أم كلثوم بنت علي (ابنة فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب)

كتابة:
أم كلثوم بنت علي (ابنة فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب)


أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء وعلي

التعريف بأم كلثوم ونسبها ومولدها

الصَّحابيَّة أمُّ كلثوم -رضي الله عنها- حفيدةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبيان اسمها واسم والدها ووالدتها وزمن ولادتها فيما يأتي:[١][٢]

  • اسمها: أمّ كلثوم.
  • والدها: هو الصَّحابيُّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عمِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • والدتها: هي الصَّحابيَّة فاطمة الزهراء بنتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • زمن مولِدها: ولدت أمُّ كلثوم -رضي الله عنها- قبل وفاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي قبل السَّنة الحادية عشرة للهجرة.زمن


زواج أم كلثوم بنت علي

تزوَّجت أمُّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب -رضي الله عنها وعن أبيها- من عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- في زمنِ خِلافته؛ إذ خطبها من أبيها طلباً لنيلِ شرف نكاحِ حفيدةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولأنَّها كانت شابَّةً صغيرةً اشترطَ علياً -رضي الله عنه- أن يبعثها إلى عمر -رضي الله عنه- ليراها، فإن رضيَ بها فإنَّه سيزوجه إياها.[٣]


فقامَ إليها وأعطاها غرضاً لتذهبَ به إلى أمير المؤمنينَ على أن تخبره أنَّ هذا هو الغرضُ الذي قال لك عنه أبي، فَفَعلت ذلك، فقال لها عُمر -رضي الله عنه- أن تُخبر أباها أنّ عمر قد رضي، فعادت إلى أبيها تُخبره بصنيعَ أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-، فأخبرها حينها أنَّه يريد الزَّواج منها.[٣]


فتمَّ الزَّواجُ وقد أصدقها عمر -رضي الله عنه- مهراً يُقدّر بأربعينَ ألفاً،[٤] وأنجبت له اثنانِ من الأولاد، ولدٌ وهو زيد بن عمر، وبنتٌ وهي رقيَّة بنت عمر -رضي الله عنه-،[١] ولمَّا مات عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- تزوَّجت أمّ كلثوم -رضي الله عنها- من محمد بن جعفر بن أبي طالب، ولكنَّه ماتَ عنها،[٥] فتزوجت من بعده بعون بن جعفر.[٦]


أولاد أم كلثوم بنت علي

أنجبت أمُّ كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- من زوجها عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- بنتاً وولداًّ ولم يُعلم لها من أزواجها الآخرينَ أولاداً غير هذينِ الاثنينِ، ونذكر فيما يأتي نبذة عنهما:

  • الولدُ واسمه زيد بن عمر: ويلقَّبُ بزيد الأكبر، إذ جاءَ لعمر -رضي الله عنه- ولدٌ آخر اسمه زيد وسُمّي فيما بعد زيد ابن عمر الأصغر، وعُرِف عنه أنَّه قد ماتَ صغيراً، وقد جاءَ في كيفيَّةِ موته روايتان، الأولى منهما أنَّه قد مرضَ هو وأمّهُ وماتا في ساعةٍ واحدةٍ حتّى لم يُعلَم من سبقَ الثَّاني ليرِثَ منه،[٧] وأمَّا الرّواية الثانية فمفادُها أنَّه قد قُتِلَ خطأً على يدِ خالد بن أسلم مولى عمرو، والأكيدُ أنَّه لم يكن له أولاد.[٨]
  • البنتُ واسمها رقية بنت عمر: ولا يُعلمُ عنها الكثير سوى أنَّها تزوجت من إبراهيم بن نعيم بن عبد الله بن النحام، وأنَّّها ماتت عنده ودفنت في مقبرةِ البقيعِ،[٩] ولم تترك خلفها أيَّ ولد.[٨]


وفاة أم كلثوم بنت علي

توفِّيت أمُّ كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- مع ولدها زيد بن عمر الأكبر في نفس اليومِ، وقيل في نفس السَّاعة، فلم يُعرَف من منهما سبقَ الآخر، وقد صلَّى عليهما عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- إذ قدّمه إلى الإمامةِ بالصّلاةِ شقيقها الحسن بن علي -رضي الله عنه-، وفي الصّلاةِ قدَّمَ ابن عمر -رضي الله عنه- زيداً مؤخِّراً أم كلثوم -رضي الله عنها- عنها إلى الخلفِ، فجرتِ السُّنةُ في الجنائزِ من بعد ذلك على هذا النَّحو، إذ يُوضعُ الرجال أمام الإمامِ وتوضعُ النِّساءُ خلفهم بما يلي القبلة.[١٠]


مواقف من حياة أم كلثوم بنت علي

تتعدَّدُ المواقفُ الجليلةُ التي وقفتها أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- في حياتها، فيما يأتي بيان بعضها:

  • الموقفُ الأول: رفضها تناول الصدقة؛ إذ قدَّمَ إليها عطاء بن السائب شيئاً من الصَّدقة فرفضت أخذه مُتمسِكةً بأصلِ عدمِ جوازِ الصدقةِ لآلِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،[١١] وقد صحَّ في هذا الباب ما رواهُ أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَخَذَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ تَمْرَةً مِن تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا في فِيهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كِخْ كِخْ، ارْمِ بهَا، أَما عَلِمْتَ أنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟)[١٢]
  • الموقف الثاني: تضحيتها ومساعدتها امراة مقطوعة في مخاضها؛ تدورُ أحداثُ القصة في زمن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-، إذ كانَ خارجاً ذاتَ ليلةٍ فوجدَ بيتَ شعرٍ فيه امرأةٌ تبكي من آلامِ الولادةِ وليسَ عندها شيء يعينها على ذلك، فعادَ إلى بيته مُسرعاً مُتأملاً أن يعودَ إليها معزوجته أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها-، وكان كذلك، إذ لم تتردد أم كلثوم -رضي الله عنها- فأخذت ما يعينها وعادا إلى المرأةِ، فولَّدتها واعتنت بها، وأعطاهم عمر بن الخطَّابِ -رضي الله عنه- شيئاً من نفقةٍ لهما، ثمَّ عاد مع زوجته أم كلثوم -رضي الله عنها- إلى بيتهما.[١٣]
  • الموقف الثالث: خطبتها القوية على إثر مقتل شقيقها الحسين بن علي؛ قُتِلَ الحسين بن علي -رضي الله عنه- غدراً، فلمَّا أُتيَ به قتيلاً إلى الكوفة وعلا صوت النِّياح والصِّياح قامت لهم أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- فأسكتتهم وقالت كلامها القوي الفصيحَ.


المراجع

  1. ^ أ ب أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 387. بتصرّف.
  2. أبو السعادات ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 321. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أبو القاسم ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 483. بتصرّف.
  4. شمس الدين الذهبي، المقتنى في سرد الكنى، صفحة 171. بتصرّف.
  5. المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 370. بتصرّف.
  6. أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 388. بتصرّف.
  7. أبو القاسم ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 484. بتصرّف.
  8. ^ أ ب المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 370. بتصرّف.
  9. عبد السلام بن محسن آل عيسى، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 249. بتصرّف.
  10. شرف الحق العظيم آبادي، عون المعبود وحاشية ابن القيم، صفحة 335. بتصرّف.
  11. أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 2402. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبا هريرة، الصفحة أو الرقم:1069، صحيح.
  13. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 136. بتصرّف.
3571 مشاهدة
للأعلى للسفل
×