشأ من أعرى الفخذ، إلّا أنّ المصاب غالبًا ما يشعر به في الورك.[٥][٢]


  • ألم الفخذ المذلي (Meralgia parasthetica): وهو الألم الذي ينشأ نتيجةً لانحباس العصب الجلدي الجانبي للفخذ، والذي يحدث عند خروجه من اللفافة السطحية (superficial fascia)، كما يمكن أن يحدث نتيجةً لضغط الملابس الضيقة على العصب، مما يؤدي إلى الشعور بخدر وألم في الجزء الأمامي للفخذ، وقد ينتشر إلى الجزء الخلفي، وقد يشعر به المصاب في منطقة الورك.[٢]


  • التهاب الأوتار: الأوتار هي عبارة عن مجموعةات سميكة من الأنسجة التي تربط العظام بالعضلات في الجسم، وكغيرها من أجزاء الجسم الأخرى، يمكن أن تتعرّض الأوتار للالتهاب والتهيّج، وعادةً ما يحدث ذلك بسبب الإفراط في استخدام الأوتار، والإجهاد.[٥]


  • إجهاد العضلات أو الأوتار: يمكن أن تؤدي بعض الأنشطة المتكررة إلى إجهاد العضلات والأربطة والأوتار التي تدعم الوركين والتهابها، مما يتسبّب بالشعور بالألم، كما قد تمنع الورك من العمل بشكل طبيعي.[٥]


  • السرطان: يمكن أن تتسبّب الأورام السرطانية التي تبدأ في العظام، أو تلك التي تنتشر إلى العظام من أجزاء أخرى من الجسم ألمًا في الوركين، وكذلك في عظام الجسم الأخرى.[٥]


كيف يمكن علاج ألم الورك؟

يعتمد علاج حالات ألم الورك على الأسباب الرئيسية الكامنة وراء حدوثه، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُمكن اللجوء لأي نوع من أنواع العلاجات دون الحصول على تشخيص الطّبيب، فالطّبيب لديه معطيات الحالة كاملة، وعليها يُمكن أن يختار العلاج الخاص بحالة المُصاب، ويمكن أن يتضمّن الخيارات العلاجية التالية:[٥]

  • الراحة: لمعالجة حالات ألم الورك المرتبط بالتمارين، والإجهاد، أو المرتبط بالإصابات.
  • العلاجات الدوائية: بما في ذلك الأدوية المضادة للالتهاب، ومسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، والتي تُساعد على تخفيف تيبس العظام؛ لمعالجة الألم الناجم عن حالات التهاب المفاصل، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للالتهابات التي تصرف بوصفة طبية مثل الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، والأدوية المضادة للروماتيزم، مثل الميثوتريكسات (Methotrexate)، والسلفاسالازين (Sulfasalazine)، والأدوية البيولوجية، التي تستهدف جهاز المناعة، وتحدّ من نشاطه؛ لمعالجة حالات التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • المعالجة الفيزيائية: لتعلّم بعض التمارين التي تُساعد في الحفاظ على حركة المفصل، وتعزيز قوته.
  • الجراحة: إذ يمكن أن تتطلّب بعض إصابات الورك، مثل الكسور، أو بعض التشوهات الخلقية تدخلًا جراحيًا لإصلاح الورك أو استبدال المفصل التالف بمفصل اصطناعي.


نصائح وقائية لألم الورك؟

قد لا يكون ألم الورك في بعض الحالات شديدًا، أو يحتاج إلى رعاية طبية، إذ يمكن السيطرة على الألم، والتقليل منه عن طريق بعض الإجراءات المنزلية البسيطة، والتي تشمل ما يلي:[٦]

  • التخلص من الوزن الزائد للأشخاص الذين يُعانون من السمنة؛ للتخفيف من الضغط على مفصل الورك.
  • تجنّب ممارسة الأنشطة التي قد تتسبّب بتفاقم الألم، مثل الجري على المنحدرات.
  • تجنّب الوقوف لفتراتٍ طويلة.
  • ارتداء أحذية مسطّحة ومريحة، لا سيّما أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
  • مراجعة أخصائي العلاج الطّبيعي، لتعلّم بعض التّمارين التي تقوّي العضلات.
  • التقليل من مقدار التمارين الرياضية، ومحاولة استبدال التمارين القوية بالتمارين منخفضة التأثير، مثل السباحة أو ركوب الدراجات.
  • ممارسة تمارين الإحماء قبل البدء بالتمرينات القوية.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب في حال ظهور الأعراض التالية، والتي قد تدل على حدوث بعض المضاعفات:[٧]

  • الألم الشديد في مفصل الورك.
  • ملاحظة وجود تشةه في مفصل الورك.
  • فقدان القدرة على تحريك الورك أو الساق.
  • فقدان القدرة على تحمّل الوزن على الساق المصابة.
  • حدوث تورم أو احمرار مفاجئ في مفصل الورك.
  • الحمى.
  • القشعريرة.


المراجع

  1. "Hip pain", mayoclinic, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "The basics - Hip pain", gponline, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  3. "Transient Osteoporosis of the Hip", orthoinfo, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  4. "Hip Osteoarthritis (Degenerative Arthritis of the Hip)", webmd, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Hip Pain: Causes and Treatment", webmd, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  6. "Hip pain in adults", nhs, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  7. "Hip pain", mayoclinic, Retrieved 9/12/2020. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×