محتويات
أمثلة على أنواع الكناية
قُسِّمت الكِناية إلى ثلاثة أنواع، وذلك بحسب المعنى المُراد الإشارة إليه، وهي كالتّالي:[١]
الكِناية عن الصّفة
هي الكِناية التي يُذكر بها الموصوف بصِفة مُلازمة للشّيء المُكنّى عنه، سواء كان ذِكر الموصوف بالّلفظ أو أن يُلاحظ ويُفهم من سِياق الكلام، كما يُقسّم هذا النّوع إلى قسمين بحسب طريقة إيصال المعنى المُراد، وهُما:[١]
- الكِناية القريبة
هي الكِناية التي لا يحتاج إيصال المعنى المُراد فيها إلى واسطة بين المعنى المُراد والمعنى الظّاهر، فيصل القارئ للمعنى دون تحليلي ذِهنيّ له، مِثل قوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)،[٢] ففي هذه الآية قُصِد باليد المغلولة إلى العُنُق بـ: (البُخل)، أمّا اليد المبسوطة فهي: (الإسراف).[١]
- الكِناية البعيدة
هي الكِناية التي يحتاج إيصال المعنى المُراد فيها إلى وُجود واسطة يتمّ من خلالها انتقال المعنى من الظّاهر إلى الباطن (المقصود)،[١] مِثل قول عمر بن الخطّاب: "هذا عدوٌّ شديدٌ كَلَبُه، قليل سَلَبُه"، وفي هذا المِثال في جُملة: (عدوٌّ شديد كَلَبُه)، كان هُناك انتقال بين وسائط مُختلفة حتّى الوُصول إلى المعنى المقصود وهو: (النّهي عن التّعرض للعدو).
وفيما يلي ترتيب هذا التّحليل الذِّهنيّ لهذه الكِناية: (الكلب)-->(الحيوان مُفترس)-->(الحيوان المُفترس المريض، أو المجنون)-->(شِّدّة الحيوان وقسوته)-->(الحرب الشّديدة)-->(النّهي عن الحرب ضدّ هذا العدو).[٣]
وفي الجدول الآتي أمثلة على أنواع الكِناية عن الصّفة:نوع الكِناية | الجُملة | التّوضيح (تحديد الكِناية) |
كِناية قريبة | - بدأ يقلِّبُ كفّيه على ما أنفقه هباءً. - مدحتُها فاحمرّ وجهُها. - ألقى الفارس سلاحه. | - كِناية عن النّدم. - كِناية عن الخجل. - كِناية عن الاستسلام. |
كِناية بعيدة | - خليل ناعمُ الكفّين. - خالد كثير الرّماد. - هذه المرأة نؤوم الضُّحى. | - كِناية عن عدم العمل؛ لأنّ نعومة اليدين تستلتزم --> قِلة استخدام اليدين --> وقِلّة استخدام اليدين تسلزم --> قِلّة العمل. - كِناية عن الكرم؛ لأن كثرة الرّماد تستلزم --> كثرة الطّبخ، وكثرة الطّبخ تستلزم --> كثرة الضّيوف، وكثرة الضّيوف تستلزم --> كثرة الكرم. - كِناية عن أنّها التّرف، والخدمة؛ لأنّ بقاء نوم المرأة حتّى انتهاء وقت الضُّحى يستلزم --> كثرة تفرُّغها، وكثرة تفرُّغها تستلزم --> من يخدمها، ووجود من يخدمها يستلزم --> ترفها. |
تمرين
حدّد الكِناية في الجُمل الآتية:الجُملة | الكِناية |
قال تعالى: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها).[٤] | (...........................................) |
قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً).[٥] | (...........................................) |
بيت إيليا أبو ماضي:وترى الشّوك في الورود، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا[٦] | (...........................................) |
بيت الخنساء:طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ قد سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا[٧] | (...........................................) |
الكِناية عن النّسبة
هي الكِناية التي يتمّ فيها ذِكر المُكّنى عنه مع الصّفة التي تُسند إليه من خلال ما يُمكن أن يتّصل به أو يُعدّ جزءاً منه، فتكون الصِّفة غير مُلاصقة للموصوف إنّما بما يتعلّق به.[١]
وتكون هذه النّسبة إمّا إثباتاً لصفة أو نفيها، وفي هذا النّوع قد يُذكر صاحب النّسبة (الموصوف) فيها، ومِثال ذلك الحديث النبويّ الذي يقول: (الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ)،[٨]، ففي الحديث لم يتمّ نسب الخير إلى الخيل، إنّما تمّ نسبه إلى نواصيها -وهي مُقدّمة الرأس- والنّاصيّة لا تنفكّ عن الخيل، وهُنا الصِّفة هي (الخير)، والموصوف ذُكِر وهو (الخيل)، ولكنْ تمّت الكِناية عنه بالنّسبة بين (الخيل-نواصيها).[١]
أمّا كِناية النِّسبة التي لا يُذكر فيها الموصوف فهي مِثل جُملة: (الفضلُ يسير حيث سار) كِناية عن نسبة الفضل إليه دون ذِكره مع نسبة الفضل إلى المكان الذي يتواجد فيه وليس إليه مُباشرةً، وفيما يلي أمثلة توضيحية:[١]
وفي الجدول الآتي أمثلة على الكِناية عن النّسبة:الجُملة | التّوضيح (تحديد الكِناية) |
الكرم بين ثوبيه. | كِناية عن الكرم. |
الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه. | كِناية عن الفصاحة والبلاغة. |
أحمد رأسهُ عالٍ. | كِناية عن الفخر والاعتزاز. |
المؤمن يرضى بالقليل. | كِناية عن القناعة. |
وليد طَلْقُ اليدين. | كِناية عن الكرم. |
تمرين
حدّد الكِناية في الجُمل الآتية:الجُملة | الكِناية |
الصِّدقُ في لِسانه. | (...........................................) |
المجدُ بنى بيتاً أعمدته أنتم. | (...........................................) |
علاء واسع قلبه. | (...........................................) |
الخيرُ في يُمناه. | (...........................................) |
الكِناية عن الموصوف
هي الكِناية التي تُذكر بها الصّفة بشكل بشكل مُباشر، فإمّا أن يكون للمكنيّ عنه فيها معنى واحداً يُوصف به، مِثل: (ضربتُ الرَّجُل في موطن أسراره)، ويكون القصد بموطن أسراره: (القلب).[١]
الحالة الثّانية أن يكون المُكنّى عنه موصوفاً بعِدّة معانٍ، مِثل: (جاءني حيٌّ مستوي القامة، عريض الأظفار)، والكِناية في الجُملة السّابقة: كِناية عن (الإنسان)، لأنّ هذه المعاني كُلّها أوصاف ثلاثة تجتمع في الإنسان، كما أنّ هذه الكِناية لا يُذكر الموصوف فيه، وفيما يلي مجموعة من الأمثلة التّوضيحيّة على الكِناية عن الموصوف:[١]
الجُملة | التّوضيح (تحديد الكِناية) |
سُئل رجل عن شيبه، فقال: هذه رغوة الشباب. | كِناية عن الشّيب. |
تعمل مصر في إنتاج الذّهب الأسود. | كِناية عن النفط. |
تعلّم الرَّجُل لغة الضّاد. | كِناية عن تعلّم اللغة العربيّة. |
لم أزُر مدينة النُّور من قبل. | كِناية عن باريس. |
الإكثار من ذِكر هادم الّلذات يعِظ الإنسان. | كِناية عن الموت. |
تمرين
حدّد الكِناية في الجُمل الآتية:الجُملة | الكِناية |
قال تعالى: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ).[٩] | (...........................................) |
لوّح الجُنديّ بغصنِ الزيتون. | (...........................................) |
اللهمّ إنّا نسألك ابن الغمام؛ ليحيى الزّرع. | (...........................................) |
قال تعالى: (الْقَارِعَةُ*مَا الْقَارِعَةُ).[١٠] | (...........................................) |
أمثلة عن الكناية من القرآن الكريم
وردت في القرآن الكريم العديد من الأمثلة عن الكناية، ومنها ما يأتي:
- قال تعالى: {واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.[١١]
كناية عن صفة وهي التواضع والخضوع للوالدين.
- قال تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}.[١٢]
كناية عن موصوف وهو سيدنا يونس.
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُور}.[١٣]
كناية عن موصوف وهم الموتى.
- قال تعالى: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ}.[١٤]
كناية عن موصوف وهو يوم القيامة.
- قال تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}.[١٥]
كناية عن موصوف وهو الخيل.
- قال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُورًا}.[١٦]
في هذه الآية الكريمة كناية عن صفتين وهما: البخل، والإسراف.
- قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}.[١٧]
كناية عن صفة وهي استحالة دخول الجنة.[١٨]
تدريبات على الكِناية
الجُملة | نوع الكِناية | التّوضيح (تحديد الكِناية) |
بيت حاتم مفتوحٌ دائماً. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
المُسلم لا يلبس ملابس الهوان. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
أحمد نقيُّ الثّوب. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
صُهيب حارس على ماله. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
أبناء النّيل أذكياء. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
لبستُ لهم جلد النّمر. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
سامي جامد الكفّ. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
مخلوع فؤاده. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
ركب عليّ جناحي نعامة. | كِناية عن صِفة (قريبة، بعيدة) / كناية عن موصوف / كِناية عن نسبة | (...........................) |
نوع الكِناية | الجُملة |
الكِناية عن الصّفة | (......................................................) |
الكِناية عن النّسبة | (......................................................) |
الكِناية عن الموصوف | (......................................................) |
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ أحمد الهاشمي (26-1-2017)، جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع، مصر: مؤسسة هنداوي سي آي سي، صفحة 345،346،347،348. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 29.
- ↑ د. أحمد فتحي رمضان الحياني، الكناية في القرآن الكريم، صفحة 26. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 42.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 24.
- ↑ "أيهذا الشاكي وما بك داء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2022-3-24. بتصرّف.
- ↑ "أعيني جودا ولا تجمدا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2022-3-24.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1249، أخرجه أحمد (14833 )، والطحاوي في (شرح مشكل الآثار) (323 )، والطبراني في (المعجم الأوسط) (8982 ).
- ↑ سورة القمر، آية: 13.
- ↑ سورة القارعة، آية: 1،2.
- ↑ سورة الإسراء ، آية:24
- ↑ سورة القلم، آية:48
- ↑ سورة الممتحنة ، آية:13
- ↑ سورة البروج، آية:2
- ↑ سورة العاديات، آية:1
- ↑ سورة الإسراء ، آية:29
- ↑ سورة الأعراف ، آية:40
- ↑ "أمثلة عن الكناية من القرآن الكريم"، اقرأ، اطّلع عليه بتاريخ 2022-3-24. بتصرّف.