أمثلة على الجناس التام

كتابة:
أمثلة على الجناس التام

أمثلة على الجناس التام من القرآن

  • قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ}[١]، في هذه الآية وقع الجناس التامّ بين لفظتي: "الساعة، ساعة"، إذ اتّفقت اللّفظتان في اللفظ، واختلفتا في المعنى، فلفظة السّاعة الأولى، تعني: يوم القيامة، بينما لفظة ساعة الثانية تعني: الوقت الزمنيّ المُتعارف عليه بين النّاس، ولذلك هو جناس تامّ.[٢]


  • قوله تعالى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ*يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ}[٣]، الجناس التام في هذه الآية واقع في لفظة الأبصار المُكرّرة مرّتين، إلا أنّها في كلّ مرة جاءت بمعنى مُختلف، فالأبصار الأولى بمعنى: النظر، أمّا الثانية، فهي بمعنى: البصائر والعقل والفكر، وبذلك يكون بين اللّفظتين جناس تامّ.[٤]


  • قوله تعالى: {إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[٥]، الجناس التام في هذه الآية وقع في لفظة خيرًا، فهي في الأولى اسم، وفي الثانية اسم تفضيل على وزن أفعل، وبذلك يكون جناسًا تامًّا مُستوفيًا، لأنّه وقع بين اسمين.[٦]


  • قوله تعالى: {إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}[٧]، الجناس التام في الآية وقع بين الفعل "علا"، وحرف الجر "على" وإنّ دخول لام التوكيد على الفعل علا لا يُغيّر من كونه جناسًا تامًا، وهو من النوع الجناس التام المُستوفي؛ إذ وقع بين فعل وحرف.[٦]


  • قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ*أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ*وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}[٨]، وقع الجناس التام في هذه الآيات في كلمة الميزان، التي تكرّرت ثلاث مرات، إلا أنّها في كلّ مرّة تحمل معنًى مُختلفًا، فالميزان الأولى، تعني: الشّرع، أمّا الثانية، فتعني: القضاء والقدر، والثالثة، معناها هو المعنى المعروف للميزان.[٦]
  • قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}[٩]، في هذه الآية وقع الجناس التام بين حرف النفي ما، وبين الاسم الموصول "ما"، فهو جناس تامّ اتّفقت فيه اللّفظتان في اللفظ، واختلفتا في المعنى.[٦]


  • قوله تعالى: { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[١٠]، الجناس التامّ في الآية وقع في لفظة "من"، فهي واردة مرّتين في الآية، وبمعنيين مُختلفين؛ إذ إنّها في الأولى بمعنى: الاسم الموصول، والثّانية جاءت بمعنى الشرط.[٦]


  • قوله تعالى: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[١١]، الجناس التامّ في هذه الآية وقع في لفظة "ما"، والتي تكرّرت ثلاث مرات بمعانٍ مختلفة، الأولى تُفيد النّفي، والثانية هي اسم موصول بمعنى الذي، والثالثة ظرفيّة زمانيّة، فهو جناس تام.[٦]


  • قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ}[١٢]، الجناس التام في هذه الآية وقع في لفظة "من"، التي تكرّرت مرّتين، "من" التي في مطلع الآية هي اسم استفهام، و"من" التي في منتصف الآية "ممّن" هي اسم موصول بمعنى الذي، ولذلك هذا جناس تام مُتماثِل.[٦]


رأى بعض العلماء أنّه لا يوجد في القرآن الكريم إلّا شاهدان عن الجناس التام، وهو في آية: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} [١٣]، وآية: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ}[١٤]، لكن ما عُثر عليه في دراسات أخرى وضّح أنّه ثمّة شواهد أخرى عن الجناس التام في القرآن الكريم وبأنواع متعددة.[٢]


أمثلة على الجناس التام من الشعر

  • قال أبو الفتح البستيّ:

إِذا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَة

فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَة

الجناس في هذا البيت الشعريّ بين لفظتي: "ذا هبة، وذاهبة"، فقد اتّفقت الكلمتان لفظًا، واختلفتا في المعنى؛ إذ إنّ الأولى "ذا هبة" تعني صاحب عطاء وفضل وكرم، أمّا الثانية "ذاهبة" فهي: اسم فاعل من الفعل ذهب، أي فانية غير باقية، وهو شكل من أشكال الجناس التام.[١٥]


  • قال ابن شرف القيروانيّ:

فدارهم ما دمت في دارهم

وأَرْضِهم ما دمت في أرضهم

في هذا البيت مثالان عن الجناس التام، الأول: وقع في كلمة "دارهم" فقد تكررت مرتين، مرّة بمعنى المُسايرة، ومرّة أخرى بمعنى البيت الذي يسكنه الناس، والثاني: في لفظة "أرضهم" وقد تكرّرت مرّتين، مرّة بمعنى طلب الرّضا، وأخرى بمعنى الأرض التي يعيش عليها الناس.[١٦]


عَبَّاسُ عَبَّاسٌ إِذَا احْتَدَمَ الوغَى

والْفَضْلُ فَضْلٌ، والرَّبيعُ رَبيعُ

في هذا البيت ورد أكثر من مثال للجناس التامّ، وهو في: "عبّاس،الفضل، الربيع"؛ فلفظة عبّاس الأولى هي اسم القاضي العبّاس بن الفضل، واللّفظة الثانية عبّاس تدلّ على العبوس والحزم، ولفظة الفضل الأولى يُقصد بها: الفضل بن الربيع وزير الرشيد، والثّانية تدلّ على أنّه صاحب فضل وعطاء لمن حوله، ولفظة الرّبيع الأوّل، تدلّ على الربيع بن يونس وزير المنصور، بينما الربيع الثانية تدلّ على الازدهار والنّماء.[١٧]


ما ماتَ مِنْ كرمِ الزَّمانِ فإِنَّه

يحْيا لَدى يحْيى بْنِ عَبدِ الله

شاهِد الجناس التام في هذا البيت الشعري في كلمة: يحيى، والتي وردت مرّة اسمًا لشخص، ومرّة فعلًا بمعنى يعيش، وهو جناس تام، لاتّفاق اللّفظتين في الحروف، واختلافهما في المعنى، وهو من النوع المُستوفى؛ لأنه وقع بين فعل واسم.[١٨]


  • قول الشاعر البستي:

فَهمْتُ كتَابك يا سيِّدِي

فَهمْتُ ولاَ عجبٌ أنْ أهِيما

الجناس التام في هذا البيت الشعري وقع في لفظة: فهمتُ، وهي مكرّرة مرتين، في الأولى، جاءت بمعنى الفهم والاستيعاب للكتاب، أمّا الثانية فمعناها مُشتقّ من الهيام والحب.[١٨]


  • قال القاضي أبو علي عبد الباقي بن أبي حصين:

فلم تُضع الأعادي قدر شاني

ولا قالوا فلانٌ قد رشاني

الحناس التام في هذا البيت الشعري في "قدر شاني، وقد رشاني"، فالتّركيب الأول بمعنى القدر والمكانة الرفيعة، بينما التّركيب الثاني مُكوّن من حرف التّحقيق "قد" والفعل الماضي رشاني، والذي يعني: الرّشوة.[١٨]


  • قال أبو الفتح البستي:

قيل للقلب ما دهاك أجبني

قال لي بائع الفران فراني

ناظراه فيما جنى ناظراه

أو دعاني أمت بما أودعاني

في هذين البيتين شاهدان عن الجناس التام، الأوّل: لفظة ناظراه، فالأولى منهما فعل بمعنى جادلاه وناقشاه، أما الثّانية فهي مأخوذة من النّظر؛ أي عيناه، وهو جناس مستوفى، والشّاهد الثاني: لفظة "أودعاني"، فقد تكرّرت مرّتين، مرّة مُنفصلة "أو دِعاني" وهي بمعنى اتركاني، وسبقها حرف العطف أو، ومرّة بمعنى ما تركته عيناه في قلبي، وهو جناس ملفوف.[١٩]


فصّل العلماء الجناس التام إلى نوعين: الجناس المُتماثل، والجناس المُستوفي، أمّا الجناس المُتماثل: فهو ما كان بين اسمين أو فعلين أو حرفين. والجناس المُستوفي: هو ما كان بين اسم وفعل، أو فعل وحرف.[٦]وممّا صنّفه العلماء تحت مسمّى الجناس التام: هو الجناس الذي يقع في تركيب، كأن تكون كلمتان مُنفصلتان عن بعضهما، ويُسمّى بالجناس الملفوف، مثل: "قد رَشَاني وقدر شاني" فهذان التركيبان يُلفظان بالطّريقة نفسها، إلا أنّهما يختلفان في المعنى.[١٦]


جمل عن الجناس التام

  • قصور عقلٍ من بنى في الهواء قصورا. الجناس في هذه الجملة وقع في لفظة "قصور"، فهي في الأولى بمعنى: النّقص، وفي الثانية بمعنى البناء المشيد.[٢٠]
  • صليت المغرب في بلاد المغرب. الجناس التام وقع في لفظة المغرب، والتي تكرّرت مرّتين، في المرّة الأولى هي بمعنى وقت الصلاة، والثانية بمعنى: بلاد المغرب العربيّ.[٢٠]
  • يقيني بالله يقيني: في هذه الجملة جناس في لفظة "يقيني"، وهي في الأولى اسم مشتق من اليقين والثقة بالله، والثّانية فعل بمعنى: الحماية والأمان.[٢٠]
  • ارعَ الجار ولو جار عليك. الجناس التام في هذه الجملة في لفظة"جار"، ففي المرّة الأولى جاءت بمعنى الذي يسكُن بالجوار، والثانية فعل بمعنى الظلم والتّطاوُل على حقوق الآخرين.[٢٠]
  • رحبة المنزل رحبةٌ. الجناس التام في هذه المقولة وقع في لفظة "رحبة"، وهي تحمل معنيين مُختلفين، فالأول بمعنى فناء الدار، بينما الثّانية تعني: الاتّساع والامتداد على مساحة كبيرة.[٢١]


الجناس التّام -كما تبيّن من خلال الأمثلة السابقة- هو: اتّفاق اللّفظتين في الحروف توافقًا تامًا، واختلافهما في المعنى، ولقد اتّسعت آراء علماء البلاغة والبديع عن الجناس التام، وعن شواهده في القرآن الكريم والشعر والنثر.[٢] وإنّ له وظيفة مُهمّة يُؤدّيها في الكلام، فهو يُكسب الكلام إيقاعًا مُميّزًا، ويدلّ من ناحية أخرى على قوّة المُتكلّم، وضلاعته في اللغة العربية، وامتلاكه لمخزونٍ لُغويٍّ كبير من المُفردات والتّراكيب.[٢٠]


لمعرفة الفرق بين الجناس التام والناقص، ننصحك بقراءة هذا المقال: الفرق بين الجناس التام والناقص.

المراجع

  1. سورة الروم، آية:55
  2. ^ أ ب ت "جناس"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  3. سورة النور، آية:43-44
  4. "كتاب: الإتقان في علوم القرآن نسخة منقحة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  5. سورة الأنفال، آية:70
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "مجلة الرسالة/العدد 1022/الجناس التام في القرآن"، ويكي مصدر، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  7. سورة المؤمنون، آية:91
  8. سورة الرحمن، آية:7-8-9
  9. سورة المائدة، آية:117
  10. سورة البقرة، آية:269
  11. سورة هود، آية:88
  12. سورة الكهف، آية:57
  13. سورة الروم، آية:55
  14. سورة النور، آية:43-44
  15. "أرشيف منتدى الفصيح "، المكتبة الحديثة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  16. ^ أ ب "المحسنات اللفظية: الجناس وأمثلة عليه"، الأألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  17. "صبح الأعشى في صناعة الإنشا القلقشندي "، الموسوعة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  18. ^ أ ب ت "الجناس"، مقولة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  19. "البلاغة 1 البيان والبديع في جامعة المدينة"، الموسوعة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  20. ^ أ ب ت ث ج "ورقة عمل الجناس عتاب لابن الرومي"، مدرسة البكالوريا الأامريكية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  21. "جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع"، الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
4096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×