محتويات
هل شعرت يوماً بأنك مهما حاولت تغيير نظامك الغذائي أو الالتزام بحميات غذائية مختلفة فإنك لا تستطيع خسارة الوزن أو تبقى شاعراً بالنفخة طوال الوقت؟ ربما الأمر يعزى إلى أكثر من مجرد طبيعة جسد أو حمية غذائية خاطئة، في الواقع قد يكون السبب فيما يحصل بكتيريا الأمعاء المسماة البروبيوتكس (Probiotic bacteria).
بدأنا مؤخراً نقرأ الكثير من الدراسات حول بكتيريا الأمعاء وكيف تؤثر على الصحة، وحديثاً ربطها العلماء بزيادة الوزن. فلقد أظهرت دراسة تم نشرها مؤخراً في المجلة العالمية للسمنة (International Journal of Obesity)، أن الأشخاص الذين يبقى وزنهم ثابتاً أو الذين لا يواجهون صعوبة في خسارة الوزن غالباً تتواجد في أمعائهم كميات أكبر من المعتاد من بكتيريا الأمعاء المفيدة، بالإضافة إلى أنهم يتناولون كمية كبيرة من الألياف.
فإذا كنت تعاني باستمرار من النفخة أو الوزن الزائد، ربما كنت من الأشخاص الذين تحتوي أمعائهم على كميات قليلة من بكتيريا الأمعاء المفيدة، ولقد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي قد يكون لديهم كميات أقل من البكتيريا المفيدة. لذا ولتكون أعداد البكتيريا المفيدة في أمعائك جيدة، عليك القيام بتغييرات بسيطة في حياتك ربما لم يخطر لك يوماً أنها تؤثر على وزنك!
أهمية بكتيريا الأمعاء المفيدة
تساعد بكتيريا الأمعاء بأكثر من مجرد عملية هضم الطعام، فهي تلعب دوراً هاماً في:
- تقوية وتدعيم جهاز المناعة في الجسم، ومساعدته على تمييز الأصدقاء من الأعداء.
- المساعدة على الاستفادة من فيتامينات معينة مثل: فيتامين بي 12، حامض الفوليك، والثيامين، والتي يحتاجها الجسم لعمليات الأيض وإنتاج خلايا الدم الحمراء، والمحافظة على صحة الجهاز العصبي.
كيف نحصل على التوازن الصحي بين البكتيريا المفيدة والضارة؟
في الوضع الطبيعي تكون بكتيريا الأمعاء في وضع متوازن بين البكتريا الضارة والمفيدة، ولكن قد يتأثر هذا التوازن بعدة عوامل، مثل:
المضادات الحيوية
فكما تعمل هذه على القضاء على البكتيريا الضارة في الأمعاء، فهي كذلك تلحق الضرر بالبكتيريا المفيدة في الأمعاء. وهذا قد يسبب مضاعفات صحية مثل النفخة والإمساك. لذا ينصح الخبراء بالبدء بتناول مكملات البروبيوتكس حال البدء بتناول المضادات الحيوية والاستمرار في تناولها لعدة أسابيع بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية. وينصح بتناول مكملات البروبيوتكس بفاصل زمني مقداره 1-2 ساعة بعد تناول المضادات الحيوية للحصول على أقصى فائدة.
الحميات قليلة الكربوهيدرات
إن حرمان الجسم من الكربوهيدرات عبر هذا النوع من الحميات يحرم كذلك بكتيريا الأمعاء من الغذاء الذي تحتاجه لتتغذى وتنمو وتتكاثر. وفي دراسة قام بها علماء في جامعة كوبنهاغن (The University of Copenhagen)، وجدوا أن ما يقارب 25% ممن كانوا يتبعون هذا النوع من الحميات والذين شملتهم الدراسة سجل لديهم نقص يقدر بنسبة 40% في بكتيريا الأمعاء المفيدة عن النسبة الطبيعية.
الطعام المعالج والغني بالسكريات
إن الكثير من الأطعمة التي نتناولها في الوقت الحاضر في حياتنا اليومية هي أطعمة معالجة تم نقل وتخزين محتوياتها على مدى فترة طويلة من الزمن ما أفقدها الكثير من العناصر الغذائية الهامة، ناهيك عن أنها تفتقر للألياف الغذائية الضرورية التي كان الإنسان يحصل عليها من مصادر طبيعية، بدأ يقل اعتماده عليها في الوقت الحاضر. وقد أظهر بحث تم إجراؤه على أطفال من المناطق الريفية في أفريقيا أن أمعاءهم تحتوي على بكتيريا أمعاء أكثر تنوعاً من أقرانهم الذين يعيشون في القارة الأوروبية، وذلك بسبب تناولهم أغذية تحتوي على الألياف الطبيعية الضرورية وبانتظام. وقد أظهرت تجارب أخرى قام بها العلماء أن الأطعمة الغنية بالسكريات والأطعمة المصنعة والمعالجة، توفر التغذية الملائمة لبكتيريا الأمعاء الضارة لتتغلب على المفيدة وتتسبب بمشاكل صحية مثل حساسية الطعام وداء الأمعاء الالتهابي.
المشروبات المخصصة للحمية
مع أنها من المفترض أن تكون صحية لخلوها من السعرات الحرارية، إلا أن إضافة المحليات الصناعية إليها، يجعل المشروبات المخصصة للحمية ليست صحية تماماً كما نعتقد، فالمحليات الصناعية تعمل على الإخلال بتوازن البكتيريا المفيدة والضارة في الأمعاء، ما قد يرفع من فرص الإصابة بمشاكل مثل ضعف تحمل الجلوكوز ومضاعفات صحية أخرى قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري والسمنة.
مسكنات الألم
مع أنها قد تبدو حلاً مثالياً لتسكين أي ألم طارئ، بالإضافة إلى أن العديد منها لا يحتاج وصفة طبية، إلا أنه وفي دراسة نشرت في مجلة التغذية البريطانية (British Journal of Nutrition) وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لم يستعملوا مسكنات الألم كان لديهم كميات أكبر من البكتيريا المفيدة في أمعائهم مقارنة بمن يتناولونها بانتظام.
التوتر
وجدت بعض الدراسات مؤخراً أن التعرض لمسببات التوتر والقلق قد يؤثر على بكتيريا الأمعاء المفيدة، والعلاقة بين الدماغ وبكتيريا الأمعاء هي علاقة من طرفين، إذ أن احتواء الأمعاء على الأعداد والمستويات الصحية من بكتيريا الأمعاء المفيدة يؤثر بدوره كذلك على ردود فعل الدماغ تجاه التوتر و المواقف المسببة للقلق والتوتر.
كيف تعمل على إعادة التوازن في بكتيريا الأمعاء؟
تستطيع عبر اتباع خطوات بسيطة، أن تستعيد التوازن الصحي للبكتيريا في أمعائك:
- تناول الطعام الغني بألياف البروبيوتكس والتي تحفز نمو البكتيريا الصحية في الأمعاء، ومن أكثر الأطعمة غنى بهذا النوع من الألياف: الهليون، الخرشوف (الأرضي شوكي)، البصل، الثوم والموز. بالإضافة إلى أطعمة أخرى مثل البطاطا الباردة والمعكرونة الباردة.
- ابدأ بتناول مكملات البروبيوتكس، ولكن حاول اختيار نوع منها تحتوي الحبة منه على 10 ملايين نوع من البكتيريا على الأقل، وتأكد من تاريخ الصلاحية قبل الشراء.
- حاول الابتعاد عن الأمور التي تم ذكرها سابقاً في هذا المقال.