في اليوم العالمي للقلب، نعرض عليكم أهم الإجراءات التي تحدث في دول العالم العربي والتي تساهم في انتشار أمراض القلب فيها.
شهد العالم العربي في السنوات الأخيرة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في معدل عمر الفرد، ولكن ترافق هذا الأمر مع انتشار لأمراض القلب بين المواطنين بشكل كبير، وكأنها موجة غزت العالم أجمع ولم تنحصر في العالم العربي فقط، ومن أجل هذا كان هناك ضرورة ملحة لوجود يوم القلب العالمي للتوعية بمخاطر هذه الأمراض على حياة الفرد.
حيث تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية WHO إلى أن أمراض القلب تعد المسبب الأول للوفاة عالمياً، ففي عام 2012 توفي ما يقارب الـ 17.5 مليون شخصاً بسبب الإصابة بأمراض القلب، وهو ما يشكل 31% تقريباً من مجموع الوفيات حول العالم، علماً بأن مرض الشرايين التاجية Coronary artery disease كان المسبب الرئيسي للوفاة بين أمراض القلب.
وأوضحت المنظمة بأن ثلث الوفيات التي حصلت نتيجة الإصابة بأمراض القلب كانت من نصيب الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، واحتل داء القلب الاقفاري Ischemic heart disease المرتبة الأولى في الأمراض التي تنتشر في الوطن العربي.
أمراض القلب تجتاح الدول العربية
إليكم الجدول التالي الذي يوضح نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب في دول العالم العربي، وفقاً لاحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2014:
الدولة | نسبة الوفاة بسبب أمراض القلب من مجمل حالات الوفاة |
المملكة العربية السعودية | 46% |
البحرين | 26% |
العراق | 33% |
مصر | 46% |
اليمن | 21% |
الإمارات العربية المتحدة | 30% |
تونس | 49% |
سوريا | 28% |
قطر | 24% |
عُمان | 33% |
المغرب | 34% |
ليبيا | 43% |
لبنان | 47% |
الكويت | 41% |
الأردن | 35% |
ثقافة الدول العربية ساعدت في انتشار أمراض القلب
هذه الزيادة بعدد الإصابات والوفيات بسبب أمراض القلب في الدول العربية لوحظت خلال السنوات الأخيرة الماضية، وبالطبع جاء الأمر نتيجة لعدة تغيرات اجتاحت هذه الدول، من اهمها تغير نمط الغذاء، إذ لطالما اعتمدت الدول العربية في غذائها على كل ما هو مزروع، أي بعيدة عن وجبات الطعام السريعة والعالية بالسعرات الحرارية والفقيرة بأي من المغذيات الأساسية، ولكن مع تقدم السنوات وتطور الحياة، بدأ النظام الغذائي بالتغير ليأخذ طابعاً غير صحياً.
إن اتباع نمط غذائي غير صحي ينطوي على الإصابة بالعديد من المخاطر الصحية التي تهدد الإنسان، مثل الإصابة بالسمنة والتي ترفع بدورها من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وبالتالي الإصابة بأمراض القلب، وهذا ما تؤكده الإحصائيات التابعة لمنظمة الصحة العالمية والتي وجدت أن ستة دول عربية كانت من ضمن أكثر 10 دول إصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وجاءت هذه الدول كالتالي:
- لبنان
- الكويت
- قطر
- المملكة العربية السعودية
- البحرين
- الإمارات العربية المتحدة.
إضافة إلى ذلك فإن 10% تقريبا من مجموع الوفيات في الدول العربية تحدث نتيجة الاصابة بمضاعفات مرض السكري، اكثر من نصفهم تحت سن الـ 60 عاما، وذلك وفقا للدراسة التي نشرت في المجلة العلمية Epidemiology في عام 2012.
كما بيّنت الإحصائيات بأن السمنة أصبحت وباءً آخذ بالانتشار بشكل رهيب في جميع دول العالم وحتى العربية، وبالأخص ما بين النساء في هذه الدول العربية، وأوضحت منظمة الصحة العالمية بأن انتشار السمنة في 16 دولة عربية كان ما بين 74- 86% للنساء و69- 77% للرجال، علماً أن أعلى نسب كانت لصالح مصر والبحرين وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
بالتالي السيطرة على كل هذه الأمور من شأنها أن تقلل من خطر الإصابات والوفيات وبالأخص بأمراض القلب، فالبدء بالتركيز على النظام الغذائي والإقلاع عن التدخين كخطوة أولى سيكون لها أثراً كبيراً على صحة المواطن العربي في التقليل من أعداد المصابين بالسمنة التي ترفع بدورها من خطر الإصابة بأمراض القلب.