ألم في اليد اليمنى

كتابة:
ألم في اليد اليمنى

هل سيختلف مسبب ألم اليد اليمنى عن اليسرى؟

تحتوي اليد على تركيب هيكلي معقَّد وحسَّاس مكوَّن من عظام، وأوتار، ومفاصل، وأنسجة ضامة، وأعصاب، لتحريكها بدقّة وقوّة أثناء إنجاز المهام المتنوِّعة، وهذا يعني أنَّ تعرُّض أيْ من تراكيب اليد لمشكلات أو إصابات قد يؤدي إلى إثارة الألم فيها، ونظرًا لتشابه تراكيب اليد اليمنى واليد اليسرى، لا يوجد اختلاف في نوع المشكلات التي قد تسبِّب الألم في إحدى اليدين عن الأخرى، عدا عن احتمال إصابة اليد اليمنى بمشكلة مُحدَّدة لا تؤثر في اليد اليسرى، ممَّا يؤدي إلى الشعور بالألم فيها تحديدًا. وسنتناول في هذا المقال مجموعة من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بألم في اليد اليمنى، وكيفية علاجها، ومعلومات أخرى ذات أهميَّة.[١]


ما مسببات ألم اليد اليمنى؟

يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدّي إلى المعاناة من ألم اليد اليمنى، ولكثرتها، يصعب ذكر كافّة الأسباب في هذا المقال، وبكلّ الأحوال، يُعدّ الطبيب الشخص المخوَّل بتشخيص سبب ألم اليد، بعيدًا عن التكهنات والتخمينات التي لا تعتمد على أُسس التشخيص الطبي السليم. ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز هذه الأسباب:


فرط الاستخدام

يحدث الألم والشد في اليد أحيانًا بسبب استخدامها بصورة متكرِّرة، أو القيام بالمهام المكثّفة لفترات طويلة، أو تثبيت اليدين في وضعيّة غير ملائمة لوقتٍ طويل، وغالبًا ما يحدث هذا النوع من الألم عند ممارسة بعض أنواع الرياضات، أو استخدام المعدَّات والأدوات، أو حمل الأشياء الثقيلة، أو الطباعة على لوحة المفاتيح، أو غيرها من المهام المشابهة.[٢]


إصابات اليد

كما بيَّنا سابقًا، تحتوي اليد على تركيب مُعقَّد وحسَّاس، الأمر الذي يجعلها عُرضة للإصابات والمخاطر بصورة مستمرّة، فربما تتعرَّض اليد لكسور العظام، أو الإجهاد العضلي، أو الالتواء، سواءً كان ذلك أثناء القيام بأعمال البناء، أو التعرُّض للسقوط، أو لعب بعض أنواع الرياضات، أو غيرها من الأنشطة المُماثلة.[١]


التهاب المفاصل

ثمّة أنواع كثيرة ومتنوعة من التهابات المفاصل التي تسبب الشعور بألم المفاصل وتورُّمها وتصلبها، ويُعدّ الفصال العظمي (Osteoarthritis) أو المعروف أيضًا بخشونة المفصل، أحد أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، فهو يحدث مع مرور الوقت نتيجة تلف الغضروف الذي يحمي المفصل من الصدمات، ممَّا يسمح باحتكاك العظام ببعضها، وهذا قد يُثير الشعور بالألم والتيبُّس.[٢] كما يوجد نوع آخر شائع من التهاب المفاصل، يُعرف بالتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، وهو ناتج عن مهاجمة جهاز المناعة في الجسم لأنسجة المفاصل عن طريق الخطأ، ممَّا يُثير الشعور بألم المفاصل والتهابها، وقد يتسبَّب مع مرور الوقت بحدوث تلف دائم في المفصل المصاب.[٢]


متلازمة النفق الرسغي

تحدث متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome) بسبب انضغاط العصب الذي يمرّ في معصم اليد، فيُعاني المصاب من أعراض عديدة، قد تتراوح بين الألم، والتنميل، والوخز في اليد أو الذراع، وربما تتسبب متلازمة النفق الرسغي أيضًا بضعف في اليد المصابة، وأحيانًا يفقد المصاب إحساسه بموقع اليد في الفراغ.[٢]


هشاشة العظام

تُعرَف هشاشة العِظام بأنَّها الضعف الذي يُصيب العظام جرَّاء فقدان كتلتها تدريجيًّا، الأمر الذي يزيد من خطورة الإصابة بكسور العظام، خاصَّةً في الرسغين والوركين، ممَّا يُثير الألم فيها، وفي الحقيقة، تشيع الإصابة بهشاشة العظام بين الإناث وكبار السّن.[٢]


التهاب الوتر

يحدث الالتهاب أحيانًا في الوتر الموجود في اليد أو حوله، ممَّا يؤثر في الحركة الانسيابيّة في اليد والأصابع، والشعور بالألم والتورّم في مكان الالتهاب، كما توجد حالة أخرى قد تُؤثر في أوتار اليد، تُعرف بالإصبع الزنادي (Trigger Finger)؛ والتي تحدث نتيجة تورم الأوتار المتصلة بالأصابع، الأمر الذي يؤثر على حركة الإصبع.[٣]


التكيس العقدي

تحدث حالة التكيس العقدي (Ganglion cyst) نتيجة تجمع السائل الذي يوجد عادةً في المفصل أو غمد الوتر (Tendon sheath) في كيس أو جراب، والذي قد يظهر في اليد فيسبب الألم، إذْ يعدّ ظهور التكيس العقدي في اليد شائعًا، ربما يعود ذلك إلى إمكانية مشاهدته تحت الجلد، أو وجود الكثير من المفاصل وأغماد الوتر في اليد.[٣]


مرض أو ظاهرة رينود

تعرف ظاهرة رينود (Raynaud’s phenomenon) بأنها حالة الشعور ببرودة وتنميل في أجزاء محدّدة من الجسم، خاصةً في أصابع اليدين أو القدمين عند التعرُّض للتوتر أو البرودة، بالإضافة إلى حدوث تضيق في الأوعية الدمويَّة بهدف إبطاء تدفق الدم واحتفاظ الجسم بالحرارة، وفي الحالات الشديدة، قد يعاني الشخص من تقرحات، وتلف في الأنسجة أيضًا.[١]


أسباب أخرى

إلى جانب الأسباب المذكورة سابقًا، قد يعاني الفرد من ألم اليد لأسباب أخرى، منها:[١]

  • اعتلال الأعصاب الحيطيّة (Peripheral neuropathy): تحدث في حالة تعرض الأعصاب الطرفية للتلف، ممَّا يُصاحبه ألم، وتنميل، وضعف في اليدين والقدمين.
  • النقرس (Gout): هو من أنواع التهاب المفاصل، الذي قد يُسفر عنه ألم شديد ومفاجيء في المفصل، ربما يؤثر في مفاصل اليدين والرسغين.
  • الذئبة (Lupus): من أمراض المناعة الذاتية، التي قد يهاجم فيها الجسم الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، وربما يكون تيبس المفصل أو ألم المفصل من العلامات الأولى للمرض.
  • تصلب الجلد (Scleroderma): هي مجموعة من المشكلات التي تؤدي إلى نمو غير طبيعي للأنسجة الضامة تحت الجلد أو حول الأعضاء الداخلية، ويجدر الذكر بأنَّ كافة أنواع تصلب الجلد تؤدي إلى زيادة سمك جلد الأصابع وشدّه، ممَّا يعيق حركتها، كما يتسبب تصلب الجلد أحيانًا بتضيق الأوعية الدموية في اليدّ، والشّعور بالألم والوخز.[٢]



كيف يمكن علاج مسببات ألم اليد اليمنى؟

يوصِي الطبيب بالعلاج المناسب بعد تشخيصه سبب ألم اليد، فهو يعتمد في تحديده العلاج على نوع المشكلة التي يعانيها الفرد، وسنذكر في الآتي بعض طرق علاج مسببات ألم اليد اليمنى:[١]

  • التهاب المفاصل: في هذه الحالة، قد يصِف الطبيب واحدًا أو أكثر من الآتي:
    • بعض الأدوية لتخفيف الألم والتورّم في المفصل.
    • حقن الكورتيزون أو التخدير، لتخفيف الأعراض فترة أطول.
    • العلاج الجراحي.
    • العلاج الفيزيائي، أو الوظيفي.
    • الجبائر للمفاصل التي يتوجب على الفرد استخدامها بكثرة.
    • الجبائر.
    • تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها بدون وصفة.
    • الستيرويدات الفموية (Oral steroids).
  • حقن الكورتيزون أو التخدير.
    • الخضوع للجراحة.
  • التهاب الوتر: قد يستدعي الأمر أحيانًا إعطاء الطبيب حقن الكورتيزون في مكان الالتهاب، أو الخضوع للجراحة، ولكن قد تساهم مسكنات الألم والعلاج الفيزيائي في تخفيفه أيضًا.
  • التكيس العقدي: عادةً ما يزول التكيس العقدي من تلقاء نفسه، ولكنْ في حالة استمرار وجوده واستمرار الألم، قد يوصِي الطبيب بتصريف محتوى الكيس من السائل، أو إزالته بالكامل.
  • الذئبة: لا يوجد علاج يشفي من الذئبة، ولكنْ قد يوصِي الطبيب بالمسكنات ومضادات الالتهاب، أو اللجوء للعلاج الفيزيائي، ونصائح منزلية أخرى.
  • الاعتلال العصبي الطرفي: يصِف الطبيب في هذه الحالة أدوية تساهم في علاج الألم العصبي، أو مسكنات ألم مختلفة، بالإضافة إلى إمكانية وصف مضادات الاختلاج، أو مضادات الاكتئاب للسيطرة على الأعراض.
  • كسور والتواء اليد: يختلف العلاج الذي يحدِّده الطبيب بالاعتماد على موقع ونوع الإصابة، ولكنَّه عادة ما يوصِي باستخدام الجبائر، وربما تكون الجراحة خيارًا مطروحًا في الحالات الشديدة لمنع المضاعفات طويلة الأمد.
  • تصلب الجلد: لا يوجد علاج يشفي من تصلب الجلد، ولكنْ ثمة مجموعة من الأدوية التي قد تخفِّف الأعراض وتمنع تدهور الحالة، منها: الستيرويدات، وأدوية ضغط الدم، ومثبطات المناعة.[٢]
  • هشاشة العظام: قد يصِف الطبيب في هذه الحالة أدوية تساهم في زيادة الكثافة العظميّة، إلى جانب إمكانية وصف مكملات الكالسيوم، أو فيتامين د.[٢]



نصائح لتخفيف ألم اليد اليمنى

العديد من حالات ألم اليد اليمنى تستجيب باتباع بعض النصائح المنزلية، وذلك بعد مراجعة الطبيب والتأكد من سبب الألم، ونذكر في الآتي بعض من هذه النصائح:[٣]

  • الحصول على القدر الكافي من الراحة، وتجنب الأنشطة المتكرِّرة التي تسبب الألم.
  • تطبيق البرودة، ويمكن الاستعانة بالثلج بهدف تخفيف الألم والسيطرة على الالتهاب، مع الحرص على تجنب وضع الثلج على البشرة مباشرةً، وإنما وضعه في قطعة من القماش قبل استخدامه.
  • استخدام الحرارة، فأحيانًا يشعر الشخص بالتحسُّن بعد استخدام الحرارة لتهدئة الألم وتخفيف الشدّ، ويُمكن القيام بذلك باستخدام الكمادة الدافئة أو وضع اليد تحت المياه الدافئة.
  • رفع اليد أعلى من مستوى القلب.[٢]
  • تطبيق بعض تمارين الإطالة الخفيفة بهدف تخفيف الألم.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Corinne O'Keefe Osborn, "What’s Causing My Hand Pain?", healthline, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Zawn Villines (28/1/2019), "What can cause pain in the hand or wrist?", medicalnewstoday, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Jonathan Cluett, "Causes of Hand Pain and Treatment Options", verywellhealth, Retrieved 19/2/2021. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×