ألم جهة اليسار من الرحم

كتابة:
ألم جهة اليسار من الرحم

الألام المرتبطة بالرحم

تعدّ الآلام المرتبطة بالرحم واحدة من أكثر المشكلات شيوعًا بين النِّساء، خاصةً وأنَّ هذا الألم قد يتعلّق بأمور وظروف طبيعية تمرّ بها المرأة بصورة اعتياديّة، كنزول الحيض، إذْ يظهر هذا الألم عادةً في منطقة الحوض، وهي المنطقة الفاصلة بين سرة البطن والجزء العلوي من الساقين، ويكون مختلفًا في شِدته وطبيعته من امرأة لأخرى، بينما نجد أنَّ العديد من المشكلات الصحيّة التي تؤثر في الرحم قد تُثير الشعور بهذا الألم أيضًا، وهذا يعني ضرورة التعرف على كيفيّة تمييز الألم المرتبط بالرحم، ومعرفة الحالات الطبيعيّة التي تسبِّب ألمًا مرتبطًا بالرحم، والحالات التي تُثير آلامًا غير طبيعيَّة مصحوبة بأعراض أخرى، وهذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال.[١]


متى يكون الألم من جهة اليسار مرتبطََا بالرحم؟

يرتبط الألم في جهة اليسار بالرحم عندما يظهر على صورة تقلصات أو ثقل في منطقة الحوض، أو أسفل الظهر، أو في المعدة، جرَّاء انقباض أو شدّ عضلات الرحم، ويبدو أنَّ اختلاف شِدة الألم والأعراض المُصاحبة له يعتمد على السَّبب الذي أدّى إلى ظهوره، فقد يكون الألم حادًّا أو شبيهًا بالتقلصات، وربما يظهر بصورة مفاجئة، أو يتفاقم تدريجيًّا مع الوقت، ومن المُحتمل أيضًا أنْ يظهر في أوقات ويختفي في أوقاتٍ أخرى، أو أنَّه يكون مستمرًّا ومزمنًا.[١][٢]


ما أسباب ألم جهة اليسار من الرحم؟

العديد من الأسباب قد تُثير الألم جهة اليسار من الرحم، وهي ذاتها الأسباب التي ربما تُثير ألمًا في جهة اليمين من الرحم، ومن المُحتمل وجود أسباب أخرى غير مذكورة في هذا المقال، وبكلّ الأحوال، يبقى الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص سبب الألم، وتحديد كيفيّة التخفيف من حِدته. ونذكر في الآتي بعض من هذه الأسباب:


الآلام الطبيعية جهة اليسار من الرحم

بعض الآلام تكون طبيعية ولا علاقة لها بوجود مشكلات صحيّة معيّنة، نذكر منها الآتي:

  • ألم الحيض: يعدّ ألم الحيض واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بألم في الجانب الأيمن أو الأيسر من الرحم عند النِّساء والفتيات، وهنا يتوجَّب على المرأة عدم تجاهل الألم الذي يتجاوز اليومين الأولين من الحيض، أو الألم الذي يُعيق القِيام بالأنشطة اليومية، أو الذي لا يتحسّن مع تناول المسكنات.[١]
  • ألم الإباضة: وهو الألم الذي تشعر به المرأة عند حدوث الإباضة في منتصف فترة الدورة الشهريّة، والذي عادةً ما يكون غير مؤذيًا، وسرعان ما يختفي في غضون ساعاتٍ قليلة، ويجدر الذكر بأنَّ هذا الألم قد يتغير موقعه من شهر لآخر.[٣] 


اضطرابات تؤثر في الرحم والمبايض

ونذكر مجموعة من هذه الاضطرابات على النحو الآتي:[٤]

  • الأورام الليفية (Fibroids): قد تظهر هذه الأورام الحميدة على البطانة الداخلية أو الخارجية من جدار الرحم، لتُثير الألم عندما تُصبح كبيرة وتضغط على الأعصاب والأعضاء المجاورة، وقد يُصاحب هذه الأورام الشعور بالانزعاج أو الألم أثناء التبول، أو التبرز، أو مُمارسة الجِماع، وقد تعاني المرأة أيضًا من اضطراب النزيف المهبلي، أو زيادة كثافة دم الحيض.
  • عضال غدي رحمي (Adenomyosis): وهي الحالة التي يُصاحبها نموّ نسيج بطانة الرحم في داخل الجِدار العضلي للرحم، وقد تكون مصحوبة بألم بين دورتي الحيض المتتابعة، أو ألم أثناء الجِماع، أو عند التبول، أو التبرّز، أو ألم يظهر في أسفل الظهر، أو ينتشر إلى إحدى الساقين أو كلتيهما.
  • الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis): يعرف الانتباذ البطاني الرحمي أوبطانة الرحم المهاجرة بأنَّه الحالة التي ينمو فيها النسيج الذي يبطن عادةً الرحم، في أجزاء خارجه، والذي قد يسبِّب ألمًا شديدًا، ربما يظهر فقط في فترة الحيض، أو في أوقات عِدة خلال فترة الدورة الشهرية.
  • الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy): هي الحالة التي تحدث عند نموّ الجنين في منطقة واقعة خارج الرحم، كأنْ ينمو في قنوات فالوب، وقد يُصاحب ذلك ألم شديد أو تقلصات في الحوض، وغثيان، ودوخة، ونزيف مهبلي، وغيرها من الأعراض الأخرى التي تستدعي طلب الرعاية الطبيّة العاجلة.[٣]
  • الأمراض المنتقلة بالجنس (STDs): مثل الكلاميديا (Chlamydia)، والسيلان (Gonorrhea)، والتي ربما لا يُصاحبها ظهور أيَّة أعراض، ولكنَّها قد تظهر أحيانًا على صورة ألم أثناء التبول، ونزيف مهبلي بين دورتيّ حيض متتابعتين، ونزول الإفرازات المهبليّة.[٣]
  • مرض التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease): من مضاعفات الأمراض المنتقلة عن طريق الجِماع، والتي قد تسبِّب تلفًا في الرحم، والمبايض، وقنوات فالوب، وربما يُصاحب هذه الحالة أعراض عِدة، مثل: ألم البطن، والحمّى، ونزول الإفرازات المهبليّة غير الطبيعيَّة، والمُعاناة من ألم أثناء التبول أو الجِماع، وغيرها من الأعراض الأخرى.[٣]
  • هبوط الرحم أو تدلي أعضاء الحوض (Pelvic Organ Prolapse): قد يتدلى الرحم ويهبط إلى الأجزاء السفليَّة، فيسبب الشعور بالانزعاج أحيانًا، وربما تشكو المرأة في هذه الحالة من الضغط في جدار المهبل، أو الشعور بامتلاء الجزء السفلي من البطن.[٣]
  • أكياس المبايض: عبارة عن أكياس ملوءة بالسائل تنمو على المبايض، وقد تسبِّب ألمًا في الحوض، خاصةً عند نزيفها أو تعرضها للتمزّق، أو ربما آلامًا في أسفل الظهر.[٤]

أسباب أخرى لألم جهة اليسار من الرحم

بعض الاضطرابات الأخرى قد تسبب ألمًا جهة اليسار من الرحم، نذكر منها:[٢][٥]

  • اضطرابات بولية: كالمعاناة من التهاب المثانة، ووجود حصى في القناة البولية، والإصابة بعدوى الكلى، أو أمراض الكلى.
  • اضطرابات عضلية هيكلية: كانفصال عظم العانة بعد الولادة، والمُعاناة من الألم الليفي العضلي (Fibromyalgia)، وإجهاد عضلات البطن.
  • مشكلات أخرى: كظهور الخراج في الحوض، وتمدّد الشريان الأورطي في البطن، وغيرها.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي: كالمُعاناة من الإمساك، وتجمّع العمَل أو القيح في إحدى أجزاء منطقة يسار الرحم، والإصابة بقرحة المعدة، أو التهاب المعدة، أو المعاناة من التهاب البنكرياس، أو عدوى والتهاب الجزء الأيسر من القولون، وظهور الأورام، وغير ذلك.


ما المسكنات التي تخفف من ألم جهة اليسار من الرحم؟

بعض المسكنات التي يُمكن صرفها دون الحاجة لوصفة من الطبيب قد تساهم في تخفيف ألم جهة اليسار من الرحم بصورة مؤقتة، مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، وربما يصِف الطبيب في بعض الحالات أنواع معيّنة من الأدوية التي تكون أكثر قوة وفعالية في تخفيف الألم، والتي لا تُصرف إلَّا بتوافر وصفة من قِبل الطبيب، وعلى الرغم من أنَّ استخدام مسكنات الألم يساهم في السيطرة على آلام الحيض وآلام الإباضة الطبيعية، فإنَّ مُعظم آلام جهة اليسار من الرحم بحاجة لتقييم الطبيب، وعلاجات يصِفها بناءً على الحالة، فالمسكنات لا تحلّ المشكلة في حالات الألم المستمرّ.[٦]


نصائح للتخفيف من ألم جهة اليسار من الرحم؟

يوجد مجموعة من النصائح التي يُمكن الأخذ بها لتخفيف آلام جهة اليسار من الرحم، والتي لا تُغني بالطبع عن العلاج الطبي الذي ربما يصفه الطبيب بناءً على الحالة التي تشكوها المرأة. ومن هذه النَّصائح نذكر الآتي:[٧]

  • استخدام الحرارة، سواءً بالجلوس في الماء الدافيء، أو وضع الكمادات الدافئة أو الحقيبة الحرارية على منطقة البطن، فالحرارة تزيد تدفق الدم، الذي من شأنه المساعدة على تخفيف الألم.
  • الإقلاع عن التدخين، والامتناع عن استخدام منتجات تحتوي على النيكوتين (Nicotine)، فهي قد تزيد التهاب الأعصاب وتحفيز الشعور بالألم.
  • تخفيف الوزن، والتخلص من كميات الدهون الزائدة، الذي من شأنه أنْ يساعد على تخفيف الضغط المؤثر في الأعصاب، وتخفيف الألم.
  • الاسترخاء والتخفيف من التوتر، ويُمكن ذلك بمُمارسة اليوغا، أو التأمل، أو تمارين التنفس العميق، إذْ وُجد أنَّ التوتر والضغط النفسي قد يزيد من تفاقم الألم.
  • الحرص على الحركة والنشاط قدر الإمكان، فالرياضة والتمارين تزيد من تدفق الدم في الجسم، عدا عن دور النشاط والحركة في تحفيز إفراز الإندورفينات (Endorphins)؛ وهي عبارة عن مواد كيميائية يفرزها الجسم تساهم في تسكين الألم.
  • متابعة الأعراض ومدى شِدتها، وتأثيرها على الأنشطة اليوميّة، وتحديد موعد آخر مع الطبيب إنْ استدعى الأمر.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Pelvic pain: know the different causes and when to seek help", jeanhailes, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Pelvic Pain", merckmanuals, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Slideshow: What's Causing Your Pelvic Pain?", webmd, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Types of Pelvic Pain", nyulangone, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  5. Chris Illiades, "What Pain on Your Left Side Could Mean", healthgrades, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  6. "Chronic pelvic pain in women", mayoclinic, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  7. "6 Ways to Ease Your Chronic Pelvic Pain", webmd, Retrieved 11/1/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×