أمثلة على الاستعارة المكنية

كتابة:
أمثلة على الاستعارة المكنية

الاستعارة

تندرج الاستعارة في اللغة العربية تحت باب علم البيان، وعلم البيان جزء من علوم اللغة العربية إلى جانب علمي المعاني والبديع، وتنقسم الاستعارة إلى أقسام مختلفة أشهرها الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية، وتُعرّف الاستعارة المكنية في اللغة على أنّها الستر والخفاء فهي اسم مفعول من الفعل كنّى، أمّا اصطلاحاً فهي الاستعارة التي يحذف فيها المشبه به ويُكتفى بشيء من لوازمه، وقد وضح تعريفها السكاكي بقوله: "أن يُذكر المشبه، ويُراد به المشبه به، دالًا على ذلك بقرينة أي دليل يُشير إلى المحذوف"، وفي هذا المقال توضيح لأركان الاستعارة المكنية مع التركيز على طرح أمثلة توضيحية عنها.[١]


أركان الاستعارة المكنية

من المعروف أن أركان التشبيه الرئيسية هي المشبه والمشبه به ولا يجوز حذف أي منهما إذا أراد الشخص التشبيه، أما إذا حذف أحد هذين الركنين فيتحول المعنى من التشبيه إلى الاستعارة بحسب المحذوف، فإذا حذف المشبه به تكون الاستعارة مكنية، بحيث يبقى المشبه، ويكنّى عن المحذوف (المشبه به) بشيء من لوازمه، أي ما يشير إليه ويدل عليه، وعليه فإن أركان الاستعارة المكنية هي: المشبه المذكور، والمشبه به المحذوف، والقرينة التي تدل على المشبه به المحذوف.[٢]


أمثلة على الاستعارة المكنية

فيما يأتي أمثلة على الاستعارة المكنية مع توضيح أطرافها:[٣]


المـــــثـــــــال
الـــــتـــوضـــيح
قال تعالى: "رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا".[٤]

شبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو (اشتعل) على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة هي إثبات الاشتعال للرأس.
قال الحجّاج: "وإنّي لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها، وإنّي لصاحبها".
شبه الحجّاج الرؤوس بالثمرات فأصل الكلام إني لأرى رؤوسًا كالثمرات قد أينعت، ثم حذف المشبه به فصارت كلمة رؤوس بدلًا من الثمرات، لأنّه تخيّل أنّ الرؤوس قد تمثلّت في صورة ثمار، ورمز للمشبه به المحذوف بشيء من لوازمه وهو (أينعت).
قال أعرابي في المدح: "فلان يرمي بطرفه حيث أشار الكرم".

شبه الكرم بإنسان ثم حذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو أشار، على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة هي إثبات الإشارة للكرم.
قال ابن سنان الخفاجي في وصف حمامة:
وهاتفة في البان تملي غرامها
علينا وتتلو من صبابتها صُحفا

شُبهت الحمامة وهي مرجع الضمير في الفعلين (تملي وتتلو) بامرأة، ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهي تملي وتتلو، والقرينة هي إثبات الإملاء والتلاوة للحمامة.
قال شاعر يخاطب طائراً:
أنت في خضراء ضاحكة
من بكاء العارض الهتن

شبهت الأرض الخضراء بالآدمي، ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو ضاحكة على سبيل الاستعارة المكنية.
قال الشاعر:
عضنا الدهر بنابه
ليت ما حل بنا به

شبه الدهر بحيوان مفترس بجامع الإيذاء في كل منهما، ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو (عض)، على سبيل الاستعارة المكنية.


المراجع

  1. سماح قرّاح، جماليات الاستعارة في الشعر الجزائري المعاصر، صفحة 26. بتصرّف.
  2. مركز النجاح، حل درس الاستعارة، صفحة 7. بتصرّف.
  3. علي الجارم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، صفحة 75-84. بتصرّف.
  4. سورة مريم، آية:4
9675 مشاهدة
للأعلى للسفل
×