ألم خلف الرأس ودوخة

كتابة:
ألم خلف الرأس ودوخة

الدوخة مع ألم خلف الرأس

لحظات تمرّ على الفرد، يشعر فيها بعدم الثبات على الأرض، والدوار، وفقدان إحساسه بتوازن جسده، وهنا لا بدّ من معرفته بأنَّ الدوخة التي يعانيها قد تعرِّضه لخطر السقوط ما لم يأخذ حذره، وفرصة تعرّضه للإصابات الشديدة، عدا عن أنَّها قد تحدث بالأساس بسبب وجود حالات أكثر خطورة، ولكنْ، في بعض الأحيان يتزامن الشعور بالدوخة مع المُعاناة من ألم خلف الرأس في الوقت ذاته، الأمر الذي غالبًا ما يُثير مخاوفك وشكوكك حول أسباب ظهور هذين العَرَضين معًا. فما هي أسباب المُعاناة من الدوخة وألم خلف الرأس؟ ومتى يجب مراجعة الطبيب؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات أهميّة.[١][٢]


ما الأسباب المحتملة لتزامن الدوخة مع ألم خلف الرأس؟

ثمّة العديد من الأسباب المُحتملة التي قد تكمن وراء المُعاناة من أعراض الدوخة وألم خلف الرأس، والتي قد يوجد غيرها غير مذكور في هذا المقال، وبكلّ الأحوال، يبقى الطبيب هو الشخص المخوّل بتشخيص أسباب ظهور هذه الأعراض متزامنة في آنٍ واحد، وتحديد العلاج الملائم للحالة. وفيما يأتي نذكر مجموعه من هذه الأسباب:


الشقيقة (Migraine)

قد يظهر صداع الشقيقة في أيْ جزءٍ من الرأس، لذا، قد يُعاني المصاب من الصداع أو الألم في مؤخرة الرأس، إلى جانب أنَّ الألم الشديد يُصاحبه الشعور بالدوخة أحيانًا. ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الإصابة بصداع الشقيقة: صعوبة الرؤية، والغثيان، والتقيؤ، والحساسيَّة للأصوات أو الإنارة، ورؤية ومضات من الإضاءة.[٣][١]


إصابة المصع (Whiplash)

  • تحدث هذه الإصابة في حالة تحرك الرقبة ذهابًا وإيابًا بصورة سريعة، ممَّا يؤدي إلى تضرّر المفاصل والعضلات في الرقبة، كما هو الحال عند التعرَّض لحوادث المركبات والتصادم، وقد يُسفر عن ذلك المُعاناة من ألم الرقبة وخلف الرأس، إلى جانب الشعور بالدوخة.[٤]


داء الفقار الرقبيّة (Cervical spondylosis)

قد يحدث بسبب الإصابة بتنكس الأقراص الفقرية العنقية (Cervical degenerative disc disease)، أو الإصابة بالفصال العظمي (Osteoarthritis) خشونة فقرات الرقبة، أو تعرّض العمود الفقري في منطقة الرقبة للتلف مع مرور الوقت، ممَّا يُسفر عنه الإصابة بالدوخة في حالات نادرة جرَّاء انضغاط الجذور العصبيّة والأوعية الدمويَّة في منطقة الرقبة، وربما يشعر المُصاب أيضًا بألم خلف الرأس في حالة تأثّر الجزء العلوي من العنق.[٤]


تمدّد الأوعية الدموية الدماغي (Cerebral aneurysm)

وهو تمدّد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ بسبب ضعف جدرانها، فإذا ما كان التمدُّد الوعائي صغيرًا، فهو غالبًا لا يكون مصحوبًا بأعراض أخرى، ولكنْ عندما يكون كبيرًا، فهو قد يزيد من الضغط المؤثر في الأعصاب أو أنسجة الدماغ المحيطة، ممَّا يتسبَّب في ظهور بعض الأعراض، منها: التنميل، والضعف، وتوسع البؤبؤ، وشلل أحد جانبيّ الجسم، وتغيّر الرؤية، وغيرها من الأعراض الأخرى، ولكنْ في حالة انفجار الوعاء الدموي المتمدّد، والتي تعدّ حالة طارئة، فقد يُسفر عن ذلك صداع شديد ومفاجيء، ربما يؤثر في الجزء الخلفي من الرأس، إلى جانب المُعاناة من تيبس الرقبة، وربما الدوخة، وتشويش الرؤية، والتقيؤ، والغثيان، والحساسية للضوء، والتشنجات، وغيرها.[٥][١]


الجلطة الدماغية (Stroke)

تحدث الجلطة الدماغية في حالة وجود ما يعيق تدفق الدم إلى الدماغ، إمَّا انسداد معين يُؤثر على سريان الدم، أو انفجار لشريان في الدماغ، وفي هذه الحالة، قد يعاني المُصاب من صداع شديد يعتمد ظهوره في الرأس على المنطقة المتأثرة في الدماغ، لذا، قد يظهر الألم في مؤخرة الرأس في حالة تضرُّر تدفق الدم إلى الجزء الخلفي من الدماغ،[٦] وقد يُعاني أيضًا من الدوخة، وأعراض أخرى؛ كصعوبة الكلام أو فهم حديث الآخرين، والتنميل أو الضعف غالبًا في أحد جانبيّ الجسم، وحدوث مشكلات في الرؤية بصورة مفاجئة.[٣]


الألم العصبي القذالي (Occipital Neuralgia)

وهو الألم الناجم عن تأثر الأعصاب المُمتدّة من أعلى الجزء العلوي من الحبل الشوكي إلى مؤخرة الجُمجمة، والذي يظهر على صورة ألم مصدره قاعدة الجمجمة، وينتشر إلى الجزء الخلفي، أو الأمامي، أو الجانبي من الرأس، وقد يُصاحبه الدوخة والدوار، إلى جانب أعراض أخرى مُحتملة، كالغثيان، والحساسية تجاه الضوء، واضطراب الرؤية، وطنين الأذن، وألم الأسنان، وتيبس الرقبة، واحتقان الأنف، وغيرها من الأعراض المُحتملة، وقد يحدث الألم العصبي القذالي بسبب التهاب المفاصل، أو التعرض لإصابات، أو الإصابة بمرض السكري، أو وجود عدوى أو أورام، أو الضغط العصبي.[٧]



هل يمكن أن تسبب المسكنات الدوخة؟

تعدّ مسكنات الألم من الأدوية شائعة الاستخدام بين الأفراد، فهي تساعد على الشعور بالتحسّن سواءً كانت من الأنواع التي يُمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبية، أو تِلك التي لا يمكن صرفها إلَّا بوصفة من قِبل الطبيب، غير أنَّ استخدامها قد يحمل بعض المخاطر أيضًا، فمن المُحتمل أنْ تسبِّب الشعور بالدوخة وفقدان التوازن، وهو ما يستدعي الأخذ بتعليمات الطبيب حول وقت تناول المسكِّن، وجرعته المحدّدة، والأعراض الجانبية التي تسبِّبها، وضرورة إخباره حول أنواع الأدوية الأخرى التي تُؤخذ في الوقت الراهن. ومن المخاطر الأخرى المحتملة لتناول بعض أنواع مسكنات الألم: اضطراب المعدة، وتلف الكبد، والإدمان، وتشويش الرؤية.[٨]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يتوجب على الفرد مراجعة الطبيب في جميع الحالات عند مُعاناته من الدوخة وألم الجزء الخلفي من الرأس، فكما بينّا سابقًا العديد من الأسباب قد تؤدي إلى ظهور هذين العَرَضين معًا، والعديد منها يدلّ على مشكلة تحمل خطورة، وبحاجة إلى تقييم الطبيب والرعاية الطبية اللازمة. وبكل الأحوال، تكون زيارة الطبيب فورًا ضرورية في حالات معيّنة، منها:[٥]

  • الألم، أو الصداع الشديد أو المستمرّ، أو الذي يتفاقم مع الوقت.
  • الصداع المصحوب بأعراض أخرى، منها: تيبس الرقبة، واستمرار التقيؤ، والإصابة بالحمّى، والارتباك، واضطرابات الذاكرة، وفقدان الوعي، والإصابة بالتشنجات، والمُعاناة من الضعف الجسدي أو الشلل.
  • بدء ألم خلف الرأس بصورة مفاجئة.
  • ظهور الصداع والدوخة بعد التعرُّض لإصابات على الرأس.
  • تغير طبيعة الصداع عن نوع الصداع السابق الذي يعانيه الفرد عادةً.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Ana Gotter, "Pain in the Back of the Head", healthline, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  2. "Dizziness", clevelandclinic, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Corinne O'Keefe, "What’s Causing My Headache and Dizziness?", healthline, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Kenneth Nguyen, "What Causes Neck Pain and Dizziness?", spine-health, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Zawn Villines (23/10/2020), "What causes headache, dizziness, fatigue, and neck pain?", medicalnewstoday, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  6. Colleen Doherty, "How a Headache May Be a Sign of a Stroke", verywellhealth, Retrieved 8/1/2021.
  7. Lana Barhum, "An Overview of Occipital Neuralgia", verywellhealth, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  8. "How to Take Painkiller Drugs Safely", verywellmind, Retrieved 8/1/2021. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×