ألم في القصبة الهوائية

كتابة:
ألم في القصبة الهوائية

ألم في القصبة الهوائية عند التنفس

العديد من الأعراض التي نواجهها في حياتنا اليوميَّة تستدعي منّا الانتباه وعدم التجاهل، كأنْ يعاني الشخص من الألم أو الانزعاج في القصبة الهوائيَّة أثناء دخول وخروج الهواء في عملية التنفس، فهذا الألم الذي يظهر متفاوتًا في شِدته من حالة لأخرى قد يدلّ أحيانًا على وجود مشكلة صحيّة تحمل خطورة، وبحاجة لمراجعة الطبيب في أقرب فرصة مُمكنة، خاصةً عندما يُصاحبه صعوبة في التنفس، أو ألم في الصدر، أو حمّى، أو فقدان للوعي، أوكثرة التعرّق، أو السعال المصحوب بالدم، أو شحوب البشرة، أو غيرها من الأعراض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود خطورة، حتى إنْ كان الألم أو الانزعاج في القصبة الهوائية عند التنفس يبدو بسيطًا. فما هي الأمراض والمشكلات التي قد تسبِّب ألم في القصبة الهوائيَّة عند التنفس؟ وكيف يمكن تخفيف هذا الألم؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١]


ما هي أمراض الرئة المسببة للإحساس بألم في القصبة الهوائية عند التنفس؟

هذا الألم الذي قد يشعر به الشخص أحيانًا في القصبة الهوائيَّة عند تنفسه قد يكون ناجمًا عن وجود مشكلات في الرئة، وذلك على الرغم من أنَّ الرئتين ذاتها لا تضمّ مستقبلات عصبيَّة للألم، وبكل الأحوال، يبقى الطبيب الشخص المخوَّل بتشخيص أمراض الرئة المُسبِّبة للألم في القصبة الهوائية عند التنفس، بعيدًا عن التكهنات والخمينات التي لا تعتمد على أسس التشخيص الطبي. ونذكر في الآتي مجموعة من هذه الأسباب:


استرواح الصدر

يعرف استرواح الصدر (Pneumothorax) بأنَّه الحالة التي يُصاحبها انهيار جزء من الرئة أو كاملها، والتي تعدّ من المضاعفات الشائعة لمشكلة النفاخ الرئوي (Emphysema)، وغيرها من أمراض الرئة، وإلى جانب الألم في القصبة الهوائية عند التنفس، ربما يُصاحب استرواح الصدر ألم شديد في الصدر، وضيق في التنفس.[٢]


الالتهاب الرئوي

وهو الالتهاب الرئوي (Pneumonia) الناجم عن الإصابة بعدوى بكتيريَّة أو فيروسيَّة أو فطريَّة، والمُتمثِّل بالتهاب الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئتين، والتي يُصاحبها ألم يزداد سوءًا أثناء التنفس، وربما أعراض أخرى؛ كالحمّى، والسعال، والإعياء الجسدي، وضيق التنفس، وغيرها.[٢][٣]


الانصباب الجنبي

يظهر الانصباب الجنبي (Pleural effusion) أو تكون الماء على الرئة على صورة تراكم للسوائل بين طبقات غشاء الجنب، والذي قد يحدث لأسباب عِدة، كالإصابة بأمراض القلب، وأمراض الرئة، واضطرابات المناعة الذاتيّة، وغيرها.[٢]


الانصمام الرئوي

وهي الحالة الصحيّة التي تحدث بسبب انفلات الخثرة الدمويَّة من الأوردة وانتقالها إلى الرئتين، والتي تعدّ من المشكلات التي تُهدّد حياة المُصاب، وتزداد فرصة حدوثها عند الإصابة بالخثار الوريدي العميق (DVT)، وأمراض القلب، والخضوع لجراحة مؤخرًا.[٢]


مشكلات رئوية أخرى

إضافةً إلى ما سبق ذكره، توجد أنواع أخرى من المشكلات الرئوية التي قد تُثير ألمًا في القصبة الهوائيَّة عند التنفس، نذكر منها:[٢]

  • مرض السل (TB): وهو من أمراض العدوى الشائعة في جميع أنحاء العالم، وقد يُسفر عنها ألم في القصبة الهوائية أثناء التنفس.
  • ورم المتوسطة (Mesothelioma): من أنواع السرطان الذي يظهر في غشاء الجنب، ومن الشائع انتشاره بين الأفراد الذين يتعاملون بمادة الأسبست (Asbestos).
  • الاحتشاء الرئوي (Pulmonary infarction): والذي يحدث في حالة موت النسيج في بعض أجزاء الرئة، جرَّاء إعاقة تدفق الدم في النسيج.
  • سرطان الرئة: قد يُسفر عن السرطان الرئوي شعور بالألم عند التنفس في حالة انتشار السرطان إلى غشاء الجنب.
  • داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD): وهو عبارة عن مجموعة من المشكلات التي تُصيب الرئة، أشهرها مشكلة النفاخ الرئوي (Emphysema).[١]
  • التهاب القصبات (Bronchitis): وهو الالتهاب أو العدوى التي قد تُؤثر في الأنابيب التنفسيَّة في الرئتين.[١]


حالات مرضية لا تتعلق بالرئة وتسبب ألم القصبة الهوائية عند التنفس

إلى جانب أمراض الرئة، ثمّة مجموعة من المشكلات والأمراض الصحيَّة الأخرى التي قد تكون سببًا في إثارة الألم في القصبة الهوائية عند التنفس، ومرّة أخرى، يبقى الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص سبب هذا الألم وتحديد المشكلات الصحيّة المسؤولة عن حدوثه، وكيفية التعامل معها. ونذكر فيما يأتي مجموعة من أبرز هذه الأمراض:

التهاب الغضروف الضلعي

تتمثّل مشكلة التهاب الغضروف الضلعي (Costochondritis) بالتهاب الغضروف الذي يصل عظمة القص بالأضلاع، ربما بسبب التعرض لإصابة على منطقة الصدر، أو الإصابة بعدوى تنفسيّة، وغالبًا ما يُصاحب هذه الحالة الشعور بألم حول عظم القص (Breastbone)، وربما ينتشر الألم عند البعض إلى الظهر ويزداد سوءًا أثناء السعال أو التنفس بعمق.[٣]

التهاب التامور

التهاب التامور (Pericarditis)؛ هو الحالة التي يُصاحبها التهاب الكيس أو الحوصلة المُحيطة بالقلب، والتي توفر الحماية له، وقد يُصاحب هذا الالتهاب ألم في القصبة الهوائية عند التنفس، قد يُبدي تحسُّنًا عند الجلوس باستقامة والانحناء للأمام، وتجدر الإشارة إلى احتماليّة مُعاناة المُصاب بالتهاب غشاء التامور من أعراض أخرى أيضًا؛ كالحمى، وضيق التنفس، والدوخة، وعدم انتظام نبض القلب.[٣]

أمراض أخرى تصيب القلب

ونذكر من هذه المشكلات ما يأتي:[١]

  • النوبة القلبية (Heart attack): والتي تحدث بسبب وقف تدفق الدم إلى القلب.
  • الذبحة الصدرية (Angina): سببه ضعف تدفق الدم إلى القلب.
  • فشل القلب (Heart failure): وهي الحالة التي يُصاحبها فشل أو ضعف عضلة القلب في ضخّ الدم إلى أنحاء الجسم.

مشكلات صحية أخرى

ويمكن إجمال بعض منها على النحو الآتي:[١]

  • الدبيلة (Empyema): وهي تجمّع من العمل أو القيح المُصاب بالعدوى، والذي قد يظهر ضمن بطانة تجويف الصدر.
  • عدوى الهربس النطاقي (Shingles): من أنواع العدوى الفيروسية التي ربما تسبِّب الألم في موقع العدوى.
  • فرط ضغط الدم الرئوي (Pulmonary hypertension): وهي من الحالات الخطِرة التي يُصاحبها ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي لأسباب عديدة، منها: الإصابة بأمراض الرئة، وأمراض القلب، واضطرابات الأنسجة الضامّة.[٢]


هل الإجهاد الجسدي يسبب ألم عند التنفس؟

قد يكون الإجهاد الجسدي في بعض الأحيان سببًا لتعرُّض منطقة الصدر لأنواع مختلفة من الإصابات، مثل: كسور الأضلاع، وشدّ العضلات المكونة للصدر، والتي غالبًا ما تنجم عن الإصابات الرياضيَّة، أو تعرض منطقة الصدر لضربة مباشرة، أو السقوط، وعندها يشعر المُصاب بألم قد يبدو في القصبة الهوائية، وربما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى؛ كضيق التنفس، وانتشار الألم إلى الظهر أو العنق، وظهور كدمات على الجلد. ومن جانبٍ آخر، ربما يكون التعب الجسدي المصاحب لألم القصبة الهوائية عند التنفس ناجمًا عن المعاناة من أمراض متعلقة بالقلب أو الرئتين؛ كالالتهاب الرئوي، واسترواح الصدر، وغيرها.[٣]


نصائح لتخفيف ألم القصبة الهوائية عند التنفس

بعض المشكلات الصحيَّة التي يسفر عنها ألم القصبة الهوائية عند التنفس بحاجة للعلاج الذي يصِفه الطبيب بالاعتماد على تشخيص المُشكلة، بينما تستدعي بعض المشكلات طويلة الأمد خطة علاجيَّة تضمّ نصائح وإجراءات مباشرة تركّز على تغيير بعض السلوكيات، والقيام ببعض الأمور بهدف تخفيف ألم القصبة الهوائية عند التنفس، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[١]

  • تغيير وضعية الجسم، كرفع الرأس على الوسادة بدلًا من الاستلقاء باستقامة على الفراش، فربما يُساهم ذلك في تخفيف الألم المصاحب لحالات الانسداد الرئوي المزمن، وكما هو الحال مع الاستلقاء، يُمكن تجربة الانحناء إلى الأمام قليلًا أثناء الجلوس، إلى جانب إراحة القدمين بصورة مسطّحة على الأرض، وإرخاء عضلات العنق والكتفين، وإسناد الكوعين على الركبتين أو الطاولة.
  • مُمارسة اليوغا أو التمارين الخفيفة، في حالة المُعاناة من ألم في القصبة الهوائية عند التنفس، المرتبط بممارسة التمارين الروتينية.
  • الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن أجوائه قدر الإمكان.
  • تجنب التعرض للملوثات البيئيَّة، أو السموم المتواجدة في بيئة العمل، أو الأدخنة المتصاعدة.
  • التأكد من اتباع الخطة العلاجية التي يحدِّدها الطبيب في حالة المُعاناة من الانسداد الرئوي المزمن، أو الاضطرابات الأخرى طويلة الأمد.
  • استشارة الطبيب حول أهمية ممارسة تمارين التنفس العميق لتخفيف الألم أثناء التنفس.
  • تقليل فرصة الإصابة بأمراض القلب، بمُمارسة الرياضيَّة يوميًّا، والسيطرة على ضغط الدم، وتخفيف الوزن، وخفض مستويات الكولسترول في الجسم، والسيطرة على السكري، وتخفيف استهلاك الملح، والدهون التقابليَّة، والدهون المشبعة.
  • الاسترخاء، والحرص على التنفس ببطؤ.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح JC Jones , "Why Does It Hurt to Breathe?", healthline, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Lynne Eldridge, "Causes of Pain With Deep Breathing", verywellhealth, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "What can cause painful respiration?", medicalnewstoday, 15/3/2019, Retrieved 18/1/2021. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×