محتويات
ما هو المجاز المرسل؟
المجاز في البلاغة فهو نوع من الأساليب البيانية ومعناه أن يُذكر لفظٌ بغير معناه الأصلي، ويُراد به معنى آخر مع ترك قرينة أو لفظ يدلّ على عدم إرادة المعنى الأصلي، وهو أيضاً خلاف المعنى الحقيقي للشيء، والمجاز المرسل: هو المجاز اللغوي الذي يأتي بلفظ قاصداً لفظاً آخر وسُّمّي بالمرسل لأن اللفظ أُرسل لمعنى يخالف معناه الأصلي أو يشابهه بعلاقةٍ ما.[١][٢]
أمثلة على المجاز المرسل في القرآن الكريم
اختلف علماء الدين فيما بينهم على المجاز وذكره في القرآن بين نفيٍ وإثبات، ولكن تضمنت الكثير من الآيات الكريمة بعض الأمثلة على المجاز المرسل بعلاقاته المختلفة، ومنها ما يلي:
المثال | نوع العلاقة في المجاز المرسل |
قال تعالى: {إنّي أراني أعصر خمراً}[٣] | اعتبار ما سيكون |
قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[٤] | المسببية |
قال تعالى: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ}[٥] | الجزئية |
قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[٦] | المسببية |
قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[٧] | السببية |
قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}[٨] | اعتبار ما كان |
قال تعالى: {ففي رحمة الله هم فيها خالدون}[٩] | الحاليّة |
قال تعالى: {يقولون بأفواههم}[١٠] | المحلية |
قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}[١١] | اعتبار ما كان |
قال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}[١٢] | اعتبار ما سيكون |
قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}[١٣] | المحليّة |
قال تعالى: {إنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}[١٤] | الحالية |
قال تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}[١٥] | الكليّة |
قال تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}[١٦] | المسببية |
علاقات المجاز المرسل وأمثلة عليها
يأتي المجاز المرسل في حالاتٍ كثيرة، تربط اللفظ المقصود بعلاقة معينة مع اللفظ المذكور، وتأتي كما يلي:
السّببية
أي ذكر اللفظ الدال على السبب والقصد به المُسبّب، كما في قول الشاعر:
له أيادٍ عليَ سابغة
- أعدّ منها ولا أُعدّدها، أي قصد الأفضال والمعروف وذكر السبب وهو (الأيادي).
المسببية
وهو ذكر المسبب والمراد السبب، كقوله تعالى: {وَيُنـزلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}[١٧]؛ أيّ أن المطر هو الذي ينزل من السماء وليس الرزق، فالرزق متسبب من المطر.
الحالية
وهو أن يأتي بلفظ الحال قاصداً المكان، نحو قولنا: عامر جالس في سرور، أي قصد حال بيته.
المحليّة
وهو ذكر المحل أو المكان والمراد الموجود فيه، مثل قول الشاعر:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ
- وأهلي وإن ضنّوا عليّ كِرامُ[١٨]، فذكر الشاعر هنا البلاد وأراد أهلها.
الجزئية
وهو ذكر اللفظ الدال على الجزء ويُراد الكل، طلب عمر يد فاطمة، أي أراد الزواج منها وطلبها من أهلها، فذكر الجزء (يدها) وأراد الكل.
الكلّية
أي أنه قصد الجزء وقام بذكر الكل، مثل قولنا: شربتُ ماء البحر، والمراد شربتُ بعضَ الماء.
اعتبار ما كان
ذكر اللفظ في حالته السابقة أو بالنظر إلى ما كانت عليه حالته في الماضي، مثل قولنا: نحن قومٌ نحب نأكل القمح ونلبس الصوف، أي نأكل الخبز الذي كان قمحاً قبل أن يصبح خبزاً، ونلبس الملابس المصنوعة من الصوف.
اعتبار ما سيكون
استخدام اللفظ الدال على الحالة التي سيكون عليها في المستقبل، مثل: أدعو لأخي دائماً بالذرّية الصالحة، فالأبناء لا يولَدون صالحين بل يجعلهم اللهُ صالحين في المستقبل، فيُراد هنا ما ستؤول إليه أحوالهم فيما بعد.
المراجع
- ↑ "المجاز المرسل: شرح وأمثلة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2022. بتصرّف.
- ↑ علي الجارم، مصطفى أمين، البلاغة الواضحة، صفحة 70. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:36
- ↑ سورة النحل، آية:98
- ↑ سورة النساء، آية:92
- ↑ سورة آل عمران، آية:133
- ↑ سورة البقرة ، آية:185
- ↑ سورة طه، آية:74
- ↑ سورة آل عمران، آية:107
- ↑ سورة آل عمران، آية:167
- ↑ سورة النساء، آية:2
- ↑ سورة الصافات، آية:101
- ↑ سورة يوسف، آية:82
- ↑ سورة المطففين، آية:22
- ↑ سورة نوح، آية:7
- ↑ سورة الأنفال، آية:60
- ↑ سورة غافر، آية:13
- ↑ بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام