أمثلة على إصلاح ذات البين

كتابة:
أمثلة على إصلاح ذات البين

مفهوم إصلاح ذات البين

هو قطع النزاع بين المتخاصمين سواءٌ كانت الخصومة قولية؛ كالتحدث على بعضهم بالسوء والشتم، أو فعلية؛ كالضرب، ويعتبر إصلاح ذات البين من أعظم الطاعات في الإسلام، قال -تعالى-: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).[١][٢]

أمثلة على إصلاح ذات البين

  • الإصلاح بين الزوجين المتخاصمين، لقوله -تعالى-: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)،[٣] ويجوز عند الإصلاح الكذب من قِبل المُصلح على أحد الزوجين، كأن يقول له أنّ الآخر يرغب به ويحبه وأنه أظهر محاسنه حتى أثناء النزاع،[٤] وفي ذلك ما روته أم كلثوم بنت عقبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ليس الكذَّابُ الذي يُصلِحُ بيْنَ النَّاسِ، فيقولُ خيرًا، أو يُنْمي خيرًا".[٥]
  • ومن الأمثلة من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في إصلاح ذات البين أنه عندما سمع بوجود بعض الصحابة الذين تقاتلوا ورموا بعضهم بالحجارة ذهب بنفسه للإصلاح بينهم، حتى أنه تأخر حينها عن صلاة الجماعة، مما يدل على أهمية إزالة الخصومة بين المسلمين.[٦]
  • الصلح بين المتخاصمين من المسلمين، سواءٌ كان الخصام بين دول أو قبائل في نفس الدولة، كأن يحصل نزاع بين قبيلتين بسبب قتل غير متعمد، فيجب الإصلاح بينهما، حتى لا يتفاقم النزاع ويؤدي لمزيد من الضحايا،[٧] ودلالة ذلك قوله -تعالى-: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا).[٨]
  • إصلاح ذات البين بين الإخوة والأقارب المتخاصمين، فقد يتخاصم الأقارب عند توزيع الميراث أو في المناسبات كالأفراح، فيجب الإصلاح بينهم بالمعروف، ومحاولة عدم توسيع ذلك الخلاف، لما سيؤديه لقطع الرحم، ففي بعض الخصومات قد يموت أحد المتخاصمين قبل أن يتم الإصلاح، فيندم الشخص الآخر، ويعرف بأن العمر قصير وأن الدنيا فانية وأن الخصومة كانت خطأً فادحاً، ويتمنى لو أنه اصطلح مع أخيه قبل موته.[٩]

أهمية إصلاح ذات البين

لإصلاح ذات البين أهمية كبيرة في الإسلام، ويجب عند الصلح مراعاة ألا يكون الصلح قد حرّم ما أحله الله -تعالى- أو حلل ما حرّمه؛ أي يجب مراعاة رضا الله -تعالى-،[١٠] وتظهر أهمية إصلاح البين فيما يلي:[١١][١٢]

  • أنه يؤدي إلى حقن دماء المسلمين عند حدوث المشاكل والنزاعات فيما بينهم.
  • أنه يحافظ على المجتمع المسلم من التفكك والانحلال وانتشار الفساد والفتن.
  • أنه يؤدي إلى المحبة والتعاون في المجتمع والبعد عن الغيبة والنميمة وقطيعة الرحم.
  • أنه يحافظ على حسنات المسلم، وفق ما رواه أبو الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ألا أُخبركُم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ قالوا بلى قال إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ"،[١٣] ويقصد بالحالقة هنا: هي التي تذهب بالدين وتمحو الأجر والحسنات جرّاء الخصومة.

المراجع

  1. سورة النساء، آية:114
  2. مجموعة من المؤلين، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 647. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:128
  4. مجموعى من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 254. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج مشكل الآثار، عن أم كلثوم بنت عقبة، الصفحة أو الرقم:2916، صحيح.
  6. منقذ السقار، الدين المعاملة، صفحة 225. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 255. بتصرّف.
  8. سورة الحجرات، آية:9
  9. محمد بن إبراهيم الحمد، قطيعة الرحم: المظاهر الأسباب سبل العلاج، صفحة 43. بتصرّف.
  10. عبد الرحمن بن قاسم، الإحكام شرح أصول الأحكام لابن قاسم، صفحة 213. بتصرّف.
  11. ماهر الفحل، حرمة المسلم على المسلم، صفحة 83. بتصرّف.
  12. سعيد بن وهف القحطاني، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، صفحة 1072. بتصرّف.
  13. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:2827، صحيح.
12087 مشاهدة
للأعلى للسفل
×