محتويات
الجهاز العصبي
يعرف الجهاز بأنه مجموعة معقّدة من الأعصاب والخلايا المتخصصة تُعرَف باسم الخلايا العصبية، وتنقل الإشارات بين أجزاء مختلفة من الجسم، ويتكوّن هذا الجهاز من قسمين، هما: الجهاز العصبي المركزي، والجهاز العصبي المحيطي. ووفقًا لمعاهد الصحة القومية يتكوّن القسم الأول من الدماغ والحبل الشوكي، أمّا القسم الثاني فيتكوّن من الخلايا العصبية الحسية، والعقد، وهي مجموعات من الخلايا العصبية والأعصاب التي تتصل بعضها ببعض مع الجهاز العصبي المركزي.[١]
والأعصاب هي حزم أسطوانية من الألياف التي تبدأ في الدماغ والحبل الشوكي، وتتفرع إلى كل جزء من أجزاء الجسم، ووفقًا لكلية الطب في جامعة ميشيغان ترسل الخلايا العصبية إشارات إلى خلايا أخرى من خلال ألياف رقيقة تسمّى العصبون، التي تسبب إفراز مواد كيميائية معروفة باسم النواقل العصبية، التي تُفرَز في اشتباكات عصبية تُسمّى نقاط الاشتباك العصبي.[١]
ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة تستغرق عملية الاتصال بأكملها جزءًا من ميلي الثانية الواحدة فقط، وتُعدّ الوظيفة الأساسية للخلايا العصبيَّة الحسيَّة الرَّد على المحفّزات المادية حول البيئة المحيطة بالجسم، مثل: الضَّوء، والصَّوت، واللَّمس، وإرسال الملاحظات إلى الجهاز العصبي المركزي، ذلك وفقًا للجمعية الأمريكيَّة لعلم النَّفس، أمّا الخلايا العصبية الحركيَّة التي توجد في الجهاز العصبي المركزي أو في العقد الطرفيَّة فإنها تنقل إشارات لتنشيط العضلات أو الغدد.[١]
أمراض الجهاز العصبي
من أبرز الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي ما يأتي:
- الصرع: يُعرَف بأنّه اضطراب في الجهاز العصبي المركزي، إذ يعاني فيه الدماغ من نشاط غير طبيعي، مما يسبب نوبات من التشنج، أو مراحل من السلوك غير الاعتيادي، كما يعاني الشخص من بعض المشاعر، ويرافق بعض حالات الصرع فقدان الوعي، وأي شخص معرّض للإصابة به، ويؤثر على الذكور والإناث من الأعراق والأعمار كلها، وتختلف أعراض النوبة على نطاق واسع، ويعاني بعض الأشخاص من التحديق المفاجئ لبضع ثوانٍ أثناء النوبة، بينما يعاني بعضهم من اضطراب في الذراعين أو الساقين بصورة متكرّرة،. ويكون العلاج باستخدام الأدوية، أو الجراحة أحيانًا، مما يتحكم بالنوبات التشنجية عند معظم الأشخاص المصابين، ويحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج الدوائي مدى الحياة للتحكم بالمرض، لكن تختفي النوبات نهائيًّا عند البعض، خاصّةً نوبات الأطفال.[٢]
- مرض باركنسون: هو اضطراب في الحركة يصيب الجهاز العصبي، وتشير المعاهد الوطنية للصحة إلى أنّه يتلقّى نحو خمسين ألف شخص تشخيص مرض باركنسون كلّ عام في الولايات المتحدة، ويعاني نحو نصف مليون من هذه الحالة، وتتطور أعراض مرض الشلل الرعاش تدريجيًا، وغالبًا ما يبدأ الشخص المصاب بالمعاناة من هزّة خفيفة في اليد، والشعور بالتصلب في الجسم، ومع مرور الوقت تظهر الأعراض الأخرى، ويصاب بعض الأشخاص أيضًا بالخرف، وتنجم معظم الأعراض عن انخفاض مستويات الدوبامين في الدماغ. ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت في فرنسا أنّ الرجال أكثر عرضةً بنسبة 50% للإصابة بمرض الشلل الرعاش من النساء، لكن يزداد خطر الإصابة عند النساء مع التقدّم بالعمر.[٣]
- التصلب المتعدد: يعدّ التصلب المتعدد مرضًا طويل الأمد يؤثر على الدّماغ، والنخاع الشوكي، والأعصاب البصرية في العينين، ويسبب مشكلات في الرؤية، والتوازن، والتحكم بالعضلات، ووظائف الجسم الأساسية الأخرى، وغالبًا ما تظهر آثار مختلفة بين المرضى، وبعض الأشخاص يعانون من أعراض معتدلة، ولا يحتاجون إلى تلقّي العلاج.[٤]
- التصلب الجانبي الضموري: يُعرف التصلب الجانبي الضموري بأنّه مجموعة من الأمراض العصبية النادرة التي تتضمن بصورة رئيسة الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم بحركة العضلات الطوعية، وتؤدي هذه العضلات مجموعةً واسعةً من الحركات، مثل: المضغ، والمشي، والتحدث، ويتميز هذا المرض بأنّ الأعراض تزداد حدةً مع مرور الوقت، ولا يوجد علاج له حتى الوقت الحاضر، وينتمي إلى مجموعة واسعة من الاضطرابات المعروفة باسم أمراض الخلايا العصبية الحركية، التي يسببها التدهور التدريجي، وموت الخلايا العصبية الحركية.[٥]
- مرض هنتنغتون: يعرف مرض هنتنجتون بأنه مرض وراثي يسبب الانهيار التدريجي للخلايا العصبية في الدماغ، كما أنّ له تأثيرًا واسعًا في القدرات الوظيفية للشخص، ويؤدي إلى المعاناة من اضطرابات الحركة والتفكير، والاضطرابات النفسية، ويعاني معظم المصابين بمرض هنتنغتون من الأعراض في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، وتتوفر الأدوية للمساعدة على التحكم بها، لكن لا تمنع العلاجات التدهور الجسمي، والعقلي، والسلوكي المرتبط بالحالة.[٦]
- مرض الزَّهايمر: هو نوع من الخرف الذي يسبب مشكلات في الذاكرة، والتفكير، والسلوك، وتتطور الأعراض ببطء وتتفاقم مع مرور الوقت، وتصبح شديدةً بما فيه الكفاية للتدخل في المهمات اليومية، ويُعدّ مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للخرف، وهو مصطلح عام لفقدان الذاكرة وغيرها من القدرات المعرفية الخطيرة بما يكفي للتدخل في الحياة اليومية للشخص المصاب، ويمثّل هذا المرض60-80% من حالات الخرف.[٧]
- اضطرابات الأوعية الدموية: يتأثّر الجهاز العصبي باضطرابات الأوعية الدموية، مثل:[٨]
- السكتة الدماغية.
- نوبة نقص التروية العابرة، وهي نوع من السكتات الدماغية البسيطة.
- نزيف تحت العنكبوتية، الذي يحدث في المساحة بين الدماغ والأغشية المحيطة، وسببه التعرض لصدمة أو تمزق ناتجَين من ضعف الأوعية الدموية.
- الالتهابات: قد يصاب الجهاز العصبي بالالتهابات، مثل: التهاب السحايا، والتهاب الدماغ، وشلل الأطفال.[٨]
عوامل خطر الإصابة بأمراض الجهاز العصبي
تؤثر أمراض الجهاز العصبي على أيّ شخص، كما أنّ عوامل الخطر مختلفة اعتمادًا على أنواع الأمراض المختلفة، وتُعدّ أمراض التحلل العصبي أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-25 عامًا، بالإضافة إلى كبار السن الذين تجاوزا 65 عامًا، وتؤثر أورام الدماغ على جميع الأشخاص من الفئات العمرية جميعها. [٩]
وتعتمد المخاطر الشخصية على الجينات الخاصة بكلّ شخص، وتعرّضه لعوامل الخطر البيئية، مثل الإشعاع، ويُعدّ تقدم السن والتاريخ المرضي العائلي من أهم عوامل الخطر لأمراض التحلل العصبي، كما أنّ الاضطرابات النفسية حالات شائعة للغاية، إذ يعاني واحد إلى خمسة أشخاص من البالغين من مرض عقلي في الولايات المتحدة وحدها، ويزداد خطر الإصابة عند الشخص في الحالات الآتية:[٩]
- وجود تاريخ عائلي من الأمراض العقلية.
- المعاناة من تجارب الحياة المؤلمة أو المجهدة.
- وجود تاريخ من إدمان الكحول أو المخدرات.
- تعرض الشخص لإصابة في الدماغ.
تشخيص أمراض الجهاز العصبي
يوجد عدد من الاختبارات والإجراءات لتشخيص الحالات التي تصيب الجهاز العصبي، بالإضافة إلى الطرق التقليدية مثل الأشعة السينية، وتشمل الاختبارات العصبية القياسية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية والكهربائية، التي تسجّل النشاط الكهربائي المستمر في الدماغ، بالإضافة إلى التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وهو الإجراء الذي يقيس النشاط الأيضي في الخلايا، أو الأنسجة، ونشاط الدماغ؛ للكشف عن الأورام أو الأنسجة المريضة. ويوجد اختبار يغرز فيه الطبيب إبرةً في القناة الشوكية لسحب كمية صغيرة من السائل الشوكي الدماغي، الذي يُختَبَر لتحديد المرض.[١٠]
الحفاظ على سلامة جهاز الأعصاب
يوجد العديد من الطرق التي يجب اتباعها للمحافظة على صحة الجهاز العصبي، يُذكَر منها ما يأتي:[١١]
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
- الإقلاع عن التدخين والكحول.
- مراعاة الأوضاع الصحية التي تؤثر على عمل الجهاز العصبي، كمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن منخفض الدهون، ويحتوي على الكثير من الخضروات، والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة، وغني بالفيتامينات، كفيتامين B6 ،B12، وحمض الفوليك، مما يساهم في حماية جهاز الأعصاب.
- شرب الكثير من السوائل والماء، خاصةً بعد ممارسة التمارين الرياضية، أو عند أداء مجهود بدني؛ تجنبًا للجفاف.
- التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالقهوة، والمشروبات الغازية.
- إجراء فحوصات دورية للسمع والبصر، فوجود مشكلة فيهما قد تؤثر سلبًا على عمل الجهاز العصبي.
- تعلم مهارات جديدة؛ لزيادة القدرة على الانتباه والتركيز.
- عدم استخدام الأدوية بصورة مفرطة ودون وصفة طبية، خاصةً لدى كبار السن، مما يؤثر سلبًا في عمل جهاز الأعصاب.
- اتباع الإجراءات اللازمة للوقاية من التعرض للإصابات في الرأس.
- تجنب السقوط على الأرض خاصةً كبار السن نتيجة الإصابة بأمراض معينة.
المراجع
- ^ أ ب ت Kim Ann Zimmermann - Live Science Contributor (14-2-2018), "Nervous System: Facts, Function & Diseases"، livescience, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ mayoclinicstaff (10-8-2019), "Epilepsy"، mayoclinic, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (19-10-2018), "Parkinson's disease and its causes"، medicalnewstoday, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ "What Is Multiple Sclerosis?", webmd, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ "Amyotrophic Lateral Sclerosis (ALS) Fact Sheet", nih, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ mayoclinicstaff (16-5-2018), "Huntington's disease"، mayoclinic, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ "What Is Alzheimer’s Disease?", alz, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Overview of Nervous System Disorders", hopkinsmedicine, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Lauren Reed-Guy (18-9-2018), "Brain Disorders"، healthline, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ "Neurological Diagnostic Tests and Procedures Fact Sheet", nih,13-8-2019، Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ William H. Blahd Jr (23-9-2018), "Nervous System Problems"، peacehealth, Retrieved 23-9-2018. Edited.