أمراض أطفال حديثي الولادة

كتابة:
أمراض أطفال حديثي الولادة

أمراض أطفال حديثي الولادة

يتعرض الأطفال حديثي الولادة إلى العديد من الأمراض والمشكلات الصحيّة التي تتضمن نزلات البرد، والقيء، والإسهال، بالإضافة إلى المشكلات الجلديّة التي يعاني منها الأطفال مثل؛ طفح الحفاضات[١]، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن نسبة 41% من الوفيات بين الأطفال كل عام، هم من الإطفال حديثي الولادة حتى 28 يومًا، وتحدث ثلاث أرباع حالات الوفاة بين الأطفال حديثي الولادة في الأسبوع الأول من العمر[٢]. وسنتناول في هذا المقال مرض انحلال الدم الوليدي، واليرقان، والمشكلات المتعلقة بعدم العناية بسرّة الجنين، على الرغم من وجود العديد من الاضطرابات التي قد تصيب الأطفال حديثي الولادة والتي يصعب حصرها.


انحلال الدم الوليدي

يُعرف هذا المرض أيضًا بمرض ريسوس، وهو مرض يصيب الرضّع فقط، وتعتمد حدّة الأعراض لدى الأطفال على مدى شدّة المرض، ويعاني 50% من الأطفال المصابين بالمرض من أعراض طفيفة سهلة العلاج،[٣] وهذه الحالة تصيب حديثي الولادة؛ بسبب تكسُّر خلايا الدم الحمراء لديهم بسرعة كبيرة؛ إذ تشير كلمة انحلالي لتحطم خلايا الدم الحمراء، ويحدث الانحلال بسبب اختلاف العامل الرايسيزي بين الأم والطفل، الذي يُحدد نوع فصيلة الدم الموجب أو السالب، ويحدث انحلال الدم الوليدي خاصّةً عندما تكون الأم سلبية العامل الرايسيزي، والطفل موجب العامل، وقد تحدث هذه الحالة عند انفصال المشيمة، أو عند الإجهاض، وقد يحدث الانحلال أيضًا أثناء اختبار ما قبل الولادة، التي تتضمن بزل السلى أو أخذ عينات من الزغابات المشيميّة؛ إذ يتطلب إجراء الفحص استخدام إبرة لأخذ العينات، ممّا قد يسبب حدوث النزيف.[٤] وفي هذا المرض تنتج الأم الأجسام المضادة نتيجة تعرضها لدم الطفل ذو العامل الرايسيزي الموجب، وتدمّر هذه الأجسام المضادة خلايا الدم موجبة العامل الرايسيزي الغريبة عن الأم، كما تدمِّر خلايا دم الطفل عند تعرضه لها، الأمر الذي يُسبِّب إصابة الطفل بفقر الدم أو اليرقان.[٥].

أسباب الإصابة بمرض انحلال الدم الوليدي

يعدّ السبب الرئيسي لمرض انحلال الدم الوليدي أو مرض ريسوس، مزيجًا محددًا بين فئة دم الأم ودم الطفل الذي لم يولد بعد، ويمكن أن يحدث هذا المرض فقط بالحالات الآتية:[٣].

  • فصيلة دم الأم سلبية؛ أي إن العامل الريسزي لديها سالب وفصيلة دم الجنين إيجابيّة؛ أي إن العامل الريسيزي لديه موجب.
  • تعرض دم الأم سابقًا لكريات دم ذو عامل ريسيزي موجب؛ ممّا أدى إلى أن تطور استجابة جسمها المناعية لفئة الدم، وتُعرف باسم التحسس، وعندما يدخل العامل الريسيزي الموجب إلى دم الأم مرّة أخرى، سينتج الجهاز المناعي أجسام مضادة، ويهاجم خلايا دم الطفل الحمراء بعد عبورها إليه عن طريق المشيمة، وفي الحقيقة لا ينتج جسم الأم الأجسام المضادة بسرعة كبيرة عند تعرضه لكريات الدم ذو العامل الريسيزي الموجب أول مرة، لذلك فهي نادرًا ما تؤثر في المولود الأول ذو العامل الريسيزي الموجب.

أعراض الإصابة بمرض انحلال الدم الوليدي

ويوجد عدّة علامات دالة على إصابة الطفل بهذا المرض تظهر عليه، وهو لا زال جنينًا وبعد الولادة، ونذكرها الآتي:[٣][٤]

  • الأعراض التي تظهر على الجنين، بالعادة لا تكتشف إصابة الجنين إلّا بالتحاليل التي سيلاحظ من خلالها الطبيب ما يأتي:
    • اللون الأصفر للسائل الأميونسي، ويكون هذا اللون بسبب ارتفاع مادة البيليروبين الناتجة عن انهيار خلايا الدم الحمراء.
    • تضخُّم الطحال أو الكبد أو القلب لدى الجنين أحيانًا.
    • وجود سائل في الرئتين، أو فروة الرأس، أو المعدة وهذه تكون إشارة على الاستسقاء الجنيني الذي يسبب التورم أو الانتفاخ الشديد للجنين.
    • قد يصاب الجنين بفقر الدم؛ لأنّ خلايا الدم الحمراء، تُدمّر سريعًا، بسبب وجود الأجسام المضادة، ممّا يؤدي إلى تدفق الدم أسرع من الطبيعي، ويُكشف عن وجود هذا المرض بتقنية دوبلر، وإذا كان فقر الدم شديدًا، فقد يُكشف عن أعراض المرض مثل؛ التورم الداخلي باستخدام هذه التقنيّة.
  • الأعراض التي تظهر على الرضيع: المشكلتان الرئيسيتان الناجمتان عن إصابة الطفل بمرض ريسوس هما؛ اليرقان المعروف أيضًا بالصفراء، وفقر الدم، وقد يعاني الطفل من مشكلة نقص توتر العضلات، ومن أعراض اليرقان؛ اللون الأصفر للحبل السري، والبشرة، وعادة لا تظهر الأعراض بعد الولادة مباشرةً، إلا أنّ المرض يظهر على الرضيع في غضون 24 إلى 36 ساعة اللاحقة للولادة في أغلب الأحيان، وفي الحقيقة لن تظهر الأعرض على المولود في البداية في بعض الأحيان، لكنّها ستتطور بعد ثلاثة أشهر، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر على الوليد نتيجة الإصابة بانحلال الدم الوليدي؛ أي صعوبة التنفس بسبب الاستسقاء الجنيني.

تشخيص الإصابة بمرض انحلال الدم الوليدي

يوجد عدّة فحوصات تُجرى لتشخيص المرض، نذكر منها ما يأتي:[٣][٤]

  • فحص السائل الأميونسي.
  • الموجات فوق الصوتيّة.
  • أخذ عينات دم من الحبل السري عن طريق الجلد.
  • فحص الدم، والذي يُجرى في بداية الحمل للكشف عن بعض الأمراض مثل؛ التهاب الكبد الوبائي بي وغيرها، وهذا النوع من الفحوصات سيحدد فصيلة دم الأم، ووجود العامل الرايسيزي أو عدم وجوده.
  • تشخيص المرض في المولود الجديد، إذا كانت الأم سلبية العامل الرايسيزي، يُأخذ دم من الحبل السري للطفل؛ من أجل التحقق من فصيلة دم الطفل، ومعرفة إذا نُقلت الأجسام المضادة إلى دم الطفل، وفي حال تأكيد وجود الأجسام المضادة، تُجرى فحوصات اليرقان، وفقر الدم.


الصفراء

يظهر مرض الصفراء أو ما يطلق عليه بوصفار أو اليرقان ما بين اليوم الثاني والرابع تقريبًا بعد الولادة في أغلب الأحيان، وتكون الإصابة في بياض العين وفي لون الجلد؛ بسبب احتواء دم الطفل على تركيز عالٍ من مادة البيليروبين، وهي صبغة صفراء من خلايا الدم الحمراء ويصاحب اليرقان قلة في نشاط المولود حديث الولادة، ورفضه للرضاعة؛ إذ إنّ الرضاعة الطبيعية تطيل فترة الصفراء في الطفل الطبيعي لفترة قد تتعدى الشهر، هذه الحالة لا تستدعي القلق ما دامت التحاليل أثبتت أن حالة الصفراء حميدة، وأنها ليست من النوع الضار، ويمكن للأم في هذه الحالة قطع الرضاعة الطبيعية للطفل، إذا أرادت، مدة ثلاثة أيام وإرضاعه الحليب الصناعي ثم بعدها العودة للرضاعة الطبيعية.[٦]

أسباب الإصابة بالصفراء

بالإضافة إلى عدم توافق دم الأم والطفل، توجد عدّة أسباب أخرى تؤدي إلى إصابة الطفل بالصفراء، نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • الإصابة بالعدوى.
  • وجود مشكلات في الكبد.
  • نقص في الإنزيمات.
  • كدمات عند الولادة أو غيرها من الأسباب التي تؤدي إلى النزيف الداخلي.

أعراض الإصابة بالصفراء

لا يصاحب هذه الحالة أيّة أعراض خطيرة، لكنّ في بعض الحالات قد تُحدث مضاعفات خطيرة، ونذكر منها ما يأتي:[٦]

  • إصابة الطفل بتلف الدماغ.
  • عدم القدرة على الرضاعة وعدم اكتساب الوزن.
  • قلة في النشاط اليومي للطفل، في حركته حركته أو في نومه.

تشخيص الإصابة بالصفراء

عادةً ما تخرج الأم من المستشفى بعد 72 ساعة على الولادة، ومن المهم أنّ يجري الوالدان فحوصات الصفراء بعد مرور أيام قليلة على الولادة؛ إذ إنّ مستويات البيليروبين تبلغ ذروتها عندما يصبح عمر الطفل من ثلاث إلى سبعة أيام، ويوجد عدّة طرق لتشخيص الإصابة بحالة الصفراء نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • فحص الدم.
  • فحص الجلد.
  • فحص تعداد الدم الكامل.
  • معرفة فصيلة الدم، والعامل الرايسيزي.
  • اختبار كومس.


التهاب السرة

إنّ الحبل السري للمولود، يعدّ حلقة الوصل بين الطفل والأم داخل الرحم طوال فترة الحمل؛ إذ ينقل المواد الغذائية والأوكسجين إلى الطفل، ولا حاجة لوجوده بعد الولادة؛ لذا يُقطَع، وتُترَك قطعة صغيرة منه مربوطة بسرة الطفل، ستجف هذه القطعة بالنهاية وتسقط وحدها في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الولادة، تاركًا السرة ورائها، وفي الحقيقة يُصاب بعض الأطفال بالتهاب الحبل السري المتبقي، ممّا يؤدي إلى انتفاخ السرة واحمرار الجلد المحيط بها، وظهور الإفرازات القيحية، الذي يتطلب العلاج الفوري؛ لذا يجب العناية بالسرة وبهذه القطعة المتبقيّة من الحبل السري بعدّة طرق نذكر منها ما يأتي:[٨]

  • الحفاظ على السرّة جافّة: بتعريضها للهواء، وثني طرف الحفاض العلوي أسفل منها، ويجب تجنُّب استخدام الكحول لتنظيف السرة إذ لوحظ أنَّ ذلك يؤدي إلى القضاء على البكتيريا المُساعدة على بقاء السرة جافة وانفصالها.
  • عمل حمامات الإسفنج: حمامات الإسفنج تساعد على إبقاء السرة جافّة.
  • ترك السرّة تسقط وحدها: يجب تجنب الرغبة بشد القطعة المتبقيّة من الحبل السري، وتركها إلى أن تجف وتسقط وحدها.


المراجع

  1. "Common Infant and Newborn Problems", medlineplus, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  2. "Newborn death and illness", who, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Rhesus disease", nhs,2018-6-11، Retrieved 2019-10-25. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Hemolytic Disease of the Newborn (HDN)", stanfordchildrens, Retrieved 2019-10-25. Edited.
  5. "Rhesus disease Introduction Symptoms Ca", nhsdirect,2019-9-23، Retrieved 2019-10-22. Edited.
  6. ^ أ ب "Infant jaundice", mayoclinic, Retrieved 2019-10-25. Edited.
  7. ^ أ ب Danielle Moores (2015-10-13), "Understanding Newborn Jaundice"، healthline, Retrieved 2019-10-25. Edited.
  8. "Infant and toddler health", mayoclinic, Retrieved 2019-10-25. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×