أمثلة على اسم الفاعل
اسم الفاعل في اللغة العربية هو اسم مشتق، يُؤخذ من الفعل الثلاثي أو فوق الثلاثي، وله صيغة قياسية، فهو على وزن (فاعِل) إذا أُخذ من الفعل الثلاثي، ويُصاغ على صيغة المضارع مع إبدال حرف المضارع ميمًا مضمومة إذا أُخذ من فعل فوق الثلاثي، ويدلّ اسم الفاعل على مَن قام بالفعل.
أمثلة على اسم الفاعل من القرآن الكريم
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا}[١]، (والد) هو اسم فاعل مُشتقّ من الفعل الثلاثي ولد، وإعرابه في هذه الآية: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: {ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[٢]، كلمة (حاضِري) هي اسم الفاعل، وقد اشُتق من الفعل الثلاثي حضر، وإعرابها: خبر يكن منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، وحُذفت النون للإضافة.
- قوله تعالى: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ}[٣]، اسم الفاعل في الآية هو: (كاتب)، وهو مشتق من الفعل الثلاثي كتب، وإعرابه: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}[٤]، كلمة المحسنين جمع ومفردها مُحسِن، وهي اسم فاعل مشتق من الفعل أحسن، وهو فعل فوق الثلاثي، وإعرابها: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
- قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ}[٥]، مُجرمين اسم فاعل مشتق من فعل فوق ثلاثي، وهو الفعل أجرمَ، وإعراب مجرمين هو: خبر كنتم منصوب وعلامة نصبه الياء لأن جمع مذكر سالم.
من خلال ما عُرض من أمثلة يتبيّن أنّ اسم الفاعل يدلّ على الحدث وفاعله في الوقت نفسه، ومن ناحية إعرابه فهو يُعرب حسب موقعه من الكلام، فإعراب اسم الفاعل يكون مثله مثل سائر المفردات الأخرى في الجملة.[٦]
أبيات شعرية على اسم الفاعل
- قول النابغة الذبياني:
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي
- وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
اسم الفاعل (مُدركي) مُشتقّ من الفعل أدرك، وهو فعل فوق ثلاثي، وإعراب مُدركي:خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم؛ لاشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، ولم يعمل اسم الفاعل عمل فعله في هذا الشاهد لأنّه غير مقترن ب (ال) ولم يسبقه ما يدل على نداء أو نفي أواستفهام.
- قول حسان بن ثابت:
فَدَلّاهُمُ فِي الغَيِ حَتَى تَهَافَتُوا
- وَ كَانَ مُضِلًا أَمْرُهُ غَيْرَ مُرْشِد
اسم الفاعل في البيت السابق هو: (مُضلًا)، وهو مشتق من الفعل فوق الثلاثي (أضلّ)، ولقد عمل اسم الفاعل عمل فعله فرفع فاعلًا بعده، وهو كلمة (أمرُه) وسبب عمله أنّه وقع خبرًا، وإعراب مُضلًا هو: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قول حسان بن ثابت:
أَعْطَى ذَوُو الأمْوَالِ مُعْسِرَهُم
- وَالضَارِبِينَ بِمَوْطِنِ الرُعْب
اسم الفاعل في هذا البيت هو (الضاربين) وهو مُعرّف ب (ال)، ولذلك يُمكن أن يعمل عمل فعله دون قيد أو شرط، ولقد رفع فاعلًا وهو الضمير المستتر هم، وإعراب الضاربين هو: اسم معطوف على معسرَهم منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
يُمكن استنتاج شروط عمل اسم الفاعل عمل فعله من خلال ما عُرض من أمثلة، فيُمكن لاسم الفاعل أن يعمل عمل فعله دون قيد أو شرط إذا كان معرفًا ب (ال) التعريف، أمّا إذا كان نكرة فلا بدّ أن يكون دالًا على الحال والاستقبال، أو أن يكون مسبوقًا بنداء أو استفهام أو تمنٍ، أو أن يكون في موضع صفة أو خبر أو حال. فإذا تحقّقت إحدى هذه الشروط الثلاثة في اسم الفاعل النكرة عملَ عمل فعله فرفع فاعلًا ونصب مفعولًا به.[٧]
جمل على اسم الفاعل
- هذا مُكرمٌ عمرًا: مكرم اسم فاعل من فعل فوق الثلاثي، وهو الفعل أكرم، وإعرابه خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وقد رفع فاعلًا مستترًا، ونصب مفعولًا به وهو عمرًا.
- يا ناظرًا مجدًا رفيعًا عليك بالصبر والتمهل: ناظرًا اسم فاعل عمل عمل فعله لأنه سُبق بالنّداء، وإعرابه منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
- ما مبدعٌ الشاعرُ شعرَه إلّا بإحساسه المرهف: مبدعُ اسم فاعل من الفعل أبدع، وعمل عمل فعله فرفع فاعلًا ونصب مفعولًا به، وذلك لأنه سُبق بالنفي، فالشاعر فاعل لاسم الفاعل مبدع، وشعرَه: مفعول به منصوب لاسم الفاعل مبدع.
يتبين من الأمثلة السّابقة أنّ اسم الفاعل له أشكال متعددة وصور كثيرة، إضافة إلى أنّ العثور عليه في الجملة سهل وبسيط، وذلك لأنّه على وزن قياسي ومحدد، يمكن تمييزه عن غيره من المشتقات في اللغة العربية.[٦]
أمثلة على اسم المفعول
اسم المفعول هو صفة تُؤخذ من الفعلالمبني للمجهول، وذلك لتدلّ على حدث وقع على الموصوف بهذه الصفة، ويكون على وجه الحدوث والتجدُّد، ولا يدل على الثبات والدوام، ويُصاغ من الفعل الثلاثي المبني لمجهول على وزن اسم المفعول، ومن غير الثلاثي يُبنى على وزن مضارعه المجهول مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة.
أمثلة على اسم المفعول من القرآن الكريم
- قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[٨]، معلومات اسم مفعول من الفعل الثلاثي عُلم، وإعرابه صفة لأشهُر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ}[٩]، كلمتا (مَّمْدُودٍ، ومَّسْكُوبٍ)، اسم مفعول من الفعلين الثلاثيين (مُدَّ، سُكِب)، وكلاهما في الإعراب سيان، وهو: صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
- قوله تعالى: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ}[١٠]، اسم مفعول (مذبذبين) مشتق من الفعل ذُبذِب وهو فعل فوق الثلاثي، وتمت صياغته بإبدال حرف المضارعة ميمًا مضومة، وهو جمع مفرده مّذبذب.
- قوله تعالى: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}[١١]، كلمة المعلقة اسم مفعول مشتق من الفعل عُلِّق وهو فعل فوق ثلاثي، وفي إعرابها يُقال: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
يتبيّن من الأمثلة السّابقة أنّ اسم المفعول يتبيّن أنه قد يأتي في مواضع إعرابية متعدّدة، إضافة إلى أنّه قد يرد بصيغة المفرد، أو صيغة الجمع، أو صيغة المثنى، كما يُمكن أن يكون مذكرًا أو مؤنثًا، وذلك بما يتوافق مع سياق الكلام، ولا يكون لهذا التغيير أي تأثير على الوزن الصرفي لاسم المفعول وصياغته.[١٢]
أبيات شعرية على اسم المفعول
- قول حسان بن ثابت:
التّاليَ الثّانِيَ المَحْمُودَ مَشهَدُهُ
- وَأَوَلَ النَاسِ طُرًا صَدّقَ الرُسُا
اسم المفعول في هذا البيت هو (المحمود)، ولقد عمل عمل فعل المبني للمجهول فرفع نائب الفاعل بعده، وهو كلمة مشهده، وسبب عمل اسم المفعول عمل فعله هو أنه جاء معرّفًا بِالـ التعريف.
- قول الأخطل:
الخائِضِ الغَمرَ وَالمَيمونِ طائِرُهُ
- خَليفَةِ اللَهِ يُستَسقى بِهِ المَطَرُ
الميمون اسم مفعول من الفعل الثلاثي المجهول يُمِنَ، وهو مُعرّف ب(ال)، لذلك يعمل عمل فعله دون شرط، فإعراب طائرُه هو: نائب فاعل لاسم المفعول الميمون مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
اسم المفعول يعمل عمل فعله تمامًا مثل اسم الفاعل وبالشروط نفسها، ففي الأمثلة السابقة عمل اسم المفعول عمل فعله المبني للمجهول لأنّه جاء مُعرّفًا ب(ال) فلم يحتج أي شرط ليعمل عمل فعله.[١٢]
جمل على اسم المفعول
- الجائزةُ ممنوحةٌ لكل من يستحقها: (ممنوحة) اسم مفعول من الفعل الثلاثي مُنِح، وإعرابها خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ونائب الفاعل مستتر فيها تقديره هي.
- الإنسان الصادقُ محترَمٌ موقفُه: (محترم) اسم مفعول من الفعل فوق الثلاثي احتُرِم، وهو أيضًا خبر مرفوع بالضمة، ونائب الفاعل هو كلمة موقفُه.
- ما مُجادَلٌ قولُهُ من جاء بالدليل الواضح المقنع: اسم المفعول في هذه الجملة هو كلمة (مُجادَل)، وهو مشتق من الفعل جُودِل، وهو فعل فوق ثلاثي، وقولُه نائب فاعل لاسم المفعول مُجادل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
عندما يأتي اسم المفعول نكرة فإنّه يعمل عمل فعله المبني للمجهول بالشروط نفسها التي ذُكرت عن اسم الفاعل، وفي الأمثلة السابقة عمل اسم المفعول عمل فعله لأنه وقع في بعض الجمل خبرًا، وفي بعض الجمل سبقه النفي فرفع نائب الفاعل في كل منها.[١٢]
لقراءة المزيد عن اسم الفاعل اسم المفعول، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: اسم الفاعل واسم المفعول.
أمثلة على المصدر
المصدر هو لفظ يدلّ على الحدث، إلّا أنّه مُجرّد عن الزمن، وهو يتضمّن أحرف فعله في اللّفظ فقط، مثل (شرِبَ شُربًا)، وممّا يجدر ذكره هو أنّ الفرق بين الاسم والمصدر هو الدلالة على الحدث فبعض الأسماء قد تشتمل على أحرف الفعل لكنّها لا تدلّ على الحدث مثل الكُحل، والجُرح فهي أسماء وليست مصادر.
أمثلة المصادر في القرآن الكريم
- قوله تعالى: {فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[١٣]، كلمة خوفٌ هي مصدر صريح من الفعل خافَ، وهي مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[١٤]، كلمة الجاهلية هي مصدر صناعي، وإعرابها مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.
إنّ المصادر في اللغة العربية على أنواع، ومن الأنواع التي ظهرت في الآيات السابقة: المصدر الصريح الذي يأتي من لفظ الفعل مباشرة، ووفق أوزان منها ما هو قياسي، ومنها ما هو سماعي، والنوع الثاني هو المصدر الصناعي والذي يكون فيه صفة منسوبة إلى المصدر، فالجاهلية منسوبة إلى الجهل.[١٥]
أبيات شعرية على المصدر
- قول جرير:
لولا الحياءُ لعادني استعبارُ
- ولزرتُ قبرك والحبيب يزار
(الحياء) مصدر صريح مشتق من الفعل حيي، وهو مبتدأ خبره محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، واستعبار أيضًا مصدر صريح للفعل استعبر، وإعرابه فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
- قول العرجي:
أظلوم إنّ مُصابَكم رجلًا
- أهدُى السّلام تحيّة ظلم
المصدر في البيت السابق هو كلمة (مُصابكم) وهو مصدر ميمي، وهو بمعنى إصابتكم، وإعرابه اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
من أنواع المصادر أيضًا المصدر الميمي، والذي يتميّز عن المصدر العادي بميم زائدة في أوّله، ويدل على الحدث المجرد من الزمن، مثل موقف، أو مخرج، أو ميسرة، وغيرها من الكلمات التي تُسمى مصدرًا ميميًّا.[١٥]
جمل على المصدر
- عطاء الله للمحسنين لا تُدركه العقول: عطاء مصدر صريح، وإعرابه مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- العفو عند المقدرة: العفو مصدر صريح من الفعل عفا، وهو مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
- اقتراب موعد العيد يفرح قلوب الأطفال: المصدر اقتراب هو مصدر صريح من الفعل الخماسي اقترب، وهو أيضًا مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
المصادر في اللغة العربية تُؤخذ من الأفعال ثلاثية أو فوق ثلاثية، ومنها ما هو قياسي ومنها ما هو سماعي، إضافة إلى أنّها تًُعرب حسب موقعها من الإعراب، وتتميّز عن الفعل أنّها بلفظه تمامًا إلا أنّها مجردة من الزمن، وأحيانًا تكون أكثر من لفظ الفعل بحرف أو أقل بحرف.[١٥]
لقراءة المزيد من أمثلة المصدر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أمثلة على المصدر الصريح والمؤول.
المراجع
- ↑ سورة لقمان، آية:33
- ↑ سورة القرة، آية:196
- ↑ سورة البقرة، آية:282
- ↑ سورة الصافات، آية:105
- ↑ سورة سبأ، آية:32
- ^ أ ب "اسم الفاعل"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020. بتصرّف.
- ↑ "اسم الفاعل: صَوغُه وعمَلُه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:197
- ↑ سورة الواقعة، آية:30-31
- ↑ سورة النساء، آية:143
- ↑ سورة النساء، آية:129
- ^ أ ب ت "اسم المفعول"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:35
- ↑ سورة المائدة، آية:50
- ^ أ ب ت مصطفى الغلايني (2004)، جامع الدروس العربية (الطبعة 1)، صفحة 120، جزء 1. بتصرّف.