أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

كتابة:
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

نسب أم المؤمنين جويرية بنت الحارث 

هي أم المؤمنين جويْرية وأحد زوجات النبي، وهي خُزاعية من بني المُصْطلق، واسمها هو جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ابن الحارث بن المصطلق.

وكانت متزوجةً قبل زواجها من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بمُسافِع ابن صفوان الذي قُتل كافرًا، وكان اسمها برّة قبل زواجها من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فلمّا تزوجها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- غيّر اسمها إلى جويرية.[١]

سبب زواج النبي من جويرية بنت الحارث

جاء سبب زواج جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثٍ طويل ترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.

وسبب زواج النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- منها كان قد وقع بعد غزوة بني المصطلق التي خاضها المسلمون، وذلك حين أراد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يُقسّم السبايا اللاتي غنموها من الغزوة، فكانت جويرية بنت الحارث من السبايا التي جاء بها المسلمون، وكانت ابنة سيد القوم في بني المصطلق.[٢]

ولمّا رُمي السهم لتحديد مالكِها كانت من نصيب ثابت بن قيس بن الشّماس أو لابن عمِّه؛ كاتبته على ذلك، فذهبت بعدها إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليُعينها في كتابتِها.

وكانت جويرية شديدة الجمال، لا يراها أحد إلّا وفُتن بجمالها، وهذا ما جعل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تكره دخولها إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، حيث علمت أنّه سيرى من جمالها كما رأت.[٢]

ولمّا دخلت إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عرّفته بنفسها، وذكرت له نسبها وأنّها ابنة سيد القوم، وأخبرته بسبب مجيئها إليه، وهو أنّها كاتبت ثابت بن قيس بن الشّماس على نفسها، وجاءت إليه ليُعينها على ذلك، فعرض عليها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يقضيَ لها كتابتها ويتزوّجها، فوافقت جويرية على ذلك.[٢]

وحينما انتشر الخبر في المدينة المنورة وعلِم النّاس أنّ بني المصطلق أصبحوا أصهارًا لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، بدأ النّاس يعتقون السّبايا التي عندهم.

وأُعتق بزواجها من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مئة بيت من بيوت بني المصطلق، فكانت امرأة ذات بركة عظيمة على قومها.[٢]

صفات أم المؤمنين جويرية في بيت النبوة 

كانت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث كغيرها من زوجات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تتحلّى بالعديد من الصفات، ومنها ما يأتي:[٣]

  • كانت كريمة مِعطاءة

حيث إنّ كلّ مُخصّصاتها التي كانت تصلها من بيت مال المسلمين كانت تُنفقها على الفقراء والمحتاجين، تأسّيا بفعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

  • كانت عابدة زاهدة في الدنيا

حيث كانت تقصد الحج في كل نداء له، فتؤدّي مناسكه بقلب طاهر وخاشع، ثمّ تعود إلى حجرتها في المدينة المنورة.

  • كانت تقيّة ذات ورع ودين، وكانت كثيرة الصيام والقيام.

مناقب أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

جاء في سيرة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- العديد من المناقب والفضائل، ومن مناقب أم المؤمنين جويرية ما يأتي:

  • كانت امرأة عظيمة البركة على قومها، حيث أعتق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مئة بيت من قومها عند زواجه بها، وكانت سبيلًا من سُبل النجاة لقومها بعدما كانوا قد وقعوا أسرى في أيدي المسلمين.[٤]
  • كانت تحبّ الإكثار من الأعمال الصالحة، وتحرص على نيل الرضا من الله تعالى، وقد كانت تعطف على الرقيق والعبيد؛ حيث جاء أنّها قد أعتقت غلامًا لوجه الله تعالى، وكانت تتصدق بكل ما لديها.[٥]
  • كانت كثيرة الذكر لله تعالى، حيث كانت تجلس لذكر الله تعالى من بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس.[٦]

وفاة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث في ربيع الأول بعد خمسين سنة من هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقيل إنّها توفّيت سنة ستٍّ وخمسين للهجرة في المدينة المنورة، وصلّى عليها أمير المدينة المنورة آنذاك وهو مروان بن الحكم.[١]

وكانت قد بلغت من العمر عند وفاتِها سبعين سنة، ومن قال بأنّها توفيت سنة خمسين من هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالوا بأنّها قد توفيت وهي تبلغ من العمر ستّاً وخمسين عامًا، فرحمها الله ورضي الله عنها وأرضاها.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 210،211. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث حسن العوايشه، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 237. بتصرّف.
  3. خالد الحمودي، أم المؤمنين جويرية بنت الحارث، صفحة 10. بتصرّف.
  4. صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 90. بتصرّف.
  5. نور الدين الهيثمي، كتاب كشف الأستار عن زوائد البزار، صفحة 374. بتصرّف.
  6. محمود محمد خليل، سبيل الرشاد، صفحة 839. بتصرّف.
4333 مشاهدة
للأعلى للسفل
×