ألم ضغط العين

كتابة:
ألم ضغط العين

ألم ضغط العين

تشترك أمراض العيون جميعها في التلف المتزايد للعصب البصري الذي يربط مقلة العين بالدماغ، ويُعرَف ضغط العين باسم الجلوكوما، ويُقاس ضغط العين بوحدة ملليمتر من الزئبق، إذ يتراوح ضغط العين الطبيعي بين 10-21 ملم زئبق، ويبلغ ارتفاع ضغط العين أكثر من 21 ملم زئبق، ويصاحب ارتفاع ضغط العين ألم شديد في العين وصداع في الرأس أو وجود الهالات حول العين. وعلى الرغم من ذلك فإنّ أغلب المصابين بضغط العين لا يشعرون بأي آلام، فعند ارتفاع ضغط السائل داخل الجزء الأمامي من العين بتلف العصب البصري، ويحدث التلف المرتبط بالجلوكوما في ظلّ وجود ضغط طبيعي للسائل، ويعمل هذا السائل لتغذية العين، ويتدفق من خلال قنوات داخل العين وخارجها، إذ يتراكم السائل بشكل غير صحيح في العين عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط العين، ويتميز الجلوكوما بنمط معين من التّلف التّدريجي للعصب البصري الذي يبدأ بفقدان طفيف للرؤية الجانبية المحيطية، وقد يتطوّر إلى فقدان الرؤية المركزية والعمى، ويُعدّ ضغط العين من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما، ويسبب الجلوكوما العمى الدائم الكامل في غضون بضع سنوات إذا تُرِكَ من دون علاج، وفي علاج الجلوكوما لا يُستعاد الرؤية المفقودة، لكن يُقلّل من احتمال فقدان البصر.[١][٢][٣][٤][٥]


أسباب ضغط العين

تتطور البقع العمياء في البصر نتيجة تدهور العصب البصري وتلفه، ويرتبط تلف العصب البصري بزيادة الضغط في العين، الذي يحدث بسبب تراكم السائل الذي يتدفق عبر العين، ويُجفّف هذا السائل عبر نسيج يُسمى الشبك التربيقي بالزاوية إذ تلتقي القزحية بالقرنية، عند إنتاج السوائل بشكل مفرط، أو عندما يصيب نظام تصريفها أي خلل فلا يتدفق السائل بمعدله الطبيعي مما يزيد ضغط العين، وقراءة مستوى ضغط العين عالية عند الأشخاص الذين يعانون من القرنيات السميكة جدًا، في حين أنّ ضغط العين لديهم طبيعي، أو أقلّ من الطبيعي.[٦][٧]


أعراض ضغط العين

هناك عدد من أعراض الإصابة بضغط العين، وهي تتضمن ما يلي:[٨][٩]

  • فقدان الرؤية الجانبية الطرفية.
  • ضعف الرؤية الليلية.
  • ضعف التركيز على الأشياء القريبة.
  • رؤية الهالات حول الأضواء في الليل.
  • الشعور بألم مفاجئ في عين واحدة.
  • ضبابية الرؤية.
  • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
  • تورم العين واحمرارها.


أنواع ضغط العين

يُقسّم ضغط العين أو الجلوموكا خمسة أنواع؛ وهي:[١٠]

  • جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة، يظهر بزاوية مفتوحة وليست له أي أعراض إلا فقدان البصر التدريجي البطيء، إذ لا تُصلَح أضرار تلف العصب البصري قبل ظهور أي علامة تدل على فقدان الرؤية، وهو من أكثر أنواع الجلوكوما شيوعًا.
  • جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة، إذا مُنِع تدفق سائل العين فجأة فقد يؤدي التراكم السريع للسوائل في زيادة شديدة وسريعة ومؤلمة في الضغط، وهذا النوع حالة طارئة يتوجب الذهاب للطبيب فورًا إذا صاحبتها بعض الأعراض؛ مثل: الشعور بالألم الشديد، والغثيان، والرؤية غير الواضحة.
  • الجلوموكا الخلقية، يولد الأطفال لديهم عيب في زاوية العيب، مما يؤدي إلى بطء تدفق السائل إلى العين أو منعه بشكل طبيعي، ويصاحب هذه الحالة ظهور أعراض؛ مثل: التمزق المفرط، أو العيون الغائمة، أو الحساسية للضوء.
  • الجلوكوما الثانوية، قد تؤدي الإصابات في العين أو تعرض العين لأي ضرر أو تناول الأدوية؛ مثل: الستيرويدات القشرية، أو جراحة العيون إلى الجلوكوما الثانوية، مما يسبب إعتام عدسة العين أو أورام العين.
  • الجلوكوما العادية، يصاب بعض الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة ضغط العين بتلف العصب البصري من دون أي سبب معروف.


تشخيص ضغط العين

على الرغم من أنّه لا يمكن علاج ضغط العين، إلّا أنّه يُسيطر عليه، إذ يحتاج الأشخاص المصابون بالجلوكوما إلى إجراء فحوصات منتظمة للعيون، ويحتاجون إلى مواصلة العلاج لبقية حياتهم، فمن خلال فحص العيون يعرف الطبيب مدى نسبة ضغط العين، وإلى أيّ درجة وصل تلف العصب البصري، ومن حساسية الرؤية الجانبية، والزاوية التي تلتقي فيها القزحية بالقرنية للكشف عن نوع الجلوكوما، ويتطور تلف العصب البصري، ويصل بالجلوكوما المزمنة غير المعالجة إلى العمى خلال بضع سنوات، كما أنّ الجلوكوما الحادة غير المعالجة تؤدي إلى فقدان دائم للرؤية، والتشخيص المبكر والعلاج يؤديان إلى حفظ الرؤية.[١١][١٢]


عوامل خطر الإصابة بضغط العين

تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بضغط العين، ومن هذه العوامل ما يلي:[١٣]

  • يزيد خطر الإصابة بالجلوكوما مع تقدم العمر، ويُنصح الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا بضرورة الاعتناء بعيونهم، وتجنب أي حادث أو ضرر.
  • يُعدّ الأصل العرقي من عوامل خطر الإصابة بالجلوكوما، حيث الآسيويين معرضون للإصابة بجلوكوما منغلق الزاوية أكثر من غيرهم.
  • يؤدي التهاب العين المزمن والقرنية الرفيعة إلى زيادة ضغط العين، وتسبب الإصابة الجسمية أو الصدمات المباشرة للعين في زيادة ضغط العين.
  • يزداد خطر الإصابة بالجلوكوما إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هذه الحالة.
  • يزداد خطر الإصابة بالجلوكوما عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.
  • قد يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بالجلوكوما الثانوية، مثل استخدام الكورتيكوستيرويدات، لمدة طويلة.


علاج ألم ضغط العين

يعتمد نوع العلاج اللازم على نوع الجلوكوما، فقد يُنفّذ العلاج بقطرات العيون أو بالليزر أو بالجراحة، وفي ما يلي توضيح لهذه العلاجات:[١٤]

  • العلاج بقطرات العيون، يُعدّ العلاج بقطرات العيون هو العلاج الأول والرئيس المستخدم للجلوكوما، وتتعدد أنواع هذه القطرات التي تقلّل ضغط العين، وتُستخدَم ما بين مرة إلى أربع مرات خلال اليوم وفق توجيهات الطبيب، وقد يُستخدَم أكثر من نوع للوصول إلى النتيجة المطلوبة، وتسبب قطرات العيون ظهور آثار جانبية؛ مثل: تهيج العين.
  • العلاج بالليزر، إذا لم يقلل استخدام القطرات من ضغط العين ينصح بالعلاج بالليزر، حيث توجيه حزمة ضوئية عالية الطاقة بعناية إلى الجزء المتضرر من العين لإيقاف تراكم السوائل داخلها، وعادةً ما يُجرى العلاج بالليزر في حالة استيقاظ المريض، واستخدام قطرات مخدر موضعي لتخدير العين، ويستمر العلاج بالقطرات بعد العلاج بالليزر أيضًا، وتشمل أنواع العلاج بالليزر:
  • ليزر رأب التربيق، يُستخدم الليزر لفتح قنوات تصريف السوائل داخل العين، والذي يسمح لمزيد من السوائل بالخروج وتقليل الضغط داخلها.
  • العلاج بالليزر الحلقي، يُستخدم الليزر في تدمير بعض أنسجة العين التي تنتج السائل، والتي تقلل من الضغط في العين.
  • ليزر قطع القزحية، يُستخدَم الليزر لإنشاء ثقوب في قزحية العين لتسمح للسائل بالنزول من العين.
  • العلاج بالجراحة، قد يُلجَأ لإجراءات الجراحة في حال لم تستجب العين للعلاج بالقطرات والليزر، وتُعدّ عملية استئصال التربيق من أكثر أنواع علاج الجلوكوما شيوعًا، حيث إزالة جزء من قنوات تصريف العين للسماح للسائل بالتجفيف بسهولة، وتُجرى العملية الجراحية في حالة التخدير الموضعي أو التخدير العام، وفي الأغلب لا حاجة إلى استخدام قطرات العين بعد عملية الاستئصال.

وفي نوع آخر من الجراحة قد يُشقّ التربيق من خلال استخدام التيار الكهربائي لإزالة جزء صغير من قنوات تصريف السوائل داخل العين، أو قد يُزال جزء من الغظاء الخارجي الأبيض لمقلة العين، مما يسهّل عملية تصريف السوائل داخل العين، وقد تُوسّع قنوات تصريف السوائل داخل العين، أو يُزرَع جهاز صغير بداخلها ليخفف الضغط على العين من خلال استئصال جزء من الملتحمة، ويوضع الجهاز أسفل أنسجة الملتحمة، وقد توضع دعامات للتربيق، وهي أنبوب صغير يوضع في العين ليزيد من تصريف السوائل، وبعد إجراء العملية الجراحية للجلوكوما قد تصبح العين حمراء والرؤية غير واضحة لمدة قد تصل إلى 6 أسابيع، بعد ذلك تتحسن الرؤية، وينصح بالحفاظ على جفاف العين، وتجنب القيادة، والقراءة، ورفع الأشياء الثقيلة لمدة أسبوع على الأقل.


المراجع

  1. "Glaucoma", www.medicinenet.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  2. "What Is Glaucoma?", www.webmd.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  3. "Glaucoma", www.health.harvard.edu, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  4. "Glaucoma", my.clevelandclinic.org, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  5. "Ocular Hypertension", www.webmd.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  6. "Ocular Hypertension", www.webmd.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  7. "Glaucoma", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  8. "Glaucoma", medlineplus.gov, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  9. "Glaucoma", www.drugs.com,19-6-2019، Retrieved 17-8-2019. Edited.
  10. Kimberly Holland (29-1-2016), "Glaucoma"، www.healthline.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  11. Robert J Noecker, "Glaucoma"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  12. "Eyes - glaucoma", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  13. Kimberly Holland (29-1-2016), "Glaucoma"، www.healthline.com, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  14. "Glaucoma", www.nhs.uk, Retrieved 17-8-2019. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×