أمثلة على المصدر الصريح من القرآن

كتابة:
أمثلة على المصدر الصريح من القرآن

علم الصرف

علم الصّرف هو واحد من علوم اللغة العربية، وهو يختص بأحوالُ أبنيةِ الكلمةِ ودلالتها الصرفية دون الإعراب والبناء، سواء العملية من الفعل فيما يعرف بالمصدر ودلالة المصدر باختلاف صياغته ونوعه ووزنه، أم تحويلُ الأَصلِ الواحدِ إلى أمثلةٍ مختلفةٍ، لِمعانٍ مقصودة، لا تحصُل إلا بها، كاسمَىْ الفاعلِ والمفعولِ، واسمِ التفضيلِ، والتثنيةِ والجمعِ، إلى غير ذلك. موضوعُه الألفاظُ العربيةُ من حيثُ تلك الأحوالِ، كالصحَّة والإعلالِ، والأصالةِ والزيادةِ، وغيرها. ويختصُّ بالأسماءِ المتمكنةِ، والأفعالِ المتصرّفة، وما جاء من تثنية بعض الأسماء الموصولة وأسماء الإشارة، وجمعها وتصغيرها، فصُوَرِيّ لا حقيقيّ. [١] وهذا المقال استعراض سريع لمفهوم المصدر الصريح وعمله، مع ذكر أمثلة على المصدر الصريح من القرآن.

تعريف المصدر الصريح وعمله

قبل عرض أمثلة على المصدر الصريح من القرآن الكريم، لا بد من التعرف على مفهوم المصدر الصريح، وهو الاسم الدال على حدث غير مقترن بزمان. أمّا عمله، فهو يعمل عمل فعله في التعدي واللزوم،[٢] ومن أمثلة على المصدر الصريح من القرآن في عمل المتعدي، قوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}،[٣] فاتِّخَاذِ في قوله تعالى، مصدر صريح من الفعل اتّخذ، وهو فعل متعد ينصب مفعولا به، وبالتالي يعمل المصدر الصريح عمل فعله، فنصب المصدر اتِّخَاذِ كلمة الْعِجْلَ في قوله تعالى على أنها مفعول به.

ومن أمثلة على المصدر الصريح من القرآن الكريم من الفعل اللازم، قوله تعالى: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}،[٤] فكَيْدُ مصدر صريح من الفعل كاد وهو فعل لازم، جاء فاعله مضافًا إليه. ويمكن العدول عن المصدر الصريح إلى المصدر المؤول لدواعي نحوية في إعراب المصدر المؤول والمصدر الصريح، أو ودلالية تخص كليهما.[٥]

وكان القدماء قد اختلفوا حول المصدر والفعل، أيهما أصل وأيهما فرع، فذهب البصريون أن المصدر أصل الفعل، بينما ذهب الكوفيون إلى أن الفعل أصلٌ للمصدر، وكان لاختلاف المدرستين أشكالا غير لغوية، لا يؤخذ فيها في الدرس اللغوي الصرفي.[٦]

أبنية المصدر الصريح

عند البحث عن أمثلة على المصدر الصريح من القرآن، نجد كثرة أبنية الثلاثي المجرد منه، مثل: فَعْل، وفُعْل، وفَعْلة، وفِعْلة، فِعْلان، وفَعَلان في الاضطراب، وفِعْلة، وفُعْلة في الألوان، وفُعول، فُعُولة، وفَاعُولة، وفِعَال، ومُفَاعَلة، وفَعَال وفعيل في الأصوات، وفُعَال إن دل على عارض، إلا أن الغالب من الفعل اللازم هو: فُعُول. وفي المتعدى، على فَعْل، وفِعَالة في الصنائع. وغير ذلك مما سمع عن العرب، ولم يرد بناؤه قياسًا.[٧]

وقد يأتي المصدر على أبنية مختلفة من الفعل المزيد، كأن يأتي من الرباعي المجرد على وزن فَعللة، ومن المزيد بهمزة على وزن أفعل، وأن يكون مصدرًا للفعل الثلاثي المزيد بالتضعيف فعّل، والثلاثي المزيد بالألف على وزن فاعَل. كما يأتي من الفعل الخماسي تَفَعْلَل، وتَفَعَّل، وتَفَاعَل فيكون مصدر الفعل منها على وزن الفعل نفسه بضم الحرف قيل الأخير، أمّا إن كان الفعل على وزن انفعَل، وافتعل، وافعلّ، فيأتي المصدر الصريح منها بكسر الحرف الثالث من الفعل، وزيادة ألف قبل الحرف الأخير.[٨]

أما الفعل السداسي على وزن افْعَنُلَل، وافْعَلَلَّ، وافعوعل، وافعالّ، واستفعل، فإن المصدر الصريح منها يأتي بكسر الحرف الثالث، وزيادة ألف قبل الحرف الآخير. وليس بالضرورة أن ترد أمثلة على المصدر الصريح من القرآن على كل تلك الأبنية، إذ أن علم الصرف جمع من القرآن الكريم، ولغة العرب، منها ما كان سماعًا، ومنها ما كان قياسًا، وبعضها جمع من الشواهد الشعرية.[٩]

أمثلة على المصدر الصريح من القرآن

ترد كثيرًا أمثلة على المصدر الصريح من القرآن الكريم، مما يصلح القول فيها، شواهد قرآنية على المصدر، وورود المصدر الصريح في القرآن جاء من اللازم والمتعدي، والفعل المجرد والمزيد، وفيما يأتي استعراض لأمثلة على المصدر الصريح من القرآن:

  • قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ[١٠] فمَشْيِ وصَوْتِ مصدران صريحان من الفعلين المجردين مَشِى وصَوَت، وهما مصدران مضافان إلى الفاعل، وليس لهما مفعول به.
  • قال تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}،[١١] فخَلْقُ وبَعْثُ مصدران صريحان لفعلين ثلالثيين مجرين متعديين، أضيفا إلى المفعول به الضمير كُمْ، ويرد في الآية الفاعل لمعرفته، وهو الله سبحانه وتعالى.
  • قال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}،[١٢] فاسْتِغْفَارُ مصدر صريح من الفعل المزيد استغفر، وهو مصدر مضاف إلى فاعله وليس له مفعول به.
  • قال تعالى: { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ}،[١٣] والمصدر الصريح هو دَفْعُ من الفعل المجرد المتعدي دَفَع، أضيف المصدر إلى فاعله الله لفظ الجلالة، ونصب في الشاهد مفعولا به هو الناس فكانت مفعولا به للمصدر.
  • قال تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}،[١٤] فالرِّبَا هي مفعول به للمصدر الصريح أَخْذِ وهو مصدر لفعل ثلاثي مجرد متعدي، وكذلك كلمة أَمْوَالَ التي جاءت مفعولا به للمصدر الصريح أَكْلِ من فعل ثلاثي مجرد متعدي.
  • قال تعالى: { لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}،[١٥] والْجَهْرَ مصدر صريح معرف بـأل، والمصدر هنا عَمِلَ عَمَلَ فعله فرفع فاعلًا، وهو الاسم الموصول مَن.
  • قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[١٦] حِجُّ مصدر صريح لفعل ثلاثي مجرد متعدي، أضيف إلى مفعول به هو الْبَيْتِ ثمّ جاء الفاعل بعده وهو مَنِ الموصولة.
  • قال تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ}،[١٧] "فإِطْعَامٌ" مصدر صريح منونٌ من الفعل المزيد المتعدي أطعم، عَمِلَ عَمَلَ فعله، ونصب مفعولا به هو يَتِيمًا.
  • قال تعالى: {لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْر}،[١٨] فدُعَاءِ مصدر صريح من الفعل المجرد المتعدي دعا، وقد أضيف المصدر إلى مفعوله، دون ذكر الفاعل.

المراجع

  1. "موضوع علم الصرف"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.
  2. "إعمال المصدر"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 54.
  4. سورة غافر، آية: 37.
  5. حسن علوي (2013)، "الفروق النحوية بين الأفعال وأسماء الأفعال"، مجلة كلية التربية الأساسية/جامعة بابل، العدد 13، صفحة 7. بتصرّف.
  6. عبده الراجحي (2008)، التطبيق الصرفي (الطبعة 1)، عمان- العبدلي: دار المسيرة، صفحة 65. بتصرّف.
  7. "المصدر"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.
  8. عبده الراجحي، التطبيق الصرفي، صفحة 67-69. بتصرّف.
  9. عبده الراجحي، التطبيق الصرفي، صفحة 69. بتصرف.
  10. سورة لقمان، آية: 19.
  11. سورة لقمان، آية: 28.
  12. سورة التوبة، آية: 114.
  13. سورة الحج، آية: 40.
  14. سورة النساء، آية: 161.
  15. سورة النساء، آية: 148.
  16. سورة آل عمران، آية: 97.
  17. سورة البلد، آية: 14-15.
  18. سورة فصلت، آية: 49.
13614 مشاهدة
للأعلى للسفل
×