أمثلة على الأخلاق السيئة

كتابة:
أمثلة على الأخلاق السيئة

الأخلاق السيئة

حذَّر الإسلام من الأخلاق السيئة ونهى عنها، فهو دين المكارم والفضائل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"،[١]فقد جاء الإسلام ليحارب كلّ خُلُقٍ ذميمٍ، كالكذب والغش والخيانة وغيرها، وليدعو إلى كلّ خُلقٍ محمودٍ وجميلٍ، كالصدق والأمانة والإحسان وغيرها، وفيما يأتي بيانٌ لبعض الأخلاق السيئة التي حذر منها القرآن الكريم والسنة النبويّة.[٢]

أمثلة على الأخلاق السيئة

خُلق التجسس

يرجع معنى التجسس إلى الجذر اللغوي (ج س س)، وجسسته بيدي أي لمسته لأنظر ملمسه، ومنه جس الخبر،[٣]والتجسس في الاصطلاح يأتي بمعنى: البحث عن عيوب الناس، وأسرارهم التي لا يرغبون بأن يعرفها الناس عنهم،[٤]وهو أيضاً يعني البحث عن بواطن الأمور، وهو يستعمل في الشرّ لا في الخير،[٥] لذا نهى الله -تعالى- عنه فقال -تعالى-: (وَلَا تَجَسَّسُوا)،[٦]ويعدّ التجسّس من كبائر الذنوب.[٧]

التوجيهات النبوية في النهي عن التجسس

جاء النهي عن التجسس في مواطن عدَّةٍ من السنة النبويّة، ومنها ما يأتي:

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تَجَسَّسُوا).[٨]
  • عدَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- تتبع عورات الناس؛ بالتجسس عليهم سبباً لفسادهم فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّكَ إن اتَّبَعْتَ عَوْراتِ النَّاسِ أفسَدْتَهم، أو كِدْتَ أن تُفسِدَهم).[٩]
  • حذَّر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من خطورة التجسس على الناس وتتبع عوراتهم؛ واعتباره علامةً على عدم تمكن الإيمان من القلب، فقال: (يا مَعشَرَ مَن آمَن بلسانِهِ ولم يدخُلِ الإيمانُ قلبَهُ، لا تغتابوا المُسلِمِينَ، ولا تتَّبِعوا عَوْراتِهم؛ فإنَّه مَن اتَّبَع عَوْراتِهم يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ، ومَن يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ يفضَحْهُ في بيتِهِ).[١٠]

خلق الرشوة

وهي من كبائر الذنوب، ومعنى الرشوة: المحاباة،[١١]والإتاوة،[١٢]والمراضاة، والمداراة،[١٣]والحلوان،[١٤]ويمكن جمع هذه المعاني كلها بالقول بأنّها أخذُ ما ليس بحقٍّ؛ مقابل إعطاء الآخرين ما ليس لهم حقاً، لذا يُعدّ من الكبائر؛ لما فيه من ضياع الأمانة وإهدار للحقوق.[١٥]

التحذير من الرشوة في القرآن الكريم

حذّر القرآن الكريم من الرشوة في مواطن، منها:

  • قال -تعالى-: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾،[١٦]فقد وصف الله -تعالى- الرشوة بأنها إثمٌ وباطل.
  • وصف الله -تعالى- المنافقين بأنّهم يأكلون المال الحرام؛ فقال -تعالى-: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾،[١٧]والسحت: هو المال الحرام، ومنه الرشوة.[١٨]

التحذير من الرشوة في السنة النبوية

من الأحاديث التي حذّر فيها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من الرشوة:

  • حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأموال التي يأخذها المسؤولون؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فيَقولُ: هذا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي، أَفلا قَعَدَ في بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ في بَيْتِ أُمِّهِ، حتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إلَيْهِ أَمْ لَا؟).[١٩]
  • لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي؛ فقد قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (لَعَنَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الراشِيَ والمرْتَشِيَ في الحكْمِ).[٢٠]
  • وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من بعض الهدايا، التي تأخذُ معنى الرشوة؛ لأنها شفاعةٌ مذمومةٌ تضيع الحقوق بسببها، واعتبرها -عليه الصلاة والسلام- من أعظم أبواب الربا؛ فقال: (من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى بًابًا عظيماً من أبواب الربًا).[٢١]

مضار الرشوة

للرشوة مضارٌ كثيرةٌ تنعكس على الفرد والجماعة، ومن مضارّها ما يأتي:[٢٢]

  • أنّها سببٌ للّعن من الله -تعالى-.
  • أنّها سببٌ لضياع حقوق الضعفاء.
  • سببٌ لنصرة الظالم.
  • فيها إفسادٌ للمجتمع.

الكذب

وهو من أخطر الأخلاق السيئة، وهو من صفات الكفار والمنافقين، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)،[٢٣]وقال -صلى الله عليه وسلم-: "آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ".[٢٤][٢٥]

الغيبة

الغيبة هي أن يتحدث الإنسان بالسوء عن شخصٍ غائبٍ أو بما لا يستطيع أن يتحدث به في حضوره، وهي محرمةٌ؛ لما فيها من الظلم والأذى، قال -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)،[٢٦]وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ".[٢٧][٢٨]

النميمة

وهي من قبائح الأخلاق؛ لأنّها تُفسد المجتمع وتبث الفتن فيه، والنميمة هي نقل الكلام بين الناس بما يؤدي إلى العداوة والبغضاء بينهم، وهي من كبائر الذنوب، قال -تعالى-: (هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)،[٢٩] وجاء في الحديث: "مَرَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى قَبْرَيْنِ، فَقالَ: إنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أمَّا هذا: فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، وأَمَّا هذا: فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ".[٣٠][٣١]

المراجع

  1. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:45، حديث صحيح.
  2. "الأخلاق الإسلامية"، الإمام ابن باز. بتصرّف.
  3. الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين، صفحة 5. بتصرّف.
  4. أبو هلال العسكري، معجم الفروق اللغوية الفروق اللغوية بترتيب وزيادة، صفحة 118. بتصرّف.
  5. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 38. بتصرّف.
  6. سورة الحجرات ، آية:12
  7. الذهبي، الكبائر، صفحة 159. بتصرّف.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2563، صحيح.
  9. رواه أبو داود ، في سنن أبي داود، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:4888، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  10. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:4880، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  11. الخليل بن أحمد الفراهيد، العين، صفحة 281. بتصرّف.
  12. الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين، صفحة 147. بتصرّف.
  13. قاسم السرقسطي، الدلائل في غريب الحديث، صفحة 377. بتصرّف.
  14. أبو عبيد القاسم بن سلام، غريب الحديث، صفحة 181. بتصرّف.
  15. الذهبي، الكبائر، صفحة 131. بتصرّف.
  16. سورة البقرة ، آية:188
  17. سورة المائدة ، آية:42
  18. الفراهيدي، العين، صفحة 132. بتصرّف.
  19. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1832، صحيح.
  20. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1336، حسن غريب.
  21. رواه أبو داود ، في سنن أبي داود، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:3541 ، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  22. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 4550. بتصرّف.
  23. سورة النحل، آية:105
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6095، حديث صحيح.
  25. جمال الدين القاسمي، موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، صفحة 195. بتصرّف.
  26. سورة الحجرات، آية:12
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2589، حديث صحيح.
  28. جمال الدين القاسمي، موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، صفحة 197-198. بتصرّف.
  29. سورة القلم، آية:11
  30. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6052، حديث صحيح.
  31. جمال الدين القاسمي، موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، صفحة 201-202. بتصرّف.
3324 مشاهدة
للأعلى للسفل
×