محتويات
حديثي الولادة
يُصاب الأطفال حديثو الولادة بمجموعة من الأمراض بنسب تفوق الأطفال الأكبر سنًا، ويعزى ذلك إلى خروجهم من بيئاتهم الآمنة داخل الرحم إلى العالم الخارجي الغريب عليهم، فهذا هو الوقت الذي يتعلم فيه الطفل كيف يتنفس ويأكل، وتتعلّم فيه أعضاء جسمه المختلفة كيفية التنسيق بعضها بين بعض لأداء وظائفها؛ مثل: القلب، والرئة، والكلى، والكبد، والدماغ.
حيث الطفل لا يستطيع التعبير عمّا يشعر به إلّا بواسطة البكاء؛ لذا يصعب على الأباء -خاصة مع أول طفل- اكتشاف سبب بكائه، لذا يجب على الأهل أن تصبح على دراية بالمشاكل المرضية كلها التي قد تصيب الطفل في الأسابيع الأولى من حياته لتسهيل التعرف إليها، وعند إيجاد صعوبة في ذلك فإنّ زيارة الطبيب هي الحل.[١]
الأمراض الشائعة عند حديثي الولادة
مناعة أجسام الأطفال حديثي الولادة أضعف كثيرًا من غيرهم؛ لأنّ أجهزتهم المناعية ما تزال تنمو وتتطور؛ لذا فأيّ مرض بسيط يتعرّضون لها قد يسبب وقوع مضاعفات خطيرة، ومن هنا تأتي أهمية التعرف إلى الأمراض الشائعة التي تصيبهم؛ مثل:[٢][٣]
- انتفاخ البطن، يمتلك حديثو الولادة بطنًا منتفخًا وبارزًا إلى الخارج، ويصبح قاسيًا بعد تناول الطعام أحيانًا لدى 90%من الأطفال فإنّ سبب الانتفاخ غازات أو إمساك، لكن في الحالات الأخرى السبب اضطراب خطير يجب علاجه.
- إصابات ناتجة من الولادة، في حالة الولادة الصعبة والمُعقّدة قد يتعرّض الطفل لبعض الإصابات، ومعظم الأطفال يتعافون سريعًا من هذه الإصابات، لكنّ بعضهم قد يظل يعاني من آثارها؛ مثل: في حالة كسر عظمة الترقوة، أو ضعف العضلات، أو عند ترك آثار للملقط في جسم الطفل.
- الجلد المُزرقّ، من الأمور الطبيعية أن يولد الطفل بيدين أو قدمين زرقاوتين، وهو أمر لا يستدعي القلق، وفي بعض الحالات قد يظهر هذا اللون حول فم ولسان الطفل عند البكاء، ويختفي تدريجيًا مع مرور الوقت، لكنّ استمراره مدة طويلة يستدعي مراجعة الطبيب.
- السعال، طبيعي أن يصاب الطفل ببعض السعال أثناء الرضاعة بسبب دخول الحليب سريعًا، لكنّ استمراره قد يدلّ على وجود اضطراب في الرئة أو الجهاز الهضمي، وتُستبعَد إصابة الطفل بالسعال الديكي إذا كان يسعل باستمرار أثناء الليل.
- الاصفرار أو اليرقان، هو من أكثر الأمراض شيوعًا لدى حديثي الولادة، وينتج من ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم لأسباب مختلفة.
- الضائقة التنفسية، يستغرق حديثو الولادة عدة ساعات حتى يستطيع التنفس بشكل طبيعي، لكن قد يصاب الطفل بمشكلات في التنفس لأسباب عديدة، وأشهرها انسداد ممرات الأنف الذي يسهل علاجه باستخدام قطرات الأنف المحتوية على محلول الملح.
لكن توجد أسباب أكثر خطورة تسبب ظهور أعراض تستدعي مراجعة الطبيب على الفور؛ مثل: سرعة التنفس، ورعشة الأنف، والشخير أثناء الرضاعة، وازرقاق الجلد الذي لا يختفي. ويزيد خطر الإصابة بالضائقة التنفسية إذا كان الطفل من الخُدّج؛ أي مولود قبل موعده.
- التقيؤ، اضطراب شائع لدى حديثي الولادة، فأيّ طفل قد يتقيأ جزءًا من الحليب، لكنّ تكراره أمر غير طبيعي، ولتجنبه يجب أن يتجشأ الطفل بعد كل رضعة، وفي بعض الحالات يُعدّ أمرًا خطيرًا؛ مثل: التقيؤ المستمر الذي يمنع الطفل من اكتساب الوزن، والتقيؤ ذو اللون الأخضر.
- الحمى، إنّ ارتفاع حرارة الجسم دلالة على مقاومة الجسم لعدوى أصابته، فالحرارة البسيطة لا تستدعي القلق، إنّما المرتفعة الأعلى من 39 درجة تتطلب مراجعة الطبيب؛ لتجنّب الإصابة بالتشنّجات.
- المغص، اضطراب شائع يصيب الأطفال كلهم تقريبًا، لكنّه يختفي مع بلوغ الطفل عمر الثلاثة أشهر، وفي بعض الحالات يصبح الطفل حساسًا تجاه نوع الحليب الصناعي الذي يتناوله مما قد يسبب له المغص.
- الأمراض الجلدية، حيث جلد الأطفال حساس؛ لذا يتعرض بسهولة للعديد من الأمراض؛ مثل:
- طفح الحفاض، تُتَجنَّب الإصابة به عن طريق تغيير الحفاض أولًا بأول، واستخدام كريم واقٍ.
- قبعة المهد أو قشرة الشعر، التي يُعالَج الطفل المصاب بها عبر غسل رأسه يوميًا باستخدام شامبو لطيف.
- نزلات البرد والإنفلونزا، هي أمراض مُعدية تصيب الطفل وتُشفى عادةً دون حدوث مشكلات، لكن أحيانًا قد تتطور العدوى وتسبب التهابًا رئويًا، وهو مرض خطير يجب علاجه بواسطة الطبيب.
- التهاب الأذن، مرض شائع لدى حديثي الولادة قد ينتج من عدوى فيروسية تُشفى دون علاج، أو عدوى بكتيرية تحتاج إلى مضاد حيوي، ويسبب تهيّج الطفل وشدّه لأذنه باستمرار.
- فطريات الفم، عدوى بسيطة تصيب الفم واللسان وتسبب ظهور بقع بيضاء، ويُعالَج الطفل بالأدوية المضادة للفطريات الموضعية.
- الإسهال، هو اضطراب لا يستدعي القلق ما دام الطفل لا يصاب بالجفاف.
- الإمساك، إذا كان يعاني عند التغوط قد يُشخّص مصابًا بالإمساك، وهو اضطراب بسيط غير خطير.
- أمراض غير شائعة، ومنها: أمراض الكلى، وأمراض العيون.
اليرقان عند حديثي الولادة
اليرقان هو تلوّن جلد الطفل وعينيه باللون الأصفر نتيجة تراكم مادة في الدم، وتنتج هذه المادة عند تكسّر كريات الدم الحمراء في جسم حديث الولادة وعدم قدرة الكبد على التخلص منها كلها بسبب عدم تطوره بالقدر الكافي، أو وجود خلل في الجسم. وأُثبِتَ أنّ هذا المرض يشيع لدى الأطفال الذين وُلِدوا مبكرًا قبل إتمام الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل، ولدى بعض الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا.
ومن الاضطرابات الأخرى التي تسبب مرض اليرقان: انسداد المرارة، واختلاف فصيلة دم الأم عن فصيلة دم الجنين، والتعرض لعدوى بكتيرية أو فيروسية، وانتشار العدوى إلى الدم، والإصابة بنزيف داخلي، ونقص في بعض إنزيمات الجسم، أو خلل في كرات الدم الحمراء يجعلها تتكسّر أسرع من المعدل الطبيعي. والأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط ولا يحصلون على الكم الكافي من الحليب أكثر عرضة للإصابة باليرقان؛ لأنّ الجفاف وانخفاض السعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفل يحفزان الإصابة باليرقان.
تسبب الإصابة بهذا المرض اصفرار الجلد والعينين، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى؛ مثل: عدم رغبة الطفل في الرضاعة، وانخفاض واضح في نشاط الطفل، وبكاء الطفل عالي النبرة، واصفرار تحت أظافر الطفل. واليرقان الحاد قد يسبب وقوع بعض المضاعفات؛ مثل: تضرر الدماغ بسبب وصول مادة البيليروبين إلى الدماغ، واليرقان النووي هو الإصابة بتضرر دائم في الدماغ، ويصاحبه حدوث تشنجات، وفقد السمع، وعدم تطور طبقة مينا الأسنان بشكل صحيح.[٤]
علاج اليرقان عند حديثي الولادة
تختفي حالات الإصابة البسيطة من تلقاء نفسها خلال أسبوعين أو ثلاثة دون الحاجة إلى علاج، وفي حالة المرض الأكثر حدّة يُنفّذ العلاج بالضوء عبر تعريض الطفل لأنواع خاصّة من المصابيح، التي تكسّر مادة البيلوروبين في دم الطفل، وتخرجها من جسمه عن طريق البول أو البراز.
وقد يحصل الطفل على أميونوجلوبيولين عن طريق الوريد إذا كان اختلاف الدم بين الأم والجنين سبب الإصابة باليرقان، وفي حالات نادرة التي لا تستجيب لطرق العلاج السابقة فإنّ تغيير دم الطفل هو العلاج، ذلك عن طريق سحب دم الطفل على أجزاء واستبدال دم المتبرع به فيقل مستوى البيليروبين تدريجيًا.[٤]
المراجع
- ↑ Anisha Nair (2018-5-9), "15 Common Baby Health Problems and Diseases"، parenting.firstcry.com, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ↑ CHHANDITA CHAKRAVARTY (2019-12-5), "15 Common Infant And Newborn Problems You Should Be Aware Of"، www.momjunction.com, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ↑ SickKids staff (2019-1-7), "Health issues in your newborn baby"، www.aboutkidshealth.ca, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2018-8-30), "Infant jaundice"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-12-5. Edited.