محتويات
المرض خلال الشتاء
إنّ الكثير من حالات المرض تنتشر بين الناس في هذا الفصل، والحقيقة أنّه ما من رابطة مباشرة بين المرض والطقس البارد أو الجاف، لكنّ السبب الرئيس مرتبط بالفيروسات التي تتكاثر خلال هذا الموسم من السنة، وتشير الدراسات[١] للبيئة التي تعزز نموّ الفيروسات في الأنف شتاءً، حيث درجة حرارة تجويفه 33 مئوية، مما يشجّع الفيروسات التي توجد دائمًا في البيئات الأقلّ في حرارتها من 37 مئوية، على التكاثر في الأنف والتسبب في التهابه، وينطبق الحال نفسه على فيروسات مرض الإنفلونزا التي تتكاثر في الجوّ البارد.[٢]
وثمّة تأثير لدرجات الحرارة الباردة من حيث إضعاف الجهاز المناعي في مقاومته للأمراض، ويرتبط ذلك بعدّة أسباب تتمثّل بـنقص فيتامين د بسبب عدم التعرّض لأشعة الشمس، مما يؤثّر في عمل جهاز المناعة الذي يَقوى بارتفاع مستويات هذا الفيتامين، وتُعزى أسباب انتشار المرض خلال فصل الشتاء إلى مكوث الأشخاص داخل البيوت والأماكن المغلقة، إذ يكونون على مسافة قريبة من بعضهم؛ مما يعزّز انتقال الفيروسات، ويشار إلى دور عملية التنفّس في التأثير في إضعاف الجهاز المناعي، إذ يسبب تنفّس الأشخاص في الأجواء الباردة تضييق الأوعية الدموية في الجهاز التنفسي العلوي، الأمر الذي يحدّ من تدفّق الدم إلى الأغشية المخاطية، بالتالي إضعاف مقاومة الجسم للميكروبات.[٢]
أمراض فصل الشتاء
إنّ الكثير من الأمراض تنتشر بين الأشخاص وتصيبهم خلال هذا الوقت من السنة، ومن أهمّ ما يُذَكر منها ما يأتي:[٣]
- التهاب الحلق، إذ يصيب الناس في فصل الشتاء بسبب انتقال عدوى الالتهابات الفيروسية إليهم، كما يعزى سبب الإصابة إلى التقلّبات الجوية؛ كالتنقّل من مكان دافئ إلى آخر بارد، وتُخفّف الأعراض من خلال الغرغرة بمحلول الماء الملحي الدّافئ، الذي يُنفّذ عمله من خلال إضافة ملعقة صغيرة من الملح إلى كأس من الماء المغلي والمبرّد نوعًا ما، ويفيد هذا المحلول في تهدئة الحلق، والعمل في صورة مضادّ للالتهاب، لكنّه لا يقضي على المرض بالكامل.[٣]
- نزلات البرد، يصيب الناس بسبب انتشار العدوى الفيروسية في الحلق والأنف، إذ تكثر الإصابة بها بين الأطفال الأقلّ عمرًا من 6 سنوات، كما أنّها قد تصيب الكبار من مرتين إلى ثلاث في السنة؛ ذلك بسبب ملامسة الأشخاص أو الأسطح الملوّثة بالفيروس، وتظهر الأعراض في شكل التهاب في الحلق، وكحّة، وانسداد أو سيلان في الأنف، وعطاس، مع ألم بسيط في الرأس، والشّعور العام بالضعف، لكنّها سرعان ما تزول خلال مدّة أسبوع أو أكثر قليلًا، وتُعالَج هذه الحالات من خلال الأدوية المُسكّنة فقط، ويُمنع أخذ المضادات الحيوية ما لم توجد عدوى بكتيرية، وإجمالًا فإنّ المُسكّنات المُستعملة تقلل من حدة الأعراض لكن لا تقضي على الفيروس المسبب للمرض.[٤]
- الإنفلونزا: يُنصح بأخذ لقاح الإنفلونزا للأشخاص من الفئة العمرية (2-17) سنة، وهو لقاح يستمرّ لمدة عام واحد، ويفيد في الوقاية من الإصابة بالمرض خلال فصل الشتاء، وقد يصل الوضع الصحي لمرضى الإنفلونزا البالغين من العمر 65 سنة فما فوق والنساء الحوامل إلى الموت، كما أنّ لها تأثيرات خطيرة في المصابين بالأمراض المزمنة والمستعصية؛ مثل: مرض السكري، والانسداد الرئوي، ومرض الكلى، والمرضى الطاعنون في السن، أو المصابون بانسداد الرئة يأخذون تطعيم المكوّرات الرئوية، الذي يقي من الإصابة بـالتهابات الرئة.[٣]
- جفاف الجلد، تنخفض نسبة الرطوبة في الشتاء؛ مما يزيد من انتشار حالات جفاف البشرة، لذلك فإنّ من الأفضل للناس أخذ احتياطاتهم التي تخفف من هذا الجفاف والحكّة النّاتجة منه، إذ يبتعدون عن الاستحمام بالماء الحارّ الذي يزيد الجفاف، كما يمكنهم دهن البشرة بالكريم المرطّب عند النوم، وبعد الاستحمام حيث الجلد ما يزال رطبًا، وتكمن فائدة المرطّبات التي توضع في العمل مادةً واقيةً تَحدّ من تبخّر الرطوبة من الجسم.[٣]
- برودة الأطراف، يعاني بعض الأشخاص من حالات برودة أصابع القدمين واليدين خلال فصل الشتاء، إذ يتغيّر لونها إلى الأبيض فالأزرق فالأحمر، وتصبح باردة جدًّا إلى درجة الوخز ثمّ الألم الشديد، وتنتج هذه البرودة من صعوبة وصول الدم إلى الأطراف. وغالبية الناس قادرون على التكيّف مع هذه الأعراض، رغم أنّ استعمال الدواء قد يخفف منها نوعًا ما، ويجب ارتداء الجوارب وقفازات اليدين تفاديًا للمشكلة، إلى جانب ضرورة الامتناع عن تدخين السجائر، واستهلاك الكافيين الذي يُفاقِم الحالة.[٣]
- السكتات القلبية، تسبب برودة الطقس زيادةً في ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على القلب، بالتالي التسبب في الجلطات القلبية، التي يُتجنَّب حدوثها من خلال الحفاظ على دفء المكان الذي يعيش فيه الأشخاص، إذ لا تقل درجة حرارته عن 18 مئوية، بالإضافة إلى تدفئة السرير ببطانية كهربائية، أو استعمال قِرَب الماء الدافئة.[٣]
- مرض نوروفيروس، يصيب الناس في فصل الشتاء وينتشر وسط تجمّعاتهم في المستشفيات والحضانات، وهو ناتج من عدوى جرثومية تصيب المعدة، إذ ترتبط بظهور أعراض؛ مثل: الإسهال، والتقيّؤ، والجفاف، رغم أنّه لا يظل لمدة طويلة، إذ تزول أعراضه خلال أيّام قليلة، ويُعدّ شرب السوائل بكثرة واستهلاك محاليل الجفاف علاجًا مناسبًا ومخففًا للأعراض.[٣]
أمراض تزداد شدة في الشتاء
إنّ أعراض أمراض فصل الشتاء تزداد في شدّتها، فتتفاقم وتؤدي إلى سوء الحالة المرضية للمرضى، ومن أهم ما يُذكَر في هذا المجال ما يأتي:[٣]
- التهاب المفاصل، إذ تزداد حدة أعراضه لدى المصابين بها خلال فصل الشتاء، حيث المفاصل تصبح متيبّسة مما يسبب الألم، وما من إثبات علمي يؤكّد وجود علاقة بين المرض والجو البارد، ويشار إلى احتمال وجود علاقة بين الإصابة بالاكتئاب شتاءً والشعور بالألم في الجسم، مما ينعكس على تفاقم الحالة وازديادها شدة، ويشمل ذلك الأمراض كلها التي قد يُصاب بها الأشخاص، ويُخفّف ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية، خاصّةً السباحة، التي تحسّن من حالة الجسم ولا تعيق وظيفة المفاصل.[٣]
- الربو، يساعد الجو البارد في تطوير أعراض الحالات التي تعاني من هذا المرض، إذ تؤّثر برودة الهواء في تفاقم أعراض الصفير وضيق النّفس، مما يعني وجوب تنبّه المرضى لصحتهم جيّدًا خلال موسم الشتاء، إذ يُفضّل المكوث في المنزل في الأجواء الباردة جدًّا، وارتداء ما يغطّي الفم والأنف عند الاضطرار للخروج، بالإضافة إلى وجوب التقيّد بمواعيد أخذ الدواء، وإبقاء أجهزة الاستنشاق المخصصة بالقرب من المريض.[٣]
الوقاية من أمراض الشتاء
تُوفّر الحماية من هذه الأمراض من خلال أخذ التّطعيمات الواقية، بالإضافة إلى الاهتمام بالنّظافة الشخصية، وتنظيف اليدين بالماء والصابون باستمرار، وقبل الأكل وبعده، وبعد الخروج من الحمام، والكحة أو العطاس، ويجب استعمال المنديل عند ذلك، وعدم ترك الرذاذ ينتشر ناقلًا المرض، ويُفضّل أنْ يلزم الأشخاص البيوت عند شعورهم ببدايات المرض.[٥]
المراجع
- ↑ "Human Rhinoviruses", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Jamie Eske (23-10-2018), "?What's the link between cold weather and the common cold"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "10winter illnesses", www.nhs.uk,31-3-2017، Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ "Common cold", www.mayoclinic.org,20-4-2019، Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑ "Prevention of seasonal flu and other winter illnesses", www.health.gov.il,2019، Retrieved 21-11-2019. Edited.