ألم رأس الحامل

كتابة:
ألم رأس الحامل

ألم رأس الحامل

تعدّ إصابة المرأة الحامل بالصّداع أمرًا شائعًا، إذ أشارت إحدى الدّراسات إلى أنَّ 39% من النساء الحوامل يعانين من الصداع أثناء الحمل، ومن الجدير بالذّكر أنَّ الصداع أثناء الحمل يُقسّم إلى نوعين، هما: الصّداع الأوّلي غير النّاتج عن الإصابة باضطراباتٍ صحيّة أخرى، وهو النوع الأكثر شيوعًا، والصداع الثانوي الناتج عن الإصابة باضطرابات صحّية أخرى، كالصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، كما يُقسَم الصداع الأولي إلى عدّة أنواع، هي: الصداع التوتّري الشائع في الثلث الأوّل من الحمل، والصداع العنقودي، والصّداع النصفي.[١]

يعدّ الصّداع التوتري النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الصّداع، وفيه يشعر المصاب بألمٍ خفيف أو ألمٍ شديد ضاغطٍ على جانبي الرّأس أو في مؤخّرته، في حين يمتاز الصداع العنقودي بألمٍ مفاجئ وشديد حول عين واحدة أو حول الصّدغ، وعادةً ما يحدث في نفس الوقت يوميًا على مدار عدّة أسابيع أو شهور، ومن الجدير بالذّكر أنَّ الصداع العنقودي لا يتأثّر بالحمل كباقي الأنواع.[٢]

قد تزداد نوبات الصداع النصفي سوءًا في الأشهر الأولى من الحمل عند بعض النساء المصابات به قبل الحمل، كما أنَّه يخفّ عادةً بعد ذلك عند استقرار مستوى هرمون الإستروجين، في حين قد لا يتغيّر أي شيء عند البعض الآخر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ شدّته تترواح ما بين ألمٍ متوسّط إلى ألمٍ شديد جدًا في جانب واحد من الرّأس في أغلب الأحيان، كما أنَّ الإصابة به قد تتضمّن التقيّؤ، وزيادة التحسُّس من الإشارات الصّوتية والضّوئية.[٣]


أسباب ألم رأس الحامل

يختلف سبب الإصابة بالصّداع ما بين الثلث الأوّل من الحمل وباقي مدّة الحمل، ومن الممكن بيان ذلك على النّحو الآتي:[١]

  • الصداع في الثلث الأول من الحمل: ينتج الصّداع فيه غالبًا عن التغيُّرات التي تحدث داخل جسم المرأة، كالتقلّبات الهرمونية، والتغيُّرات في الوزن وحجم الدّم، بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى، ومنها:
    • التوقُّف عن شرب المشروبات المحتوية على الكافيين.
    • سوء التغذية.
    • قلّة النوم.
    • تناول بعض الأطعمة المحفِّزة للصّداع مثل: منتجات الألبان، والشوكولاتة، والطماطم، وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأطعمة قد تُسبِّب الصّداع عند بعض النساء الحوامل فقط.
    • تغيُّرات الرؤية، وزيادة التحسُّس الضوئي.
    • قلة ممارسة التمارين الرياضية.
    • التوتّر.
    • الغثيان والتقيّؤ.
    • الإصابة بالجفاف.
    • انخفاض مستوى السكّر في الدّم.
  • الصداع في الثلثين الثاني والثالث من الحمل: تتضمّن أسبابه ما يأتي:
    • زيادة الوزن.
    • الشدّ العضلي.
    • تغيُّر وضعيّة الجسم.
    • قلّة النوم.
    • الإصابة بالسكري.
    • الإصابة بارتفاع ضغط الدّم.


علاج ألم رأس الحامل

تُنصح المرأة الحامل باتباع العلاجات المنزليّة الطبيعية للتخلُّص من الصداع بدلًا من استخدام الدواء، حتّى وإن كانت تعاني من الصداع النصفي،[٣] ويمكن بيان علاجات صداع المرأة على النّحو الآتي:

العلاجات المنزلية

يمكن بيان العلاجات المنزلية لعلاج الصداع على النّحو الآتي:[٢]

  • استخدام الكمّادات: يمكن استخدام الكمادات الباردة للصداع النصفي، في حين تُستخدَم الكمادات الباردة أو الساخنة على الجبين أو قاعدة الرّأس للصداع التوتري.
  • شرب كميّات كافية من السّوائل: يجدر التنويه إلى ضرورة شرب الماء ببطء في حال الإصابة بالتقيّؤ المرتبط بالصّداع النصفي.
  • أخذ قسط كافٍ من الراحة يوميًا: يُفضَل النوم في غرفة هادئة ومعتِمة في حالات الصّداع النصفي.
  • تناول وجبات صغيرة من الطعام بصورة متكرِّرة: يجب ذلك للوقاية من الإصابة بانخفاض مستوى السكر في الدم، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب تناول السكّريات كالحلوى الصلبة والصودا المُسبِّبة لارتفاع مستوى السكّر في الدّم بنسبة كبيرة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يساعد ذلك على التقليل من التوتّر الذي هو أحد مُسبِّبات الصداع التوتري، بالإضافة إلى التقليل من حدَّة الصّداع النصفي وتكراره، ويجدر التنويه إلى أنَّ زيادة شدة التمارين الرياضية يجب أن تكون تدريجيّةً، كما يجب عدم البدء بممارسة التمارين أثناء نوبات الصّداع النصفي، إذ قد يُسبِّب ذلك زيادة شدّتها.
  • الاستحمام: يساعد الاستحمام بالماء الساخن على التخفيف من الصداع التوتّري، في حين يساعد الاستحمام بالماء البارد أو غسل الوجه به على التخفيف من الصداع النصفيّ.
  • التدليك وتقنيات الاسترخاء: يساعد التدليك على التخفيف من الصداع التوتري، كما تُساعد تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمّل وغيرها على التّخفيف من التوتر.
  • مفكّرة الصداع: ينصح المختصّون النساء المصابات بالصداع بالاحتفاظ بمفكّرة لإيجاد محفِّزات الصداع، وذلك عن طريق كتابة كل ما أُكِل وفُعِل خلال 24 ساعةً قبل الإصابة بنوبات الصداع، ومن هذه المحفّزات المحليّات الصناعية، وبعض الأطعمة كالمكسّرات والجبنة، والدّخان، والأصوات العالية، والرّوائح القويّة، وغيرها.
  • العلاج بالوخز بالإبر: يُعدّ هذا العلاج من العلاجات الآمنة للحامل، لكنَّ مدى فعاليته في علاج الصداع أمر غير مُتفَق عليه.

العلاجات الدوائية

يُعدّ دواء الباراسيتامول الخيار الأول لتسكين الآلام في حالات الحمل والرضاعة، ويجدر التنويه إلى ضرورة تناول الدواء لأقصر فترة ممكِنة، ويوجد العديد من أنواع مسكنات الألم التي من الضروري تجنُّبها أثناء الحمل ما لم يصفها من الطبيب، ومنها أدوية مضادّات الالتهاب اللاستيرويدية كالأيبوبروفين، بالإضافة إلى أشباه الأفيونات التي تزيد من خطر الإصابة بالإدمان للمرأة والجنين، وبعض الأدوية الخاصّة بالصّداع النصفي، كالإرغوتنامين، وأدوية التريبتانات.[٤][٥]

لا تستدعي معظم نوبات الصداع خلال فترة الحمل مراجعة الطبيب أو القلق، لكن في بعض الحالات قد ترتبط نوبات الصداع ببعض المُسبِّبات التي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور، كالصّداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، أو ازدياد خطر الإصابة بمقدّمات الارتعاج، لذا تجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٦]

  • استمرار الصّداع لمدة تزيد عن أربع ساعات.
  • الإصابة بالحمّى.
  • زيادة الوزن بصورة مفاجئة، أو تورُّم الوجه واليدين.
  • الإصابة باضطرابات في الرّؤية.


أسئلة شائعة حول ألم رأس الحامل

هل يمكن أن يرتبط ألم رأس الحامل بالتهاب الجيوب الأنفية؟

نعم، يعد الصداع أحد الأعراض الشائعة المصاحبة لالتهاب الجيوب الأنفية، وقد يصاحب التهاب الجيوب الأنفية أعراض أخرى، مثل: احتقان الأنف، وسيلان الأنف، والتعب وإجهاد العينين.[٧]

كم من الوقت تستمر نوبة الصداع عند الحامل ؟

تستمر نوبة الصداع عادةً ما بين 4-72 ساعة، وقد تعاني الحامل أيضًا من الشعور بالغثيان، والقيء، بالإضافة إلى الحساسية للضوء أو الصوت.[٨]

هل للزيوت العطرية دور في تخفيف ألم الرأس

نعم، يمكن أن تساعد بعض أنواع الزيوت العطرية في التخفيف من ألم الرأس، ومن أمثلتها: زيت النعناع، وزيت اللافندر؛ إذ بينت إحدى الدراسات أن تطبيق زيت النعناع العطري على أصداغ الرأس يساعد في التقليل من اعراض صداع التوتر، كما بينت دراسة اخرى فعالية زيت اللافندر في التقليل من آلام الصداع النصفي والأعراض المصاحبة له.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب Noreen Iftikhar (6-5-2019), "Headache During Pregnancy: What You Need to Know"، www.healthline.com, Retrieved 24-6-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Headaches during pregnancy", www.babycenter.com,6-2017، Retrieved 25-6-2019.
  3. ^ أ ب "Headaches during pregnancy", www.pregnancybirthbaby.org.au,5-2018، Retrieved 25-6-2019. Edited.
  4. "Headaches in pregnancy", www.nhs.uk,28-2-2018، Retrieved 25-6-2019. Edited.
  5. Melinda Ratini, (22-5-2018), "Migraine Headaches and Pregnancy"، www.webmd.com, Retrieved 25-6-2019. Edited.
  6. "Headaches During Pregnancy", www.whattoexpect.com,25-4-2019، Retrieved 25-6-2019. Edited.
  7. "Headaches in Early Pregnancy", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 2-5-2020. Edited.
  8. "Headaches during pregnancy", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 2-5-2020. Edited.
  9. "18 Remedies to Get Rid of Headaches Naturally", www.healthline.com, Retrieved 2-5-2020. Edited.
10668 مشاهدة
للأعلى للسفل
×