فقر الدم
يُعدّ فقر الدم حالةً مرضيّةً تنتج عن وجود مخزونٍ كافٍ من خلايا الدم الحمراء السّليمة لنقل ما يكفي من الأُكسجين إلى أنسجة الجسم، وتختلف أشكال فقر الدم باختلاف مسبّباته، إذ يمكن أن يكون فقر الدم مؤقتًا أو طويل المدى، ويتراوح بين الخفيف إلى الشديد، ويجب مراجعة الطبيب على الفور في حال حدوثه، فهو يُشير إلى علامة تحذيريّة على حدوث مرض خطير.
يمكن أن يكون المرض غير مُلاحَظ في بدايته، لكن تزداد الأعراض سوءًا مع تفاقم فقر الدّم، وتختلف أعراض المرض باختلاف أسبابه، وتؤدّي الإصابة بفقر الدم إلى الشّعور بالتعب والضعف العام، وشحوب الجلد أو اصفراره، وعدم انتظام ضربات القلب، وضيق التنفّس، والدّوخة أو الدوار، والألم في الصدر، والشّعور ببرودة اليدين والقدمين، وصداع في الرأس.
بعد تحديد أسباب فقر الدم من قِبَل الطبيب -ومن هذه الأسباب نقص الحديد أو نقص فيتامين ب12- يمكن أن ينصح الطبيب بعدّة علاجات تتراوح بين تناول المكملات إلى الخضوع للإجراءات الطبية، كما يمكن تجنّب حدوث فقر الدم عن طريق اتباع نظام غذائي صحّي متنوّع.[١]
أمراض فقر الدم الوراثية
توجد عدّة أنواع من فقر الدم الوراثية، ولكلٍ منها أسبابها وأعراضها والعلاج الخاصّ بها، وتشمل ما يأتي:[٢]
- فقر الدم اللاتنسّجي: ينتج هذا النوع عن تلف الخلايا، ممّا يؤدّي إلى حدوث ضيق التنفّس، والدّوار الذي يسبّب الصداع، وشحوب الجلد، والآلام في الصدر، وارتفاع معدّل ضربات القلب، والشّعور بالبرودة في اليدين والقدمين، ويُعالَج بنقل الدم عن طريق الوريد، أو زرع خلايا جذعية، إذ تُستبدل الخلايا الجذعية التّالفة في نُخاع العظم بخلايا أُخرى سليمة.
- فقر الدّم الحديدي الأرومات: يحدث هذا النوع نتيجة حدوث اضطرابات في الدّم، إذ لا يمكن للجسم استخدام الحديد لصنع الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأُكسجين إلى الدّم، ويؤدّي تراكم الحديد إلى تكوين خلايا دم حمراء غير طبيعية، ويعتمد علاجه على تحديد السّبب الرّئيس، ويشمل علاجه تناول فيتامين ب6، أو زرع الخلايا الجذعية، وتجنّب المواد الكيميائية أو المخدّرات، ويوجد نوعان رئيسان لفقر الدم الأرومي، وهما:
- فقر الدم الأرومي المُكتسب، وهو ينتُج عن طريق التعرض لبعض المواد الكيميائية أو المخدرات.
- فقر الدم الأرومي الوراثي، يحدُث عندما تؤدّي طفرة في الجنين إلى تعطيل إنتاج الهيموغلوبين الطبيعي، إذ ينتج هذا الجين جزء الهيموغلوبين الذي يحمل الأُكسجين.
- فقر الدم الانحلالي الخَلقي: يعرف أنّه مجموعة من الأنيميا الموروثة التي تنقل خلايا الدم الحمراء السليمة في الجسم، وتوجد ثلاثة أنواع من فقر الدم الانحلالي الخُلقي، وهي: النّوع الأول والثاني والثالث، ويُعد النوع الثاني الأكثر شيوعًا، أمّا النوع الثالث فهو نادر، ومن أعراضه فقر الدّم المزمن، والشعور بالتعب، واصفرار الجلد والعينين، وظهور البشرة بلون فاتح، وعدم وجود أصابع اليدين أو القدمين عند الولادة، وأحيانًا لا يحتاج المريض إلى العلاج، ويعتمد على شدّة المرض، وقد يوصي الطبيب بنقل الدم أو زراعة الخلايا الجذعية، أو العلاج بالأدوية لخفض مستويات الحديد.
- فقر الدم المنجلي: يعرف أنّه فقر دم وراثي، يكون فيه بروتين الهيموغلوبين غير طبيعيّ، ممّا يؤدّي إلى تكوّن خلايا الدم الحمراء الصلبة التي تُغلق الدورة الدمويّة؛ لأنّها غير قادرة على التدفّق عبر الأوعية الدموية الصغيرة.[٣]