الآلات الموسيقية
الموسيقى لغة عالميّة، وهي غذاء الروح بالنسبة للكثيرين، ويوجد في الوقت الحاضر الكثير من الآلات الموسيقية القديمة والحديثة، والتي يعتمد عليها عازفو الموسيقى في إصدار الأصوات الموسيقية المتنوعة، ومن بين الآلات الموسيقية: ’لات النفخ، والطبل والمزمار والبيانو والتشيللو والآلات الوترية مثل العود، وتختلف أهمية الآلات الموسيقية هذه من شعب ٍ لآخر بحسب اختلاف البيئات والثقافات، وحاليًا أصبح العزف على الآلات الموسيقية يُدرّس في معاهد متخصصة، وذلك لتخريج أشخاص محترفين في العزف، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن واحدة من الآلات الموسيقية الشهيرة، وهي آلة العود، مع ذكر أنواع آلة العود.[١]
آلة العود
قبل ذكر أنواع آلة العود، لا بُدّ من التعريف بهذه الآلة الموسيقية الشرقية، وآلة العود آلة وترية لها شكلٌ كمثري، وتضم اثني عشر أو أربعة عشر وترًا مجمعًا في ستة أو سبعة مسارات، وتُستخدم هذه الآلة في الموسيقى العربية والتركية والفارسية واليونانية والأرمينية والأذربيجانية والأندلسية، وغيرها، وآلة العود قديمة جدًا، ويقول البعض أن تاريخها يصل إلى زمن النبي نوح -عليه السلام-، وكلمة العود في اللغة العربية تعني الخشب، ويُغطي مجالها الصوتي ما يقارب الأوكتافين ونصف الأوكتاف، وهي مهمة في الموسيقى العربية تحديدًا، ويمكن إضافة وتر سادس إليها، وكما هو معروف فإنّ أنواع آلة العود متعددة، وتختلف هذه الأنواع باختلاف الصانع، أما صناعة أنواع آلة العود فتوجد في عدة أماكن مثل: دمشق والعراق.[٢]
أنواع آلة العود
يتساءل كثيرون عن أنواع آلة العود، ومن المعروف أنّ أنواع آلة العود تختلف عن بعضها البعض اختلافاتٍ بسيطة تعود لمكان الصنع الذي يُضفي خصوصية على هذه الآلة العريقة، بالإضافة إلى نوع الخشب المستخدم في التصنيع ووجود بعض الإضافات عليها، وأهم أنواع آلة العود كما يأتي:
- العود العربي: يعدّ العود العربي من أهم أنواع آلة العود، وأشهرها العود العراقي والعود الشامي أو الدمشقي، حيث يتوافد الفنانون العرب على اقتناء هذا النوع من أنواع آلة العود؛ لأنه متقن الصنع وعريق جدًا، ومن أشهر صنّاع العود العرب العراقي: سمير رشيد العواد، الذي يحرص الفنانون على شراء آلة عود من صنعه، وقد صًنع العود العربي لأول مرة في القرن السادس الميلادي.[٢]
- عود السحب: هذا النوع من أنواع آلة العود ابتكره صانع العود الشهير محمد فضل الجوهري، بالإضافة إلى الفنان العراقي منير بشير الذي طلب من محمد فاضل صناعة نوع من أنواع آلة العود يكون مقاومًا للظروف الجوية، وقد تم تحويل الفرس الذي يربط أوتار عود السحب إلى ظهر العود، كي يتمكن العازف من سبح الأوتار باتجاه الأعلى دون أن يكون مضطرًا للضغط على وجه العود.[٣]
- العود الأندلسي: من أشهر أنواع آلة العود، ويُسمى أيضًا الكُترة أو الكُوَّتْرا، ويُستخدم بكثرة وحصريًا في الجزائر وتحديدًا في مدينة تلمسان، ويتميز بأنه بأنه أصغر حجمًا من العود العربي، ولهذا فإنّ صوت القرار فيه أقل عمقًا، ومجاله الصوتي نحدود مقارنة بالعود العربي المشرقي، ويضم ثمانية أوتار مجمعة على أربع مسارات.[٤]
مكونات آلة العود
مهما اختلفت أنواع آلة العود فإنّها لها نفس المكوّنات تقريبًا، وأهم أقسام آلة العود الصندوق المصوت الذي يسمى ظهر العود أو القصعة، والصدر أو الوجه ويحتوي على فتحات تسمى قمرية، تُساعد في زيادة قوة الصوت ورنينه، والفرس الذي يُستخدم لربط الأوتار قرب مضرب الريشة، والعضمة أو الأنف التي توضع على رأس زند العود، والرقبة أو زند العود، وهي المكان الذي يضغط العازف على الأوتار حين يضغط عليه، والمفاتيح أو الملاوي ويكون عددها ما بين اثني عشر إلى أربعة عشر مفتاحًا، وتُستخدم لشدّ أوتار العود، والأوتار ويكون عددها عادةً خمسة أوتار مزدوجة، كما يمكن ربط وتر سادس ووتر سابع، والريشة التي تستخدم في العزف على آلة العود، وتساعد على الرنين، كما تسهل العزف عليه، وتكون مصنوعة من العاج كأفضل شيء لتقوية الصوت، ويمكن أيضًا استخدام اليدين أو أية أدوات أخرى مخصصة للعزف على آلة العود.
تاريخ آلة العود
أقدم آثار تعود لآلة العود يصل عمرها إلى خمسة آلاف عام، حيث عُثر على نقوش حجرية تمثل نساء يعزفن على آلة العود، وقد اشتهر العود عبر التاريخ، وأبدع الصناع في صنعه، وتُشير الدراسات التاريخية إلى أن أول ظهور لآلة العود كان في بلاد ما بين النهرين في العصر الأكادي، كما ظهر في مصر في عهد المملكة القديمة، وقد دخل إلى بلاد الشام وظهر في إيران لأول مرة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كما كانت آلة العود هي الآلة المفضلة لدى الناس في العصر البابلي، وقد تطور شكله وعدد أوتاره تدريجيًا حتى وصل إلى وضعه الحالي، حيث بدأ بوترٍ واحد، ثم بوترين وثلاثة وأربعة، وأضاف زرياب الوتر الخامس إليه، حتى أن طريقة الإمساك به كانت تختلف عما هي عليه في الوقت الحاضر.[٥]
ذكرت الأساطير العربية أن مخترع العود هو "لامك"، وهو من أبناء الجيل السادس لآدم -عليه السلام-، ويُقال إنّ أول من صنعه "بطليموس"، أما في تاريخ المبرد فقيل إنّ أول من صعنه هو "جمشيد" ملك ملوك الفُرس، وأسماه "البربط" أي "باب النّجاة"، كما ذكر بعض المؤرخين أن العود ظهر عند المصريين القدماء قبل أكثر من ثلاثة آلافٍ وخمسمائة سنةٍ[٦]، وأصبح العود في قصور الأمراء والملوك في ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وأضافوا إليه الدساتين التي يخلو منها العود الشرقي حاليًا، ووضع مؤلفون موسيقيون قطع موسيقية لآلة العود وطبعت في إيطاليا وإنجلترا بسنوات مختلفة، ومن بين من وضعوا هذه القطع الموسيقية: جان سيبستيان باخ وهاندل، لكن فيما بعد انتشر البيانو والجيتار، واختفت آلة العود من الموسيقى الأوروبية، أما العود العربي فقد صُنع في القرن السادس الميلادي.[٥]
المراجع
- ↑ "كلية الفنون الموسيقية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عود"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "أمهر صُنّاع العود العرب في القرن العشرين"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "عود أندلسي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عود (آلة موسيقية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-201-2019. بتصرّف.
- ↑ "العود"، www.al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2019. بتصرّف.