محتويات
تعريف صغائر الذنوب وكبائرها
- كَثُر كلام العلماء حول ضابط الصغيرة والكبيرة من الذنوب، وانتشرت أقوالهم في ذلك انتشاراً واسعاً، وإذا عُرف حدّ الذنوب الكبيرة تبيّن حدّ الذنوب الصغيرة، وقدّ قسّم أهل العلم الذنوب إلى عدّة أنواع، ومنها الصغائر والكبائر كما قال في ذلك ابن القيم -رحمه الله تعالى-، وتُعرّف كبائر الذنوب على أنّها الذنوب التي هي دون الشرك أو الكفر، بحيث لو مات صاحبها من غير توبةٍ، فإنّه مستحقٌّ للعذاب بمشيئة الله تعالى، وإن أراد الله تعالى أن يعذب مقترفها؛ فإنّه لا يخلد في النار، وقد قال القرطبي -رحمه الله- في حد الكبيرة: "الكبيرة كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب، أو لعنة، أو عذاب".[١][٢]
- أمّا صغائر الذنوب وهي المعروفة باسم السيئات، فهي تكون أقل من الكبائر في الإثم، وهذا النوع يغفره الله تعالى لعباده؛ دون توبة مخصوصة منها، فقد جعل لها مكفراتٍ كثيرة تمحى بها هذه السيئات، وقد قيل أنّ أفضل ما يميّز به بين الكبائر والصغائر؛ أنّ الصغيرة هي ما دون الحدّين؛ حدُّ الدنيا وحدُّ الآخرة، وهذا ما عرّفه ابن عباس رضي الله عنهما، ووافقه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، فهي كل ذنبٍ لم يُوجب حداً في الدنيا، أو وعيداً في الآخرة، وكان قليل المفسدة[١][٢]
أمثلة على صغائر الذنوب
لصغائر الذنوب العديد من الأشكال، فكلّ ذنبٍ أقل من الكبائر يندرج تحت الصغائر، فلا حصر لأشكالها وأعدادها، إنّما يُذكر بعضها في هذا المقال من باب التنبيه وليس الحصر، وفيما يلي ذكر بعضها:[٣]
- الصلاة في الأوقات المكروهة الصلاة فيها.
- اقتناء الكلب لغير حاجة مُعتبَرة شرعاً.
- إدخال النجاسة إلى المسجد.
- استقبال القِبلة ببولٍ أو غائطٍ.
- الكلام أثناء خطبة الإمام.
- البيع وقت النداء لصلاة الجمعة.
- إمامة من يكرهُه الناس.
- خِطبة المسلم على خِطبة أخيه.
- هجر المسلم.
- كثرة الخصومة.
- استماع الغيبة.
كيف تتحول الصغائر إلى كبائر؟
تبقى صغائر الذنوب من الصغائر ما لم تتوفر به أحد الامور التالية:[٤]
- أن يكون فاعل المعصية الصغيرة من العلماء الذين يُقتدى بهم؛ فهو يحمل وزر غيره إذا عمل بعمله أحدهم.
- المُجاهَرة بصغائر الذنوب بين النّاس، واستصغار شأنها.
- تكرار فعل الصغيرة، مع الإصرار عليها.
- الاستخفاف بسِتر الله -تعالى- للعبد.
- التهاون بفعل الصغيرة.
كيف تكفّر صغائر الذنوب؟
جعل الله تعالى تكفير الذنوب يطريقتين اثنتين، الأولى على شكل حسنات تمحو السيئات، والثانية اجتناب الكبائر، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، ففي اجتناب الكبائر، قال الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا}،[٥] كما ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من أسباب تكفير الذنوب التوبة الصادقة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ لهُ)،[٦] ومن الأمور التي تكفّر الذنوب الصغيرة أيضاً إسباغ الوضوء، وأداء الفرائض، والمشي إلى الصلاة، وانتظارها، وصيام شهر رمضان المبارك، فقال رسول الله: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٧][٨] والابتلاءات والمصائب التي تصيب الإنسان، فقد جاء في الحديث: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[٩][١]
المراجع
- ^ أ ب ت ضياء صفوان عبداللطيف عبدالعزيز (2/3/2020)، "أنواع الذنوب ومكفراتها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "حد الصغيرة والفرق بينها وبين الكبيرة"، إسلام ويب، 9/6/2009، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ أبو فيصل البدراني، كتاب الولاء والبراء والعداء في الإسلام، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ د. محمود عبدالعزيز يوسف (26/3/2016)، "حكم الإصرار على فعل الصغائر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة النساء، آية:31
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3446، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:38 ، حديث صحيح.
- ↑ ابن القيم، كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين، صفحة 380. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641 ، صحيح.