أمثلة على الشبهات في الإسلام

كتابة:
أمثلة على الشبهات في الإسلام

الشبهات في الإسلام

يثير أعداء الإسلام شبهات حول الإسلام بقصد تشكيك المسلمين بدينهم، وتشكيك من يريد الدخول في الإسلام بهذا الدين، وهي سياسة قديمة حديثة،[١] انتهجها معاصرو النبي -صلى الله عليه وسلم- قديما، واستخدمها المستشرقون والمستغربون في عصرنا الحاضر، وسوف نذكر مثالين على تلك الشبهات، ثم نذكر الرد عليها، وهناك كثير من الكتب المتخصصة في الرد على المشككين بالإسلام يجدر الرجوع إليها.

الشبهة الأولى: لماذا لم يمنع الإسلام الرق (العبودية)

تثير هذه الشبهة سؤالا عن عدم إلغاء الإسلام للعبودية وتحرير كل العبيد دفعة واحدة، ولماذا توجد تشريعات في الإسلام للتعامل مع العبيد بما أنه دين يدعي المساواة بين البشر، أو أنه دين صلح لزمن سابق سادت فيه العبودية، ولم يعد صالحا لهذا الزمن، وللرد على هذه الشبهة عدة جوانب نذكر بعضها:[٢]

  • التعامل مع العبيد في الإسلام: يصوّر مروجو هذه الشبهة العبيد بالصورة المعروفة لدى الرومان القدماء وأوروبا في عصور ليست ببعيدة، بصورة العبد الشيء -وليس الإنسان- الذي ليس له حقوق، بل يعمل طول النهار ويلقى في الليل بين الحيوانات، بالإضافة إلى التمتع برؤية العبيد يتصارعون في حلبة القتال حتى الموت، وهذه الصورة لا تنطبق نهائيا على العبيد في ظل الإسلام، ولترى ذلك اقرأ الآية (36) من سورة النساء التي تدعو وتأمر للإحسان للعبيد في أثناء دعوتها للإحسان إلى الوالدين والجيران وغيرهم.
  • الحثّ على تحريرهم في الإسلام: سعت كثير من التشريعات الإسلامية لتحرير العبيد، فكثير من الكفارات تبدأ بتحرير العبيد، وشجعت من أراد من العبيد بالحرية أن يعمل ويدفع لسيده مالا ثمن حريته، ومنعت سيده من معارضة ذلك، وكانت تُصرف من بيت المال بعض الأموال التي تزيد عن مصروفاته الأساسية في تحرير العبيد.
  • تهيئة نفوس العبيد من أجل الحرية: إن تحرير العبيد دفعة واحدة لا يتناسب مع عقلية كل العبيد، فقد قام لنكولن الرئيس الأمريكي الأسبق بإعلان تحرير جميع العبيد، ولكن معظم العبيد عادوا إلى أسيادهم وربطوا أنفسهم بأغلال العبودية لأنهم ليسوا مهيئين لهذا الأمر، ولكن الإسلام بتشريعاته التي سبق ذكرها وغيرها رفع من نظرة العبيد إلى أنفسهم، وأوجد في نفوسهم التطلع الحقيقي للحرية.

الشبهة الثانية: انتشار الإسلام بالسيف

من الشبهات التي أثيرت حول الإسلام أنه انتشر بالسيف، وللردّ على هذه الشبهة جوانب كثيرة نختار منها:[٣]

  • إن من يقرأ سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- يتضح له بجلاء كذب هذه الشبهة وبيان زيفها، حيث كان مثالا للتسامح، ومن ذلك عفوه عن الذين حاربوه من أول يوم ظهر فيه الإسلام عندما فتح مكة، ومن ذلك أن الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- عندما قاوم قومه الدعوة وطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو عليهم، فإذا به يدعوا لهم، والأمثلة أكثر من أن تحصر.
  • نصوص الإسلام تدعو إلى الإقناع بالحوار والمنطق، وهذا ما سلكه المسلمون في دعوتهم للآخر، إذ إنهم لو استخدموا السيف والقهر لأوجدوا منافقين ينخرون في جسد الأمة، وذلك يهدم ولا يبني.
  • إن من يقرأ مفهوم الجهاد في الإسلام ويعرف غاياته وأهدافه يتضح له بجلاء زيف هذه الشبهة، وذلك لأن الجهاد يهدف إلى تعريف الناس بالإسلام بإزالة العوائق التي تحجبه عنهم، كما أنه يخير الناس قبل القتال بالجزية إذا هم رفضوا الإسلام، وكانت معاملة أهل الذمة الذين يدفعون الجزية في غاية العدل، أضف إلى ذلك أن الجهاد يكون لصدّ العدوان عن المسلمين.
  • انتشر الإسلام في كثير من الدول بأخلاق التّجار، فكم من دولة دخل فيها الإسلام بسبب أمانة المسلمين فيها وصدقهم وأخلاقهم العالية.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين ، شبهات المشككين، صفحة 4. بتصرّف.
  2. محمد قطب، شبهات حول الإسلام، صفحة 37-63. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين (2015)، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 348-529، جزء 3. بتصرّف.
5732 مشاهدة
للأعلى للسفل
×